الرئيسية مقالات في الادارة مقالات في التسويق

العلاقات العامة في مؤسساتنا

لأن نجاح المؤسسة يرتبط بقدرتها على بناء وادارة علاقات فاعلة مع جميع الأطراف المتعاملة معها والمؤثرة في نشاطها (عملاء، موظفين، اعلام،…الخ) برز نشاط العلاقات العامة واحتل مكانة متميزة في الهيكل التنظيمي للشركات والمؤسسات التجارية والاجتماعية على حد سواء.

كثير من الشركات وضعت هذا النشاط في ذات المربع التنظيمي الذي يشغله قسم التسويق وعملت على تدعيم العلاقة بين النشاطين وتوجيه نشاط العلاقات العامة لتحقيق أهداف تسويقية بحتة تسعى في مجملها إلى تحقيق رضا العملاء وتدعيم سمعة الشركة أو المؤسسة وتحسين صورتها الذهنية لدى جمهورها المستهدف. وقد حرصت الشركات والمؤسسات التي أدركت قيمة هذا النشاط على اتاحة كافة الامكانيات المادية والبشرية والتنظيمية التي تمكنه من تحقيق الأهداف المرغوبة منه.

برؤية واقعية لهذا النشاط في مؤسساتنا وخاصة الحكومية منها (وزارات، جامعات، هيئات) نستطيع أن نضع أيدينا على أوجه قصور متعددة، فمثلا تتعامل الادارة العليا في معظم مؤسساتنا مع نشاط أو قسم العلاقات العامة بقليل من الاهتمام وقليل من التقدير وربما يعتبره كثيرون أنه نشاط طفيلي لا يضيف قيمة للمؤسسة. غالبا لا يوجد رؤية واضحة لهذا النشاط أو القسم حال تواجده في المؤسسة وبالتبعية فلا تخطيط واضح يؤدي إلى تحقيق أهداف محددة. الوظيفة الهامة للغاية غائبة إلى حد كبير وهي وظيفة تقديم وتحديث المعلومات المقدمة للجمهور بشأن أنشطة المؤسسة المختلفة وتوجهاتها وهذا الأمر على وجه التحديد يتسبب بشكل مباشر في بناء صورة ذهنية سلبية لأن الجمهور المستهدف لا يملك معلومات محددة ومحدثة عن المؤسسة وأنشطتها واتجاهاتها ويمكننا ملاحظة ذلك في كل خلاف يحدث بين الطرفين (المؤسسة – الجمهور) بسبب غياب المعلومات. تطور نشاط العلاقات العامة من كونه نشاطا يمارس في ادارة تقليدية الى صناعة كاملة وحدث هذا التطور مع تطور وسائل الاتصال والاعلام ومن ثم اصبح استثمار تنوع وتعدد وسائل الاتصال هو المؤشر الحقيقي لكفاءة وفاعلية القائمين على هذا النشاط وبالتالي نستنتج أن معظم مؤسساتنا وبصفة خاصة الحكومية منها مازالت بعيدة عن استثمار هذا التطور في حين أن القطاع الخاص حقق طفرات ومكاسب ضخمة باستثمار تلك الوسائل (على سبيل المثال قارن بين المعلومات والتوجيهات التي يقدمها قسم العلاقات العامة لمؤسسة أو مؤسسات حكومية في وسائل الاعلام المختلفة وبين معلومات يقدمها اعلان تجاري لشركة ما). يمارس العنصر البشري دوراً حيوياً للغاية في ادارة نشاط العلاقات العامة وهو نشاط يحتاج الى شخصية ذات سمات خاصة لديها القدرة على بناء علاقات مع الآخرين ولديها قدرة على التواصل الجيد، في كثير من المؤسسات وادارت العلاقات العامة لا يتم اختيار العنصر البشري بمعايير موضوعية وينتج عن هذا انخفاض كفاءة النشاط بأكمله. نلاحظ في مؤسساتنا ارتفاع حدة الصراعات بين العاملين وأيضاً ارتفاع ضغوط العمل وهنا يجب أن تمارس العلاقات العامة دوراً في تخفيف حدة هذه الصراعات والضغوط وهنا لن يكون مطلوباً منها أن تقوم بدور المصلح أو الطبيب ولكن عليها أن تنظم فاعليات (رحلات، احتفالات، ترفيه) تستهدف تقليل حدة الصراعات وضغوط العمل الى أدنى معدلاتها. أخيراً يجب أن ندرك أننا نعيش عصر ادارة العلاقات وهذا يكفي لنعطي هذا النشاط مزيداً من الاهتمام.

قد يعجبك أيضًا
إدارة بلا أوراق
سياحة المؤتمرات….السياحة على طريقتنا الخاصة
حُب من أول “حَبة”..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة