الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

نعمة كرسي المدير..!

إذا كان لكرسي المدير نقمات وضحت في المقال السابق، أيضاً لكرسي المدير نِعَم، النعمة الأولى أنك تمتلك الفرصة لإحداث التغيير الذي كان يصعب عليك أن تحققه وأنت موظف، أحلامك وطموحاتك وأنت موظف للمكان الذي تعمل فيه تستطيع أن تحققها وأنت على كرسي المدير. الذي كان يسيئك كموظف ويعكر عليك وعلى زملائك صفو العمل تستطيع وأنت مدير أن تجتثه من جذوره.

بالطبع ليس الأمر بهذه السهولة خاصة مع وجود عوامل تخرج على نطاق سيطرتك وأنت مدير ولكن في كل الأحوال أنت على كرسي المدير مُمَكَّن أكثر وتمتلك سلطات أكبر. كرسي المدير هو المرحلة الطبيعية والمنطقية لحياة وظيفية وخبرات مهنية وليس من المعقول أن تظل موظف للأبد. كرسي المدير يحفظ لحياتك هذا التطور ويحفظ لك هذا الحق. على كرسي المدير ستؤدي الوظائف الادارية المتعددة، التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، ولكل وظيفة مكوناتها وعناصرها وتطوراتها، كل وظيفة لو أديتها كما يجب ستثريك وبلا حدود. على كرسي المدير تتكاثر خبراتك كل يوم وفي كل موقف، قبل الوصول للكرسي خبراتك تظل محدودة وهي خبرات تنفيذية في الأساس ولكن خبرات الادارة والقيادة أمر آخر، هذه الخبرات المتراكمة تشكل شخصيتك وتكوينك الفكري والمعرفي والمعلوماتي والمهاري، لذا فالفوارق واضحة في الخبرات والتصورات والرؤى بين موظف ومدير. المرء يتقوى ويزداد صلابة بمواجهة المتاعب والضغوط، ولا ضغوط أو متاعب أكبر وأكثر من ضغوط ومتاعب كرسي المدير، ربما يصاب المدير في بداية رحلته الادارية بإحباط كبير وربما تعتريه حالة نفسية سيئة مع أول موقف غير تقليدي، ولكن بمرور الوقت يألف الضغوط ويتعامل معها بتلقائية واحترافية، هذا ينعكس على حياته بأكملها فيصبح أكثر قدرة وتمكن من ادارة حياته المهنية والشخصية على حد سواء. كرسي المدير يمكنك أيضاً من بناء علاقات مع الجميع موظفين وقادة، دائرة المدير بالتأكيد أوسع من دائرة الموظف، وفي تفاعل المدير مع الآخرين تزداد معرفته وتنمو خبراته. كرسي المدير يشدك من مثاليتك إلى واقعك والفرق عادة كبير وشاسع بين الاثنين، الواقع له معطيات وله متطلبات وله طريقة في التعامل، قبل أن تصل لكرسي المدير تغلب المثاليات على تفكيرك وتصوراتك خاصة إذا كنت موظف حسن النية وتريد الخير للجميع، عندما تجلس على كرسي المدير ترى الصورة مختلفة والواقع مختلف، بمرور الوقت لا تتخلى عن مثاليتك ولكن تصبح واقعياً أكثر ورشيداً أكثر وحكيماً أكثر. على كرسي المدير وإذا كنت ممن يخشون الله فستكون هناك فرصة للتقرب إلى الله بخشيته وبحرصك على أداء الأمانة في عملك وفي منصبك، كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته. على كرسي المدير قد تجني ثمار دعوات موظفين أنصفتهم أو دعمتهم أو كنت سبباً في تغير حياتهم. على كرسي المدير ستتحول الى معلم ومرشد وموجه ومن ثم ستتاح لك فرصة عظيمة في التأثير في الآخرين وتشكيل أفكارهم وسلوكياتهم وتتحول إلى قائد بالفعل، ستكون هناك فرصة عظيمة لصناعة صف ثان من القيادات وهو أعظم ما يمكن أن تحققه وأنت على كرسي المدير. على كرسي المدير ستستثمر وقتك بشكل أفضل ولا وقت لديك لتضيعه فيما لا يفيد. كل انسان يريد أن يشعر بأهميته وبالطبع سترتفع أهميتك عندما تجلس على كرسي المدير، أنت مدير والكل يخطب ودك ويتمنى رضاك ويفخر بعلاقته بك. كرسي المدير نعمة ونقمة، أسال الله أن يمنح كل مدير نعمته ويمنع عنه نقمته أو يخفف من حدتها فهي واقعة لامحالة.

قد يعجبك أيضًا
7 دروس إدارية من كأس العالم..!!
الإدارة بالحبّ: رومانسية حالمة أم ضرورة يفرضها الواقع؟
عزيزي المدير الجديد..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة