الرئيسية مقالات في الادارة

متى تكون الإدارة سببا في فساد الموظفين..؟

مثلما يفسد الأب أبناءه؛ تفسد الإدارة موظفيها، والكثير من مشاهد القصور والضعف والتجاوزات في مؤسساتنا أسهمت الإدارة في صناعتها بشكل مباشر وغير مباشر، والكثير من الموظفين غير الأسوياء هم نتاج ممارسات إدارية عقيمة أثرت في سلوكياتهم مثلما أثرت فيهم بيئتهم الاجتماعية ونشأتهم وتعليمهم. هنا بعض هذه الممارسات:

ــــ عندما لا يشعر الموظف باهتمام وعناية الإدارة بشؤونه المهنية والشخصية، تتشكل لديه سمات الشخصية الأنانية الباحثة عن تحقيق مصالحها الذاتية حتى لو تعارضت مع مصالح المؤسسة التي يعمل فيها.

ــــ عندما لا يكون هناك نظام واضح للثواب والعقاب داخل المؤسسة وتتلاشى الفوارق بين المجتهد والمقصر، تتشكل لدى الموظف سمات الشخصية الغوغائية التي تتحرك بلا قيود ولا رادع، وبالتدريج يتحول الموظف الكفء إلى موظف غير مبال وربما تتحول المؤسسة إلى غابة يلتهم القوي فيها الضعيف.

ــــ عندما تضع الإدارة موظفيها تحت ضغط مستمر لتحقيق الأرباح أو إنجاز مهام العمل، فإنها تجبرهم على انتهاج سلوكيات غير رشيدة أو غير أخلاقية للوفاء بمتطلباتها، وبمرور الوقت تتحول تلك السلوكيات إلى عادات.

ــــ عندما تمارس الإدارة أو توجه موظفيها نحو ممارسة سلوكيات غير أخلاقية لتمرير مصالح وأهداف المؤسسة، فهي بذلك تبعث برسالة واضحة لموظفيها عنوانها ”الغاية تبرر الوسيلة” … الضربة القادمة ستكون في ظهر المؤسسة وإدارتها.

ــــ عندما تعطي الإدارة تقديراً لأشخاص معينين لديهم إمكانات شخصية أو مهنية معينة.. تبالغ في تدليلهم وتتعامل دوماً مع آرائهم وقراراتهم باعتبار أنها الأفضل والأصح، وأن الجميع يجب أن يتقبل قراراتهم ويعمل وفقاً لتوجيهاتهم.. تظهر في المؤسسة الشخصية المسيطرة الديكتاتورية.. وربما تختزل المؤسسة بأكملها في شخص واحد.. عندما يذهب تذهب معه المؤسسة.

ــــ عندما لا يتم تطبيق الإجراءات العلمية في اختيار وتعيين الموظفين نتيجة لعدم استخدام أسلوب المقابلات الشخصية والاختبارات اللازمة لاختيار العاملين الذين تتوفر فيهم الكفاءة والصدق والأمانة في التعامل والعمل، والتعيين بناء على العلاقات الشخصية والمصالح الذاتية.

ــــ عندما تكون الإجراءات المطلوبة لتقديم الخدمة معقدة وطويلة، أو عندما تكون الأنظمة والقواعد التي تحكم طريقة تقديم الخدمة أو تنظم سلوك العاملين غائبة، أو ضعيفة التطبيق. كل ذلك من الممكن أن يدفع المراجعين لدفع الرشاوى إلى الموظفين الذين يتولون إنجاز معاملاتهم من أجل ألا يتأخر إنجاز معاملاتهم أو تتعطل مصالحهم.

المشكلة تزداد عندما نعلم أن تلك الأخطاء من الصعب الاعتراف بمسبباتها، ونادرا ما يكون لدينا الشجاعة لمواجهتها أو التصريح بها، لذا من المهم هنا أن تلتزم الإدارة بالسلوك القويم في جميع ممارساتها، وأن تعرف أن ما يظهر على السطح من ممارسات خاطئة قد يكون صدى لتصرفاتها ونبتة هي من سقتها وبيدها قدمت لها الرعاية والنماء.

قد يعجبك أيضًا
كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في مؤسستك..!
حرب المواهب
إلى وزارة التعليم: فضلاً..علمونا كيف نعيش الحياة
2 تعليقان
  • amr elrefaiy
    16/02/2019 الساعة 10:54 م
    رد

    ممتاز . وفقك اللة

    • صالح الرشيد
      21/02/2019 الساعة 11:25 ص
      رد

      حياك الله

اترك رداً على amr elrefaiy إلغاء الرد

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة