الرئيسية مقالات في الادارة

ليه..؟!

في مؤسستنا الرسمية وغير الرسمية وفي بيئة عملنا الكثير من الأشياء التي تثير الاستغراب وتستمطر كل علامات الاستفهام والتعجب..؟!

ليه.. صرنا نستخدم الإعلان في إعطاء معلومات مغلوطة ووعود وهمية.. ليه تحول الإعلان من وسيلة اتصال وقناة تعريف بالمنتج إلى فخ ينصب لاصطياد المستهلك الضحية..!!

ليه.. نظن أنه عندما نبتسم في وجوه الموظفين والمراجعين فهذا يقلل من هيبتنا وعلامة تدل على ضعف شخصيتنا ولافتة تدعو الموظفين للتسيب والتراخي والإهمال..!!

ليه.. عندما نكون في الشركة والمكتب نغرق في الحزن ولا نرى إلا السواد ونحمل كل مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية لمكان العمل وزملاء المهنة..!!  

ليه.. نعاني من بطالة فاحشة ومؤهلين دون وظائف في الوقت الذي لدينا فيه الكثير من العمالة الأجنبية غير المؤهلة، ولدينا اقتصاد هو الأقوى في المنطقة..!!

ليه.. نقضي ساعات العمل بالتصادم والمعاناة مع زملاء العمل.. وليه يضيع جل الدوام في المكائد والوشايات والعداء مع الآخرين وليه اختفت من مكاتبنا كل معاني الحب والود والإخاء.. وليه أصبح جو العمل مسمما بالكذب وملوثا بالعداء ومليئا بالحقد والحسد!!

ليه.. جالسين نجري جري الوحوش خلف المال والمكاسب الدنيوية ولو على حساب أطفالنا وأولادنا وسعادتنا الأسرية.. ليه أصبح شعارنا القناعة تضر ولا تنفع.. وليه تركز كل اهتمامنا حول الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المال دون أي اعتبار لسلامة طريقة حصولنا عليه..!!

ليه.. جالسين نتعامل مع الموظفين بالأوامر والتهديدات والحسم وكأنهم جنود في ثكنة عسكرية.. ليه مديرونا مغرمون بإعطاء الأوامر والتعليمات، مغرمون بإنزال العقوبات والجزاءات، مغرمون بالسيطرة، ويسعدون جدا بانقياد الآخرين لهم..!!

ليه.. لا تفرق مؤسستنا بين من يعمل بكامل طاقته وبين من يعمل بأقل الممكن.. ليه الكل يحصل على نفس المزايا والفوائد..!!

ليه.. مشاريع بنيتنا الأساسية تُعتمَد بأرقام فلكية في حين المشروع نفسه يتم تنفيذه من مقاولي الباطن بنصف المبلغ المخصص.. ويجهز أفضل منه في دول الجوار بربع المبلغ..!!

ليه كل مشاريعنا العملاقة يتم ترسيتها لشركة أو شركتين وغالبا ما تنتهي بضعف المدة المقررة دون أي محاسبة أو جزاء..!!

ليه.. المصالح صارت هي الصديق.. ليه الوفاء فينا انطفأ.. ليه الضمير فينا دخل لغرفة الإنعاش.. ليه النفاق والمداهنة صارا هما اللغة الرسمية بيننا.. ليه المال أًصبح هو سيد العلاقات..!!

ليه.. المدير المسؤول يبقى حتى آخر نفس في عمره على رأس القطاع وكأن المجتمع نشف من الكفاءات والخبرات؟! ليه نتشبث بكرسي الوظيفة حتى آخر رمق في الحياة وكأنه سيصاحبنا حتى في المقبرة..!!

ليه.. إذا كان ما عندك واسطة فهذا يعني أن كل إجراءاتك ستتأخر وأن كل معاملاتك تسير سير السلحفاة.. ليه الواسطة أصبحت هي قارب النجاة وهي كلمة السر التي تفتح كل باب مغلق..!!

ليه.. غابت ثقافة الشفافية عن أسواقنا المالية.. ليه أصبحنا نشعر بأن هناك أيادي خفية تمارس أدوارا غير نزيهة في السوق، ليه أصبح هذا السوق مثل النفق المظلم لا تدري ما يحدث في داخله، لكن كل الذي تراه هو نهاية النفق الذي يخرج منه معظم الناس..!!

ليه.. أصبحنا نعشق المظاهر لحد الجنون ولدينا هوس بالشكل والصورة على حساب الروح والعقل والمضمون.. ليه أصبحنا نقيّم الناس بناءً على المظاهر الجوفاء فقط دون المخابر، ليه صرنا نقيس الناس بملابسهم ومأكلهم، ومن خلال ماركة سيارتهم وساعاتهم..!!

ليه.. يا قلمي الحزين ما تكتب كعادتك من غير ليه..!!

قد يعجبك أيضًا
إسهال إعلاني
7 دروس إدارية من كأس العالم..!!
هوس «الفشخرة..!»

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة