الرئيسية مقالات في التسويق

حجم الإعلانات خليجيا وعربيا .. من المستفيد؟

قرأت بشغف البيان الذي أصدرته إحدى المؤسسات البحثية بشأن نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بتحديد حجم الإعلان في منطقة الخليج والمشرق العربي. وقد أفادت نتائج الدراسة بأن إجمالي الإنفاق الإعلاني بلغ نحو 3.6 مليار دولار أمريكي بنمو قدره 15 في المائة وأضافت الدراسة أن الإنفاق في منطقة دول المشرق العربي التي تضم مصر والأردن ولبنان وسورية واليمن وصل إلى نحو 1.3 مليار دولار أمريكي بزيادة قدرها 19 في المائة، بينما ارتفع حجم الإنفاق الإعلاني في الوسائل الإعلامية العابرة للأقطار العربية ليصل إلى نحو 2.9 مليار دولار بزيادة 26 في المائة. وحول ترتيب الدول من حيث الإنفاق الإعلاني أشارت الدراسة إلى أن الإمارات جاءت في المركز الأول بنحو 1.3 مليار دولار تلتها السعودية 998 مليون دولار ثم مصر 934 مليون دولار وحلت الكويت في المركز الرابع بنحو 644 مليون دولار وجاءت قطر في المركز الخامس بنحو 292 مليون دولار ولبنان سادسا 278 مليون دولار. تسليماً بصحة هذه الأرقام ودقتها وأنها قدرت بناء على دراسة علمية بحتة فقد قفز إلى ذهني عديد من التصورات:

أولاً: نمو سوق الإعلان في منطقة الخليج بشكل مستمر يعكس المنافسة الشديدة بين الشركات والمؤسسات السلعية والخدمية على الوصول لأكبر عدد من العملاء ومن ثم تحقيق أكبر معدلات أرباح.

ثانياً: شراهة الاستهلاك في بلادنا، فنحن الآن نعد أكثر شعوب الأرض استهلاكاً للضروريات والكماليات دون ضوابط أو حدود.

ثالثاً: يبدو أن هناك انفلاتا واضحا في عديد من الشركات فيما يتعلق بميزانيات الترويج والإعلان، اعتقاداً منهم أن التسويق هو الإعلان والإعلان هو التسويق، ومن الممكن أن تعكس هذه الأرقام عدم فاعلية كثير من البرامج والوسائل والمحتويات الإعلانية، مع الأسف الشديد يفتقد كثير من الشركات والمؤسسات في منطقة الخليج والمنطقة العربية بصفة عامة الرؤية الواضحة والعلمية في مجال الإعلان، فهم لا يعرفون بالضبط ما الرسالة التي يبعثون بها إلى عملائهم المرتقبين، لا يعرفون بالضبط أين يوجد عملاؤهم المرتقبون، لا يعرفون بالضبط ماذا يريدون، لا يعرفون ماذا يقرأ وماذا يشاهد وماذا يسمع عملاؤهم المرتقبون، والنتيجة بالطبع هي إعلانات عشوائية بملايين الريالات في الصحف والمجلات وعلى شاشات التلفاز وهذه الوسائل الإعلامية بالطبع هي المستفيد الأكبر من نهر الإعلانات المتدفق دون ضوابط.

رابعاً: المتابع لإعلانات المنتجات الأجنبية سيلحظ مدى تميزها عن غيرها من الإعلانات، فهم يقدمون أفكاراً إعلانية مبدعة، لا يعتمدون على التكرار بقدر ما يعتمدون على صناعة إعلان يبقى في الذاكرة طويلاً.

خامساً: ما زالت عديد من الشركات والمؤسسات غير قادرة على استثمار شبكة الإنترنت في الإعلان عن منتجاتها بشكل جيد، على اعتبار أن الإعلان الإلكتروني أقل تكلفة مقارنة بالوسائل الإعلانية الأخرى كما أنه يصل إلى قاعدة كبيرة من العملاء بعد انتشار الحاسب الآلي وخدمات الإنترنت في كل مكان، ولنقارن بين الإعلان الإلكتروني للشركات الأجنبية ونظيره في الشركات المحلية ونلحظ الفارق.

النقطة الأخيرة تتعلق بالثقافة الإعلانية للمستهلك الخليجي والعربي بصفة عامة، هل لدى هذا المستهلك مستوى معين من الثقافة يتيح له التفرقة بين الغث والسمين فيما يعرض عليه من إعلانات في كل مكان؟ أعتقد أن الإجابة ستكون بالنفي، وربما يكون هذا أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا التدفق الإعلاني.

إننا وإن كنا لا نتفق مع صاحب كتاب ”انهيار الإعلان وارتقاء العلاقات العامة” والذي شبه الإعلان بالشمعة التي فقدت دورها كوسيلة إضاءة ومع هذا يقول ما زلت ترى الملايين من الشموع المضاءة حول العالم كل ليلة ولا يكتمل العشاء الرومانسي إلا بوجود الشموع وقد تكلف الشمعة 21 و30 دولارا أي أكثر من المصباح الضوئي دون أن يكون لهذه التكلفة أي عائد أو قيمة أو علاقة بمردودها الضوئي، إلا أن ممارسات بعض الشركات مع الأسف من الممكن أن تقود الكثيرين إلى الاقتناع بهذه الفكرة والإيمان بأن الإعلان بالفعل أصبح مصدرا ضخما لاستنزاف إيراد الشركات وتعظيم مصروفاتها دون أن يكون هناك عائد حقيقي يبرر تلك المبالغ المهدرة.

قد يعجبك أيضًا
سيدة الأعمال بين الماضي والحاضر
تستطيعون أن تخرجوا المارد من القمقم
الراية البيضاء..!
تعليق واحد
  • محمود
    17/12/2020 الساعة 6:44 ص
    رد

    انسان كامل

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة