الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

مجلس الادارة ما بين الفشل والنجاح (1)

ثلث أعضاء مجالس الادارة في الشركات الخليجية يشيرون إلى فاعلية تلك المجالس، والفاعلية هنا تعني تحقيق الأهداف المرجوة منها، هذا يعني أن الثلثين الأخرين يقرون بعدم فاعليتها. والحقيقة المؤكدة هي ارتباط أداء الشركات بأداء مجالس ادارتها، ومن ثم فإن ضعف أداء الشركات يُسال عنه مجلس الادارة قبل أن تُسأل عنه أية أطراف أخرى. الأمر هنا يتعلق بالقيادة والرأس التي يعلو الجسد. بداية يجب أن نتصارح بإن الكثيرين من قيادات وأعضاء مجالس الإدارة يفتقدون للثقافة والمهارات القيادية، ثقافتهم ومهاراتهم القيادية والإدارية كانت ملائمة مع الكيانات الصغيرة وفي ظروف مستقرة، لكن عندما تضخمت تلك الكيانات وتعدد وكثر أصحاب المصالح وتغيرت بيئات الأعمال على المستوي المحلي والاقليمي والعالمي ظهرت الثغرات في أداء مجالس الادارة. وإذا كانت مجالس الإدارة يتم انتخابها بواسطة الملاك بمختلف تصنيفاتهم فان الثغرات في أداء مجالس الادارة تبدأ في التشكل من مرحلة الاختيار،

وعلى اعتبار أن مجالس الإدارة تضم عناصر من داخل الشركة وخارجها هنا يمكن توقع ثغرات متعددة في أداء مجلس الادارة قد تنتج عن فقدان الموضوعية واختلاف في الرؤي وفقدان خاصية الانسجام وهي خاصية تحدد بشكل كبير مدى نجاح أي فريق عمل سواء كان مجلس ادارة أو غيره.
وظيفة رئيس مجلس الادارة هي الأخطر في منظومة مجالس الادارات، ورئيس مجلس الادارة إذا لم يتمتع بمؤهلات وسمات قيادية وادراية احترافية سيكون سبباً واضحاً ومباشراً لإخفاق مجلس الإدارة في أداء المهام المطلوبة منه. إذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص، وفي كثير من الشركات يرقص أعضاء مجلس الادارة على ايقاع ضعيف يفرضه رئيس مجلس ادارة لا يصلح لأداء دور المايسترو؛ لذا فان وضع معايير واضحة وقاطعة في اختيار رئيس مجلس الادارة تشكل ركيزة أساسية في تحقيق النجاح للمجلس وأصحاب المصالح والشركة على حد سواء. اعادة هيكلة وظيفة رئيس مجلس الادارة أمر في غاية الأهمية في الكثير من الشركات، يجب أن تفرز اعادة الهيكلة عن رؤية جديدة للوظيفة وأهدافها ومعايير أدائها ومتطلبات شاغليها وأساليب تقييم ادائها، لندرس تجارب الشركات ونحدد بشفافية الأخطاء التي تم ارتكابها والقصور الذي حدث نتيجة ضعف أداء رئيس مجلس الادارة، سنكتشف حينها أن رأس المجلس يعاني من خلل ومن ثم يتسرب الخلل إلى المجلس ذاته لينتقل بعدها ليهدم شركة بأكملها وكل المتربطين بها.

بعدها نأتي لقضية شائكة وهي قضية اختيار أعضاء مجلس الادارة، كم من جرائم يتم ارتكابها عن قصد أو غير قصد في عملية اختيار أعضاء مجالس ادارات الشركات. وفي الوقت الذي تؤكد فيه الشركات العالمية والناجحة على تطبيق معايير غير قابلة للاختراق في عملية الاختيار ومرور تلك العملية بمراحل فرز وتدقيق وتنقيح، تتم تلك العملية في شركاتنا بشخصنة واضحة ومصالح متبادلة ولا عزاء لكيانات اقتصادية يعول عليها شعب ووطن. السمات الشخصية؛ والمعرفة والمهارات الادارية الاحترافية؛ والوقت المتاح للعمل؛ وتوافر الدافعية والحافز للمساهمة في النجاح؛ والانسجام والتجارب الثرية؛ وتوافر الرؤية وشبكة العلاقات والاتصالات؛ وضمانات عدم الارتباط بمصالح مع آخرين، جميعها عوامل اتفق المتخصصون على ضرورة توافرها في عضو مجلس الادارة ليشكل اضافة ذات معنى وقيمة لمجلس الادارة، إذا قمنا بمراجعة قوائم أعضاء مجالس الادارة في شركاتنا وراجعنا معها جداول حضورهم ومشاركاتهم سنكتشف أن عدداً ليس بالقليل منهم كان ومازال الحاضر الغائب وتشهد جوالاتهم على اعتذارات ومبررات ومشاركات محدودة تتم عن بعد ذراً للرماد في العيون. إذا كان الطرح هنا يتصف بالعمومية، فان الطرح القادم يستوجب التفاصيل، والتفاصيل تتعلق بالإجابة على سؤال محدد وهام، كيف يضيف مجلس الادارة قيمة حقيقية للشركة التي يحمل أمانتها وأمانة كل المتعاملين معها؟ الاجابة يقدمها متخصصون عالميون وطرحهم يستحق الاهتمام ومحاولة الاستفادة؛ لعلنا نشير له في المقال القادم.

قد يعجبك أيضًا
أحسن الله عزاكم وغفر لميتكم..!
الله يسامحك ياسمو الأمير هذا ليس خطاب هذي صواريخ أرض جو..!
هكذا تعاملوا مع المنافسة…وهكذا نتعامل نحن!!
3 تعليقات
  • 22/03/2016 الساعة 1:20 ص
    رد

    يعطيك العافيه دكتور 🌸

    • صالح الرشيد
      11/07/2016 الساعة 5:06 م
      رد

      كل الامتنان

      • صالح الرشيد
        09/08/2016 الساعة 9:41 ص
        رد

        حياك الله

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة