الرئيسية جديد الموقع مقالات في التعليم

حديث مدير جامعة شقراء..!

على نطاق واسع تم تداول مشهد أكاديمي مثير للانتباه حدث في أروقة جامعة شقراء حيث يجتمع مدير الجامعة مع الطلاب المستجدين وبحضور أساتذتها وقياداتها للتواصل والتحاور ومعرفة الانطباعات والتوقعات. يقوم طالب من وسط الصفوف يتضح أنه ينتمي لقطاع الكليات الصحية ويستفسر عن سبب عدم رؤيته لأستاذ سعودي واحد في المسار الصحي. السؤال جاء على الجرح، ويبدو أن جرح الدكتور عوض الأسمري مدير جامعة شقراء كان عميقاً لأنه يتعلق بالكيان الذي تولى مسؤولية قيادته وأمانة إدارته، إنها جامعة شقراء التي تمتد كلياتها على أرض 13 محافظة ومركز لتشكل أكبر الجامعات السعودية حجماً تقريباً في المملكة.

الذين يهمشون القضايا الهامة ويركزون على القشور ويتركون الجوهر والمضمون سيلفت انتباههم انفعالاً بدى في حديث مدير الجامعة مع الطالب، انفعال المدير كان يعكس هماً يحمله ويواجه، لم يصدر من مدير الجامعة لفظاً يحمل إساءة للطالب، لكن كان حديث أب مهموم بوطنه لأبن مهتم بوطنه. لكن جوهر الحديث ومضمونه كان كافياً لفتح باب النقاش.
أولاً: أشاد مدير الجامعة بأعضاء هيئة التدريس الأجانب أو غير السعوديين ومدح تحملهم للمسؤولية وأدائهم للرسالة بجد واخلاص يشكرون عليه، مدير الجامعة يستثمر الحدث في توجيه رسالة عرفان وإمتنان لمن يحملون هم العمل في جامعته، في الغالب أكثر من 90% من أعضاء هيئة التدريس في جامعته لا يحملون بطاقة هوية سعودية ويتولون مهمة تعليم أبنائنا، وإذا لم يشكرهم فيشكر منْ إذن؟! كانت رسالة صادقة وذكية وفي محلها وتوقيتها رغم أن الطالب سأل عن السعوديين ولم يسأل عن غير السعوديين لكن مابين الاثنين رابط واضح.
أكمل مدير الجامعة حديثه عن غير السعوديين برفضه للعنصرية في التعامل مع هذا لأمر، رأي يتناسب وقيمة الأساتذة والعلماء بغض النظر عن مرجعياتهم وجنسياتهم. الجامعات حتى ولو نجحت في استقطاب الأساتذة السعوديين فحاجتها للأساتذة الأجانب لن تنقضي فتنوع الثقافات والفكر والمعارف والقدرات يقتضي وجودهم جنباً إلى جنب مع أبناء الوطن، وأعتقد أن المسؤولين عن التعليم في وطننا لديهم نظرة تتسع لتشمل هذا التصور.
ثانياً: حديث مدير جامعة شقراء لفت إنتباهنا إلى أوضاع المحافظات، شقراء محافظة وكثير من المحافظات لا تجذب أعضاء هيئة التدريس السعوديين، نحن بالطبع نحب الرياض وجدة والدمام ولا تميل قلوبنا لغيرها ولا راحة لنفوسنا بعيداً عنها، وربما منا من يرى في المحافظات والمناطق النائية غربة تكفر عن ذنوب!!. تشجيع أبناء تلك المناطق على التميز والتفوق الدراسي والتخفيف من قيود تعيينهم في العمل الأكاديمي قد يجدي نفعاً. أيضاً(40 %) الزيادة في الرواتب عن المقرر في اللوائح والتي تعطيها جامعة شقراء لمنسوبيها كما ورد على لسان مدير الجامعة من وجهة نظري لن تسمن ولن تغني وهنا قد يكمن بعضاً من الحل، لو أعطت جامعة شقراء وكل جامعات المحافظات النائية نسب ذات مضاعفات (وليس مضاعفاً واحداً) ربما يختلف الوضع، وإذا صاحب ذلك خدمات خاصة وراقية مقدمة لفئة تستحق (مساكن، مدارس، مراكز صحية، متنزهات) لأختلف الوضع بنسبة كبيرة. الخدمات التعليمية والصحية والسكانية في المحافظات بحاجة إلى تطوير مكثف لتجذب الأساتذة وغير الأساتذة وكل الباحثين عن فرص جديدة للعمل، هذا ما نستنتجه أيضاً من حديث مدير الجامعة، هذه هي مهمة أساسية من مهام رؤية 2030، الرؤية يجب أن تضع المحافظات والأماكن النائية في قلب اهتمامها وتركيزها، إذا نجحت الرؤية في تغيير أحوال الكثير من مناطق المملكة ستجد دعماً وتدعم ولاءاً وستحدث تغييراً مشهوداً.
نصيحة أخيرة، كلما أنصتنا باهتمام وبنية صافية وعقل مفتوح للمخلصين وأصحاب الخبرات من أبناء وطننا العظيم وهم يعبرون عن شجونهم وهمومهم وطموحهم كلما كان خيراً لنا.

قد يعجبك أيضًا
خدمة العملاء…والمعاني المفقودة
التركة الثقيلة..اختبار جديد للملحم
محاكمة التسويق

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة