الرئيسية مقالات في التسويق

سياحة المؤتمرات….السياحة على طريقتنا الخاصة

إذا تحدث العالم كله عن السياحة وأهميتها فان المملكة العربية السعودية على وجه التحديد يجب أن تتحدث بشكل مختلف، وإذا كان العالم كله يسعى بكافة الطرق إلى تسويق منتجاته السياحية فان المملكة العربية السعودية ينبغي أن تسوق منتجها بشكل مختلف. هذا الاختلاف ناتج عن تمتع المملكة والمجتمع السعودي بسمات خاصة تضعه في مكانة فريدة على الدوام. فنحن كدولة وكمجتمع نسعى بكل قوة إلى تطوير إمكانياتنا والأخذ بالأسباب الحديثة للتقدم والتطور إلا أننا في ذات الوقت نتمسك بقيمنا وثوابتنا ولا نتنازل بأي شكل من الأشكال عن هويتنا الأساسية. نحن نفتح أبوابنا للسائحين مرحبين بهم ومؤتمنين عليهم ولكن في ذات الوقت نطلب منهم أن يحترموا قيمنا وثوابتنا والسمات الخاصة لمجتمعنا. وإذا كنا نسعى الآن إلى تنمية وتطوير منتجنا السياحي فهذا لن يعني بأي حال من الأحوال أننا سنقدم تنازلات تسهم في ترويج هذا المنتج. باختصار سننمي ونطور منتجنا السياحي ولكن على طريقتنا الخاصة. هنا نشير بالتحديد إلى أحد الأنماط لسياحية التي بدأنا نتحدث عنها وندرسها بعناية في أجهزتنا الرسمية، إنها سياحة المؤتمرات ذلك النمط السياحي الراقي للغاية ولمفيد لأبعد الحدود.  سياحة المؤتمرات هي نمط سياحي حديث يعتمد بصفة أساسية على حدث رئيسي هو المؤتمر أو الاجتماع، ذلك الحدث يتم من خلاله تسويق أنشطة أخرى مصاحبة (سياحية وترفيهية). وبصفة عامة فان سياحة المؤتمرات تكتسب أهميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من عدة محاور، فسياحة المؤتمرات تسهم بشكل مباشر في خلق فرص عمل في عدة مجالات ترتبط بتنمية هذا المجال (مراكز مؤتمرات، فنادق، شركات طيران، شركات شحن، خدمات ترفيهية)، وسائح المؤتمرات هو السائح الأكثر انفاقاً مقارنة بالسائح في الأنماط السياحية الأخرى. وهنا تشير الإحصائيات العالمية إلى أن كل 2000 دولار ينفقها سائح المؤتمر تتسبب في خلق فرصة عمل. كما أن سياحة المؤتمرات تسهم في خلق صورة ايجابية متحضرة للمدن التي تمتلك مراكز مؤتمرات، وهذا جعل بعض المدن يعتمد اقتصادها بالكامل على سياحة المؤتمرات مثل (أتلانتا، برمنجهام، بوسطن، سنغافورة). وأيضا فان سياحة المؤتمرات تشجع على بناء المزيد من الفنادق ومراكز المؤتمرات في المناطق والمدن المختلفة وكذلك الاهتمام بتعمير المدن ونظافتها وإمدادها بالخدمات المتطورة وهو ما ينعكس إيجابا على ارتفاع مستوى المعيشة في المجتمع المستقبل لهذا النمط السياحي. بالإضافة إلى ذلك  فان سياحة المؤتمرات تخلق حالة من الزخم الثقافي والمعرفي في المجالات المختلفة، ومن ثم فالمؤتمرات في حد ذاتها تمثل مصدر لتنمية الوعي في المجتمع خاصة إذا تم الاهتمام بها إعلاميا. وبصفة خاصة فان سياحة المؤتمرات تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للمملكة. حيث تتناسب طبيعة سياحة المؤتمرات مع الطبيعة الخاصة للمجتمع السعودي، فهي نمط سياحي يتسم إلى حد كبير بمراعاة القواعد الأخلاقية في المجتمعات المستضيفة لسياحة المؤتمرات، وهذه النقطة بالتحديد ذات أهمية كبيرة للغاية وتشجعنا على بذل جهود عظيمة في سبيل تنمية منتجنا السياحي في هذا المجال. إضافة إلى ذلك ينبغي الاستفادة من المنافع المتعددة التي تفرزها سياحة المؤتمرات سواء فيما يتعلق بخلق فرص عمل جديدة وتنمية موارد الدخل المحلي وتطوير البنية الأساسية وخلق وعي معرفي وثقافي في المجتمع وبناء صورة ذهنية متميزة للمجتمع السعودي باعتباره مجتمع يحض على قيم الثقافة وتبادل المعرفة. كذلك فانه يمكن تنمية الدخل السياحي في الفترات التي تشهد انخفاضاً ملحوظاً في السياحة الدينية ( بعد موسم الحج مباشرة في محرم وصفر وربيع أول) حيث يتم تنشيط سياحة المؤتمرات في تلك الفترة ومن ثم تحقيق أفضل استغلال للموارد السياحية على مدار العام. بالفعل هو نمط سياحي عظيم الأهمية بالنسبة للمملكة ولكن سيظل الاستفادة من هذا النمط في تطوير اقتصادياتنا مرهونا بقدرتنا على مواجهة العديد من المعوقات التي تعترض توجهنا في تنمية هذا النمط السياحي. فنحن نمتلك إمكانيات على مستوى البنية الأساسية والخدمات، ونمتلك أطهر بقاع الأرض التي يتطلع لزيارتها الناس من كل حدب وصوب (من لا يرغب في حضور مؤتمر في المدينة المنورة أو مكة المكرمة!)، ولكننا أيضاً نعاني من مشكلات متعددة من أهمها: وجود صعوبات ملحوظة لحصول الوافدين من رجال أعمال وسائحين على تأشيرات دخول للمملكة.  عدم تقديم التسهيلات الجمركية اللازمة لوفود المؤتمرات، فكثير من الأجهزة والأدوات يتم مصادرتها في الجمارك أو إدخالها برسوم مرتفعة، وسياحة المؤتمرات هي سياحة تعتمد بشكل كبير على الأجهزة والمعدات والأدوات المختلفة. البيروقراطية التي تنتشر في العديد من الأجهزة الرسمية والتي تتسبب في إعاقة وتأخير إجراءات تراخيص إقامة المعارض أو تنظيم المؤتمرات ما يؤثر سلباً على جودة الخدمة المقدمة في هذا المجال. عدم وجود شركات مؤهلة ومتخصصة في مجال تسويق وتنظيم سياحة المؤتمرات، فالشركات السياحية الحالية تقتصر خبرتها فقط على مجال تسويق وتنظيم السياحة الدينية.  مطلوب أن تتكاتف كافة الأجهزة الرسمية من أجل صياغة استراتيجيات شاملة لتنمية هذا النمط السياحي الذي أرى أنه أروع تطبيق لمفهوم السياحة على طريقتنا الخاصة.

قد يعجبك أيضًا
والدي العزيز… سليمان الرشيد..!
عزيزي الموظف: متى تطالب بزيادة راتبك؟!
رؤيتي…اتجاه مختلف

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة