الرئيسية مقالات عامة

ليست مجرد مكتبة

في كلّ مرّة أذهب فيها إلى مكتبة جرير أشعر بأنّ هناك شيئاً جديداً في هذه الحياة يستحق القراءة والمعرفة. ولعل كلّ إنسانٍ متعطش للمعرفة والثقافة يرى أنّ مكتبة جرير بالنسبة له هي المائدة التي تحتوي على أشهى وأطيب ما يغذي العقل، ويسمو بالروح، ويسعد النفس، وهذا الإنسان في كلّ مرّة يشعر أنّه بحاجة ماسة إلى غذاء العقل تجده يتجه بشكل تلقائي إلى مكتبة جرير. بالفعل مكتبة جرير ليست مجرد مكتبة بل هي مركز لنشر المعرفة والثقافة الإنسانيّة، مركز يثري حياة أي مجتمع يدرك أنّ المعرفة هي الطريق نحو الفهم الحقيقي لمعنى الحياة، ومن ثمّ التعامل مع هذا المعنى بإيجابيّة. والمتابع لحركة تطور مكتبة جرير منذ بدايتها كقرطاسية صغيرة يدرك أنّ  القائمين على هذه المؤسسة العظيمة كانوا يبحثون دائماً عن تقديم قيمة، وعندما ينجحون في تقديم هذه القيمة لا يكتفون بما حققوه، ولكنهم يسعون دائماً إلى تعظيم هذه القيمة بما يعود بالنفع على عملائهم وعلى المجتمع بصفة عامة. ومن وجهة نظري المتواضعة فإنّ القيمة التي قدّمتها ومازالت تقدّمها جرير نتجت من خلال ما يلي، أولاً: إدراك أنّها تسوق منفعة ولا تسوق كتاب أو مجلد، ومن ثمّ استطاعت جرير أنْ تقدّم منتجات معرفيّة وثقافيّة تحقق للمتعاملين منها المنفعة التي يرغبونها، فالباحث في العلوم الإداريّة على سبيل المثال لا يذهب لشراء كتاب بل يذهب لشراء محتوى معرفي يشبع احتياجه وينمي معرفته في مجال تخصصه، ومن ثم فهو يجد منتجات ذات قيمة، ثانياً: تدعيم نشاط الترجمة وتحقيق أقصى درجات الاستفادة منه من خلال الحرص على ترجمة أثمن وأجمل ما أنتجته الثقافات الأجنبيّة المختلفة، ومن ثمّ منحت الباحثين عن المعرفة في مختلف المجالات فرصة ذهبيّة للاستفادة من المعرفة الأجنبيّة بدون الحاجة إلى الانتقال إلى مكان تواجد أو نشأة هذه المعرفة أو مكابدة المشقة في ترجمة هذه المعرفة، ثالثاً: العمل وفقاً لرؤية ” مكان واحد للتسوق يرضى كلّ أفراد العائلة ” وهذا صنع من مكتبة جرير سوق مركزيّة للمعرفة يلبي احتياجات جميع أفراد الأسرة من الطفل الصغير حتى الشيخ الكبير. رابعاً: مواكبة التطورات المعرفيّة والتي ينتج عنها تطورات في احتياجات الباحثين عن المعرفة، فعلى سبيل المثال هناك الآن زخم معرفي وثقافي ملحوظ في مجال تطوير الذات وتنمية قدرة الإنسان على التعامل مع المواقف والظروف الحياتيّة المختلفة، ومن ثمّ في كلّ مرّة ستذهب فيها إلى جرير ستجد أحدث ما أنتجته مصانع تطوير الذات إقليميا وعالمياً.

هذه الأشياء وغيرها صنعت من مكتبة جرير مكاناً مميزاً في قلوب وعقول مرتاديها، وسيظل مرتادوها دائماً يدينون بالفضل لهذه المكتبة لأنّ خبراتهم وتجاربهم الثرية في تعاملهم معها تبرهن على أنّها ليست مجرد مكتبة.

قد يعجبك أيضًا
عزيزي الطالب.. رسالة حب وتقدير
هكذا تعاملوا مع المنافسة…وهكذا نتعامل نحن!!
القابعون في الظل

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة