الرئيسية مقالات في الادارة

الفرق بين صناعة القرار واتخاذ القرار

في الواقع تتشكل حياتنا من خلال القرارات التي نتخذها، وأي قرار يتخذه الإنسان دائماً ما يعكس شخصيته ومعتقداته وطموحاته، هناك قرارات ذات تأثير محدود وذات مخاطرة منخفضة مثل اتخاذ قرار بقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مكان معين، وهناك قرارات مؤثرة ذات مخاطرة مرتفعة قد يترتب عليها تحولاً جذرياً في حياة الإنسان مثل اتخاذ قرار بالاستثمار في مشروع معين. هناك قرارات سيئة قد يتخذها الإنسان وينتج عنها عواقب وخيمة، وهناك قرارات جيدة تساعد الانسان على النجاح والتفوق. القرار السيئ غالباً ما يتخذ في لحظة غضب، ولا يتعامل مع المشكلة الحقيقية التي تواجه الإنسان، ويتجاهل الكثير من الحلول الأخرى، ويقود الإنسان إلى وضع أصعب مما كان عليه. أما اتخاذ القرار الجيد فيعني إدراك الفرق بين صناعة القرار واتخاذ القرار فصناعة القرار تعني تحديد المشكلة التي ينبغي اتخاذ قرارٍ بشأنها، ثم تحديد البدائل (وهى القرارات التي يمكن اتخاذها لعلاج المشكلة)، ثم جمع المعلومات اللازمة لتقييم كل بديل أو كل قرار يمكن اتخاذه، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهى: مرحلة اتخاذ القرار حيث يتم اختيار البديل الملائم. من المفترض أن تمر القرارات المؤثرة بهذه المراحل، وبين صناعة القرار واتخاذه الكثير من الجوانب التي تضمن فاعلية القرار وتحقيق النتائج المرجوة منه، ويمكن توضيح تلك الجوانب فيما يلي:

  1. التحديد الدقيق للمشكلة المطلوب اتخاذ القرار بشأنها: فالمشكلة هي سؤال يبحث عن إجابة، وهى تشير إلى وجود اختلاف بين ما هو مرغوب وبين ما هو واقع بالفعل، والتحديد الدقيق للمشكلة يتطلب تحديد عناصر تلك المشكلة، وتحديد أهم هذه العناصر، وتحديد العناصر التي تقع تحت سيطرة الإنسان، والعناصر التي تقع خارج نطاق سيطرته.
  2. تحديد كافة البدائل المتاحة: ينبغي التفكير بعمق وهدوء في كافة البدائل التي يمكن أن تسهم بشكل مباشر في حل المشكلة، تستطيع في هذه المرحلة أن تستشير الآخرين، وتستطيع أن تستفيد من تجارب الآخرين في تعاملهم مع مشكلات مماثلة، وتستطيع أن تبتكر حلولاً جديدة.
  3. تقييم البدائل المتاحة: هناك معياران أساسيان تستطيع أن تستخدمهما في تقييم كل بديل، المعيار الأول يتعلق بالفاعلية وتعني: قدرة البديل على حل المشكلة بشكل جذري، والمعيار الثاني هو الكفاءة ويعني: قدرتك على تنفيذ البديل، إذا توصلت إلى بدائل أو قرارات تتسم بالفاعلية والكفاءة اعقد مقارنة بين هذه البدائل توضح عيوب ومزايا كل بديل.
  4. اختيار البديل الملائم: وهذا يعني اتخاذك للقرار المناسب، وهنا يجب ألا تتردد أو تساورك الشكوك بشأن اتخاذك القرار المناسب من عدمه، وكل ما يجب أن تقوم به هو تصميم خطة العمل لوضع القرار المتخذ موضع التنفيذ. وعليك أن تضع في اعتبارك دائماً أنك فعلت ما ينبغي فعله ومن ثم فأنت على استعداد كامل لتحمل تبعات القرار والرضا بالنتائج.

يجب أن تدرك أن ثقتك بنفسك لها دور كبير في اتخاذك لقرارات جيدة، وثقتك بنفسك تعني قدرتك على المواجهة، وقدرتك على إحداث التغيير، وقدرتك على تقبل النتائج، وقدرتك على الاختيار.

قد يعجبك أيضًا
كيف نحمي رؤية 2030..؟!
العدالة أساس الإدارة
ثقافة المؤسسة
6 تعليقات
  • المغربي
    26/12/2018 الساعة 2:01 ص
    رد

    مقال مفيد جدا وتحليل منطقي . بارك الله فيك يا دكتور بانتظار المزيد

    • صالح الرشيد
      10/01/2019 الساعة 11:56 ص
      رد

      تشرفنا بمرورك.. كل التحيايا..

  • محمود فتحي
    09/03/2017 الساعة 12:03 م
    رد

    كلامك رائع وأحتاج منكم إلى تفصيل أوسع في هذه النقطة جزيتم خيراً

    • صالح الرشيد
      09/03/2017 الساعة 9:50 م
      رد

      ربي يسهل في مقال أخر.. شكرا لكم

  • محمد حمد
    26/02/2017 الساعة 9:13 م
    رد

    كلام جميل ومفيد جدا

    • صالح الرشيد
      28/02/2017 الساعة 11:01 م
      رد

      كل الشكر والامتنان

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة