الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

كيف نحمي رؤية 2030..؟!

غردت على تويتر فقلت نصاً وحرفاً “نحن بحاجة لفريق مُكون من خبراء الاقتصاد والتسويق وعلم النفس والاعلام ليعيدوا للسعوديين الايمان برؤية 2030 ويحبطوا المحاولات التي تشوه حقيقتها”، التغريدة لم تُولد من فراغ أو كانت محاولة متعمدة لتحميل الأمور فوق ما تستحق أو استعراض اكاديمي يعشق النظريات مثلما يعشق القهوة، بعد التغريدة بأسابيع قليلة خرجت شركة ماكنزي العالمية لتنفض يدها من رؤية وطن، بيان ماكينزي الذي يفرق بينها وبين الرؤية سبقه هجوم اعلامي متنوع على الشركة العالمية والعريقة في مجال الاستشارات الادارية والتي تعدت أنشطتها حدود الشركات لتصل إلى مكاتب الحكومات، وماكينزي مثلها مثل غيرها من الكيانات تخضع لاحتمالات النجاح أو الاخفاق، المهاجمون لديهم معلومات أو اجتهادات تفيد بأن ماكينزي صنعت رؤية 2030، وبعض التجارب الفاشلة أو صورة ذهنية سلبية لماكينزي في السنوات الأخيرة دفعتهم للتحذير من ماكينزي وأفعالها،

وفي ذات الوقت كانت فرصة لإبراز نزعة وطنية خالصة تخلو من التصنع تؤكد على منح الفرصة لأبناء الوطن في صناعة الرؤية أو قيادتها..!
ماكينزي هنا ليست قضيتنا ولا ينبغي أن تكون، قضيتنا هنا هي رؤيتنا، الجدل حول الرؤية –أي رؤية– هو ظاهرة صحية وإذا لم يحدث هذا فإن أمراً ما لا يسير على المسار الصحيح، رغم أن رؤية 2030 متكاملة إلى حد كبير وتطل علينا خارج الصندوق في كثير من جوانبها، وتتعامل مع جوهر اشكاليتنا الاقتصادية والمجتمعية، إلا أن الرؤية فقدت أهم عوامل نجاحها وفاعليتها وهي المشاركة، كان ينبغي أن يسبق الرؤية حوار مجتمعي مفتوح يفرز الأفكار والمقترحات وينتفع بآراء أبناء وطن لم يضن عليهم بكل ما يمكنهم من الامساك بنواصي المعرفة والعلوم وينتظرون يوماً يردون له الجميل، أو ينتفع بخبرات من عركتهم التجارب وتنفسوا في كل الأجواء، المشاركة لم يفتها قطار الرؤية بعد، القطار لم ينطلق حتى الآن، مازال هناك فرص للمشاركة أو الاضافة أرجو أن نتمسك بها هذه المرة، المشاركة أو بعض منها على الأقل سيمهد الطريق لتسويقها، رؤية 2030 بحاجة إلى تسويق محترف وعصري، الرؤية فكرة بالأساس والتسويق يخدم الأفكار مثما يخدم السلع، علينا أن نبيع رؤيتنا لعملائنا المستهدفين، عملائنا المستهدفين هم أبناء الوطن، هم المعنيون بتنفيذ الرؤية، وهم أيضاً المعنيون بتحملها حتى يشتد عودها على الأرض، ليس الوطن وحده من اعتمد على البترول، المواطن أيضاً اعتمد عليه ومازال، الرؤية تعتمد على سريان روح جديدة في المجتمع، روح انتاج واعتماد على الذات، المواطن الذي تبحث عنه الرؤية أو بالأحرى يبحث هو عنها بحاجة كبيرة ليدرك المنافع التي ستعود عليه من رؤية لم يشارك في وضعها وربما لا تسعفه معرفته أو ثقافته في ادراكها أو سبر أغوارها، جهود احترافية ومخططة وسريعة يجب أن تتم في هذا الاتجاه، ويل ثم ويل لرؤية وطن لم تنفذ إلى عقل مواطن ووجدانه، علماء الاجتماع وعلماء النفس في وطننا عليهم أن يدلوا بدلوهم ودلوهم يجب أن يشتمل على عمل على الأرض يحفز ويغير ويصلب عود أبناء وطن رضعوا من ثدي الاتكالية وتركوا قدراتهم قابعة بداخلهم في الوقت الذي سمحوا فيه لقدرات غيرهم بالانطلاق، التحديات تستنفر القدرات وتصنع المعجزات، والشواهد الآن تدعوا للتفاؤل، قلوبنا تتحرك وعيوننا تتابع في شغف الآن شباب بدأ يعرف طريقه نحو المسؤولية وأبناء وطن قرروا أن يعيدوا صياغة حياتهم المادية ويرتبوا أولوياتهم من جديد، والصامدون الشجعان على الجبهة الآن ليست مهمتهم حراستنا لننعم بالهدوء ونغط في نوم عميق كعادتنا حتى يصلهم أصوات شخيرنا، لا ، فلهم جبهتهم ولنا جبهتنا..!

قد يعجبك أيضًا
التسويق المباشر..يغزو العالم!
كليات الإدارة .. وحتمية التطوير
الأجهزة الحكومية .. والتسويق .. وإذابة الجليد

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة