الرئيسية مقالات في التعليم

حفلات النجاح.. وحلم (الفيراري)..!

أجمل وأروع ما أسمعه وأشهده في هذه الأيام هو احتفالات بعض الأسر بنجاح وتفوق أبنائها وبناتها في الدراسة… وتأخذ هذه الاحتفالات أشكالاً متعددة تختلف باختلاف امكانيات الأسرة وثقافتها، فهناك من ينظم وليمة كبيرة يدعو فيها الأقارب والأصدقاء للاحتفال بنجاح وتفوق ابنه أو بنته، وهناك من ينشر في الصحف صوراً لأبنائه المتفوقين أو المتفوقات، وهناك من يعقد احتفالاً صغيرا أو رمزياً لهم وبهم، وهناك أيضاً من يفي بوعده لأبنائه المتفوقين بهدايا أو رحلات…الخ. هي حفلة تكون للاحتفال بحصاد عام كامل أو مرحلة زمنية معينة يذوق فيها المجد لذة الانجاز وطعم الفرح وحلاوة التفوق.. وهي مناسبة يتعلم منها الناجحون قيمة الصبر ومعنى التحمل لبلوغ الهدف وتحقيق المطلوب. في كل الأحوال هو سلوك ايجابي ومفيد للغاية في تحفيز الأبناء على النجاح والتفوق وهو أيضاً بمثابة رسالة شكر يوجهها الأب والأم لأبنائهم

هناك أحلام أخرى بالتأكيد وجدت طريقها إلى عقليهما وقلبيهما. ليس مطلوباً أن نحفز أبناءنا بامتلاك الفيراري ولكن المطلوب أن نساعدهم في صناعة هدف يسعون الى تحقيقه في كل مرحلة يعيشونها ومشكلة الكثير من أبنائنا وبناتنا في مراحل الدراسة المختلفة أنهم يدرسون بلا هدف محدد ومميز وبلا رؤية واضحة وبلا حافز مادي أو معنوي.

وبناتهم لأنهم تحملوا أو تحملن المسؤولية باقتدار. يقولون إن الانسان عادة لا يتمنى أن يكون هناك أحد أفضل منه ولكن هذه الأنانية المفرطة تنهزم وتنكسر أمام الأبناء فيتمنى الآباء والأمهات أن يكون الأبناء أفضل منهم في كل شئ، وليس هناك أفضل من أبناء يطلبون العلم وينشدون التميز في تحصيله. ومع مشاهدتنا لكثير من الاحتفالات التي تعيشها الأسر هذه الأيام نتمنى أن تتم في جو بعيد عن الإسراف والتبذير.. وتخلو من التباهي والمخالفات الشرعية والتورط بأعباء مالية مرتفعة.. نطمع أن تكون حفلاتنا وسيلة لشكر المنعم على توفيقه وطريقا للتقارب الأسري والاجتماعي وفرصة لتنقية القلوب والنفوس مما علق بها طوال العام من أحقاد وشرور. الاحتفالات بالنجاح كما أنها وسيلة للتحفيز إلا أنها أيضا تعتبر وسيلة لتعليم الابن والبنت قيمة الهدف بالحياة وتعزز الثقة لديهم بقدراتهم على تحقيق الطموح والأحلام. أهم عندما بحثت في شبكة الانترنت عن قصة تحكي عن تحفيز الأبناء على التفوق الدراسي وجدت قصة رائعة وهي حقيقية لرجل بريطاني لاحظ عدم اهتمام ابنيه بالدراسة وفي ذات الوقت كان الولدان – كعادة ابنائنا أيضاً – شغوفين بالسيارات، عرّفا الأب أنهما يعشقان السيارة الفيراري، أخذهما لمعرض سيارات لمشاهدة السيارة على الطبيعة وطلب الأب من البائع أن يتعامل مع ابنيه باعتبارهما مشتريين حقيقيين وبالفعل جلسا في سيارتهما المفضلة وتعرفا عليها عن قرب وهما في غاية السعادة ، وقبل أن يخرجوا من المعرض سأل الوالد البائع عن السعر النقدي والمقسط للسيارة وطلب من ابنيه تدوين البيانات، في المنزل جلس معهما وأخبرهما أن سعر السيارة يتطلب مستوى دخل مرتفع ثم صحبهما في اليوم التالي الى المكتبة العامة ليبحثا في المجلات والدوريات عن الوظائف التي تدر دخلاً مرتفعاً لأصحابها، وبحثا عن المؤهلات العلمية والشهادات التي تتيح الحصول على هذه الوظائف وبحثوا أيضاً عن الجامعات التي تقدم التعليم المؤدي للتخصص في الوظائف المحددة. وهنا أخبر الوالد ابنيه بأن الخطوة الأولى الآن للحصول على السيارة الرائعة هي التفوق في الدراسة والحصول على درجات مرتفعة في الاختبارات استمر الولدان في الدراسة ووضعا حلمهما نصب اعينهما ومرت السنوات وتخرجا من الجامعة بتفوق وحصلا على وظائف متميزة وتميزا في عملهما وحققا حلمهما باقتناء الفيراري. ربما ترفض الحلم الذي عاش الولدان من أجله ولكن عليك أن تدرك أنهما لن يكتفيا بامتلاك السيارة الفيراري وأنهما ذاقا طعم النجاح والتميز وأن هناك أحلاماً أخرى بالتأكيد وجدت طريقها إلى عقليهما وقلبيهما. ليس مطلوباً أن نحفز أبناءنا بامتلاك الفيراري ولكن المطلوب أن نساعدهم في صناعة هدف يسعون الى تحقيقه في كل مرحلة يعيشونها ومشكلة الكثير من أبنائنا وبناتنا في مراحل الدراسة المختلفة أنهم يدرسون بلا هدف محدد ومميز وبلا رؤية واضحة وبلا حافز مادي أو معنوي.

قد يعجبك أيضًا
التســويق الشــعـبي..!
أعطني حريتي..!
الفارق الكبير!!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة