الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة مقالات في المالية

في سوق الأسهم تعددت الأسباب والموت واحد..! الأخطاء السبع الأهم للمتداولين

عزيزي المستثمر في سوق الأسهم، إذا لم تتعلم من أخطاء الآخرين سيصيبك ما أصابهم، وأخطاء المستثمرين في عالم الأسهم كثيرة، خطأ واحد قد يكون فيه نهايتك، والذين دفعوا الثمن غالياً لم يبخلوا عليك ولا علينا بالعظات والعبر. تكلفة الأخطاء غالية جدا؛ ليست فقط في الأموال التي تذهب وإنما في الثقة بالنفس التي تموت وفي المشاعر السلبية التي تولد..! هنا أنت وأنا سنمر على أخطاء يقع فيها الكثير من المتعاملين بالأسهم حتى نأخذ العبرة ونتعلم من أخطاء الأخرين:

الخطأ الأول: القفز للسوق قبل الجاهزية: المتاجرة بالأسهم تحتاج إلى معرفة ومعلومات وقدرة على البحث والتحليل وفهم للمؤشرات والبيانات المالية. من يخدعك بتسهيل المتاجرة بالأسهم هو أحيانا يريد أن يربحك منك وأن يتكسب من أخطائك؛ صحيح أنك تستطيع تعلم أساسيات هذا العلم وهناك امكانية عالية للبراعة فيه حتى بدون شهادة ولا تخصص؛ ولكن هذا لا يعني أن تسبح وأنت لا تملك مهارة السباحة ولا أن تقود سيارة لمجرد أنك تملك واحدة منها جميلة..! تداول الأسهم مهنة احترافية مثلها مثل أي مهنة أخرى تحتاج لجهد ومعرفة وممارسة؛ أبرز ما يميزها أن الدخول فيها سهل ولكن مع كل أسى النجاح فيها صعب والرابحون فيها قليل.. لذا وبكل صراحة السوق في كثير من الأحيان يكون أداة لتحويل المال من أيدي الضعفاء إلى أيدي الأقوياء؛ ومن لا يفهم السوق ولم يملك المعرفة فهو بكل تأكيد يضع نفسه في صف الضعفاء..!

الخطأ الثاني: تحديد التوقيت الأمثل في السوق: القصد هنا أن البعض يعتقد أن لديه القدرة على تحديد والتنبؤ بالفترة التي ينصح فيها بدخول السوق والاستثمار فيه والفترة التي ينصح فيها الخروج منه. ما أمتع الخروج من السوق في حالة ارتفاع سعر السهم والدخول فيه في حالة انخفاضه ولكن ما أصعب معرفة هذا التوقيت بالرغم من ادعاء الكثيرين و عدد من “العرافيين” على القدرة على امتلاك “اشارات” تكشف لهم هذا السر..! حتى لو صدقت توقعات البعض في أحيان حول توجه السوق في فترة من الفترات فقد فشلت في أحيان أكثر؛ وما أكثر ما يكذب خبراء توقيت دخول السوق حتى ولو صدقوا؛ ففي كل مرة يخبروننا أن السوق وصل إلى قاعه ننزل لقاع دونه؛ وفي كل مرة يخبروننا أن السوق سيرتفع ندخل في مرحلة سقوط جديدة..! يقول بنجامين جراهام: إذا كنت قد استفدت شيئا خلال الـ 60 عاما في بورصة وول ستريت فهو أن الناس غير قادرين على توقع ما سيحدث في سوق الأوراق المالية.

لذا لم يستطع أحد من قبل أن يتوقع بشكل دقيق ومستمر ومتكرر حدوث هبوط أو ارتفاع في السوق. صحيح ستحدث تصحيحات في السوق وسيحدث انخفاض في قيمة مؤشر السوق ولكن السوق الهابطة سيعقبها سوق صاعدة والمؤشر الهابط قد يرتفع عدة مرات لذا لا تتعب نفسك في ملاحقة وتوقع التوقيت الأمثل واعلم أن التوقيت الأمثل للاستثمار غالبا ما يكون هو الوقت الحالي بالخطة الصحيحة.

الخطأ الثالث: التعلق العاطفي بالسهم: في سوق الأسهم وفي غيره دائما ما توردنا عواطفنا موارد التهلكة خاصة إذا فقدنا السيطرة عليها ومنحناها الفرصة لتستولي على عقولنا وتوجه تصرفاتنا، وإذا كان أهل الحب والغرام يتحدثون عن السهم الذي ينفذ إلى القلب فيسعده أو يشقيه، فالسهم في سوق الأسهم إذا شق طريقه إلى قلب صاحبه وتمكن منه سيكون سبباً في نهايته، فالبعض يحب السهم بجنون وحبه للسهم مصدره حبه للشركة مصدرة السهم، هو ومنذ زمن بعيد وقع في غرام هذه الشركة، قلبه مدين لها بلحظات ممتعة، ومن ثم فأسهم هذه الشركة في عينه لا تختلف عن منتجاتها، فيشتري المحب المسكين هذا السهم مهما كانت أوضاعه ويتمسك به حتى النفس الأخير أو على أقل تقدير تعتريه حالة من التفاؤل مع سهم إختراق قلبه فغض النظر عن عيبه..!

سوق الأسهم مثل غيره من الأسواق يتطلب حكمة وتبصر وحسابات وإلا فالنهاية مأساوية. وعندما تكون قرارات الشراء والبيع تنبع من العاطفة والمزاج أو بسبب مشاعر الذعر والخوف من النزول أو الطمع في عدم فوات الفرصة بدلا من العقل والمنطق فهذا هو الدمار المالي للمستثمر.

الخطأ الرابع: التداول بلا خطة: لا يوجد أسوأ حالاً من مستثمر في سوق الأسهم بلا رؤية وخطة، وهذا حال الكثيرين في هذا السوق، يدخل الواحد منهم السوق ولا يملك إلا المال والرغبة الجامحة في الربح، كل ما يفعله يبيع فقط ويشتري دون أن يعرف حقيقة لماذا باع ولأي سبب إشترى!، وكأن البيع والشراء لعبة مسلية لا تتطلب أكثر من ضغطة زر بين حين وآخر. تداول الأسهم له اغراء وجاذبية والمتداول يمكن أن يصاب بحالة إدمان بيع وشراء للأسهم تفوق ادمان بعض مدمني الألعاب الإلكترونية؛ هناك قناعة مغلوطة عند البعض أن الأرباح وتحسن أداء الأسهم يزداد بارتفاع وتيرة التداول اليومي؛ والواقع يقول أنه غالبا ما يكون الإداء النشط الغير مدروس وبدون استراتيجية تقوم على معرفة متى يشتري ومتى يبيع وكيف يختار السهم؛ ما يقود للخسارة وصعوبة التعويض.

الخطأ الخامس: الغرور سبب آخر من أسباب الموت في سوق الأسهم، تحقيق المكاسب وتوافق أوضاع السوق مع رؤية المستثمر في مواقف متعددة قد يكون مدعاة للغرور، فيكتفي المستثمر المغرور بمعلوماته ويركن الى نجاحاته ويطمئن إلى حساباته فيهلك في لحظات، السوق بصفة عامة ليس له أو عليه كبير والتعلم فيه حدث يومي يهم الكبار مثلما يهم الصغار وتاريخ سوق الأسهم مدون فيه أسماء ضحايا كانوا يوماً يملكون ناصية السوق ويعدونهم من (الهوامير) ومن ملوك الأسهم..! الغرور يُفقد المستثمر قدرته على التقييم الموضوعي ويصيبه بداء التحيز حيث يقبل كل ما يؤيد رأيه ويرفض كل ما يتعارض معه ويضخم في الأخبار التي تتوافق مع اختياراته، وهذا يكفي لارتكاب أخطاء قاتلة لا تقوم لصاحبها قائمة.

الخطأ السادس: يموت السهم في حضن صاحبه عندما يحتفظ به لفترات طويلة، التردد أو التوقعات غير الصحيحة أو الكسل أو الانشغال أو عدم الرغبة في الخسارة  كلها عوامل توجه المستثمر نحو الاحتفاظ بسهمه حتى تسوء الأحوال وتذهب الفرصة تلو الفرصة لتأتي لحظات يخسر فيها كل شيء ويجلس بعدها يبكي على السهم المسكوب. المستثمر الناجح قبل أن يشتري السهم يكون قد حدد السعر أو النسبة التي عندها يبيع السهم في حال الأرتفاع أو في حال الخسارة. صحيح نحن نخطأ عندما نبيع السهم قبل أوانه لكننا نخطأ أكثر إذا احتفظنا بسهم لا يستحق وبدون مبرر قوي وسبب مقنع.  

الخطأ السابع: سبب آخر من أسباب النهاية المأساوية في سوق الأسهم هو تقليد الآخرين، وهذه هي آفة كل سوق، قليل من المبدعين وكثير من المقلدين، ربما لا يكون للتقليد بديلاً في بداية دخول السوق حيث الخبرات محدودة والمعرفة سطحية لكن هذا لا يمكن قبوله مع مرور الأيام وتشكل الخبرات، بناء شخصية مستقلة لها فكرها وفلسفتها ورؤيتها يجب أن يكون هو هدف المستثمر في سوق الأسهم، التبعية في سوق الأسهم قاتلة، وكثيرون دفعوا الثمن غالياً لأنهم سلكوا طريق غيرهم،  المستثمر في سوق الأسهم عليه أن يستثمر في نفسه مثلما يستثمر في الأسهم، يطور معرفته ويثري معلوماته ويجدد خبراته بل ويخصص جزءاً من دخله ليتعلم كل ماهو جديد في هذا المجال.

أجمل مافي موضوع الحديث عن الأخطاء هو أنها غالبا تقبل العلاج والاصلاح ويمكن تداركها والحذر منها ولكن فقط لمن يسعى ويتعلم ويحلل ويستفيد..!

قد يعجبك أيضًا
تويتر.. بين تغريد العصافير وفحيح الثعابين..!
الأعمدة العشر للتفويض
هكذا تعاملوا مع المنافسة…وهكذا نتعامل نحن!!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة