الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

وماذا بعد أن يغادر الوافدون..؟

لا أحد يمكنه أن ينكر أن أعداد الوافدين ظلت وعلى مدار سنوات طويلة أعداداً مرتفعة للغاية، هناك مناطق كثيرة عندما نتجول فيها نشعر وكأننا في بنجلاديش أو الهند وأخرى تفوح فيها بقوة روائح الشام ومصر واليمن. كنا ومازلنا نملك ما يجذب الآخرين للعمل والعيش معنا، لكن متغيرات جديدة حدثت وأجبرتنا على تغيير تركيبتنا السكانية، سياسة واضحة وقوية هلت بشائرها في قطاعات عديدة، لن ينكر أحد أيضاً أن مجالات عمل كثيرة فتحت أبوابها مرحبة بالمواطنين ومودعة للوافدين، فرص كبيرة وواعدة بدأت تخضع وتستسلم عند أطراف أقدامنا نحن السعوديين، فرص توظف وفرص إستثمار، المرحلة الأولى في التغيير تتم بشكل غير مسبوق وبسرعة واضحة. أثق في أن أعداداً كبيرة من الوافدين غادرت وستغادر، وأريد أن أشعر بالثقة أننا قادرون على ملأ الفراغ الحالي والمتوقع.

لا يذهب الوافدون بخبراتهم فقط ولكن يذهبون أيضاً بدوافعهم القوية للعمل والنجاح وتفعيل الطموحات التي ضحوا بالغالي والرخيص من أجلها، قدرة الوافدين على العمل لساعات طويلة وتحت ضغوط متنوعة وتمكنهم من تعديل أوضاعهم وفقاً للمعطيات المحيطة بهم أمر أيضاً لا يمكن إنكاره، الآن نحن نريد مواطنين بدوافع الوافدين وخبراتهم ومرونتهم.
لدي ايمان راسخ وثقة بحجم السماء أن الشباب السعودي قادر بتوفيق الله على فعل الكثير شريطة أن نفعل ما يجب أن نفعله برؤية واضحة واستراتيجية واقعية، عمل كبير يجب أن يتم في مجال تطوير مهارات وقدرات الشباب السعوديين بمختلف مؤهلاتهم وتخصصاتهم وأعمارهم ، اللحظة التي يجلس فيها المواطن على مقعد تركه له الوافد هي ذات اللحظة التي يجب أن تبدأ فيها عملية تحفيز سريعة وعملية تأهيل شاملة، خطط واضحة يجب تنفيذها وبأقصى سرعة، لنتذكر دائماً أن قضيتنا ليست سد خانة لكنها قضية نجاح وإثبات ذات، البائع السعودي عليه أن يمتلك وفي أقصر وقت ممكن مهارات البيع، والمحاسب السعودي على أن يتقن أصول مهنته في شهور معدودات،..الخ.
كل وظيفة فنية وتنفيذية يجب أن تشعر بأن السعودي عندما يشغلها سيكرمها ويقدرها حق قدرها ولن يشعرها بغياب وافد كان ممسكاً بنواصيها، أما الوظائف الادارية فتلك قصة أخرى، نحن في أمس الحاجة الآن إلى صناعة جيل جديد من المديرين يتقنون علوم الادارة وفنونها، الادارة في مؤسساتنا الفترة القادمة هي المسؤولة بدرجة كبيرة عن نجاح تجربتنا في التغيير، من يمتلكون الخبرات الادارية عليهم ألا يبخلوا في تمرير كثير منها لغيرهم من الصاعدين على السلم الاداري، وعلينا أن نعطي الفرصة كاملة لمن يملكون طاقات جديدة ودوافع كامنة للنجاح والتفوق، وعلينا أن نصمم ونطور خططنا التدريبية الشاملة لكل مجالات الادارة ووظائفها، وعلى المديرين أو أصحاب المؤسسات والمشروعات من أبناء الوطن التعامل مع العنصر الوطني بصبر وحكمة ورغبة صادقة في التطوير، لن نَقبل منهم ولن يَقبل منهم وَطنهم الجلوس وتبادل سوالف تلفها الحسرة على من ذهبوا والخيفة ممن جاءوا، هذا واقعهم وواقعنا وعلينا أن نتحمل مسؤوليته مهما كانت تكلفته. جهد كبير ومخطط وعاجل ينتظر الجميع وإلا سنعود لنصدر التأشيرات للوافدين ونطلب منهم العودة مرة أخرى ليصلحوا ما أفسدناه.

قد يعجبك أيضًا
الأعمدة العشر للتفويض
غريزة القطيع..!
نعمة كرسي المدير..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة