الرئيسية جديد الموقع مقالات في تطوير الذات

بائع الطماطم..!

شاب يبحث مثل غيره عن فرصة عمل، لم يكن حاصلاً على مؤهلا علمي يتيح له الحصول على وظيفة تشبه تلك الوظائف التي يحصل عليها عادة أصحاب المؤهلات العلمية، فرص التعليم لا يحصل عليها الجميع، أيضاً هناك من تعلموا وكأنهم لم يتعلموا شيئاً، وهناك من لم يتعلموا وكأنهم تعلموا كل شئ، يقولون أن الحياة هي أعظم معلم، وهي كذلك بالفعل. المهم أن هذا الشاب قرأ إعلاناً عن وظيفة ساعٍ Office Boy في شركة مايكروسوفت، وظيفة بسيطة لكنها لا تختلف عن أي وظيفة مشروعة يأكل صاحبها وبشرف من عمل يده، وعموماً ساعٍ في مايكروسوفت قد يكون حاله أفضل من حال مدير في شركات إيراداتها بالكاد تغطي تكاليفها.

ذهب الشاب وأجرى المقابلة مع المسؤول عن التوظيف، في نهاية المقابلة طلب منه المسؤول أن يعطيه بريده الألكتروني ليرسل له عرض العمل، أجابه الشاب وبحسن نية بأنه لا يملك بريداً ألكترونياً! المسؤول تملكته الدهشة، هل هناك إنساناً مازال على قيد الحياة لا يملك بريداً ألكترونياً؟! يبدو أنه نسى أن الشاب بسيط ويقدم على وظيفة ساع ولا يدعي أنه مهندس أو مدير مبيعات. لكن المسؤول يبدو أنه على صواب أيضاً ووجهة نظره تستحق الاحترام، رد عليه المسؤول رداً قاسياً “أعتذر لك، ليس لك مكان هنا، من لا يملك بريداً ألكترونياً ليس له وجود، ومن ليس له وجود لن تتاح له فرصة للعمل”.

ترك الشاب المسؤول وهو يجر ذيول الخيبة والحسرة، حسرة على فقدان الوظيفة، لو كان يعرف أن البريد الألكتروني سيكون سبباً يحول بينه وبين العمل لقام بعمل بريد على كل محركات البريد، كان في جيب الشاب عشرة دولارات، مر على السوق وهو في طريقه إلى بيته، هناك رأى تجاراً يعطون شبان مثله أكياس الطماطم ليبيعونها ويحصلوا على نسبة صغيرة من الربح، أخرج الشاب من جيبه الدولارات وعرضها على تاجر صغير وأخذ منه كيس الطماطم، تجول بها هنا وهناك وباعها وتحصل على مكسب أرضاه وخفف عنه ألم فقدان وظيفة كانت قاب قوسين أو أدنى لولا البريد الألكتروني.

كرر الشاب مافعله في السوق مرات ومرات، كل مرة يخرج بمكسب يحفزه على طلب المزيد، كسب مئات الدولارات ثم آلاف الدولارات ثم عشرات الالاف ثم مئات الآلاف، التجارة شطارة، صاحبنا عرف مداخل السوق ومخارجه، وعلى كل حال السوق لم يشترط عليه أن يكون معه بريد ألكتروني، إشترط عليه الجد والاجتهاد والنشاط ومعهم سمعة طيبة، مرت سنوات وسنوات ليصبح الرجل من كبار التجار في بلده، يوما ما ذهب الرجل ليؤمن على بعض من ممتلكاته، في شركة التأمين وبعد جلسة مطولة طلب منه المسؤول بريده الألكتروني، رد الرجل بتهكم مستحضراً موقفاً لم ولن ينساه طوال حياته “لا أملك بريداً الكترونياً” . رد عليه المسؤول ” كل هذه التجارة والأموال ولا تملك بريداً ألكترونياً، هل تتخيل ما كان سيحدث لك لو كنت تمتلك بريداً ألكترونياً؟!”. رد عليه “نعم أعرف: كنت سأكون ساعياً في مايكروسوفت” ..!

القصة يسوقها المتخصصون في تطوير الذات ويدللون بها على أهمية أن يغير الانسان استراتيجيته ولا يقف كالتمثال في مواجهة ظروف مناوئة، وأنا أجدها مناسبة في عالم جديد ومتغير، ليس بالضرورة أن تقف في السوق وتبيع الطماطم، لكن الضرورة تكمن في البحث عن طريق جديدة تحيا بها على الأرض.

قد يعجبك أيضًا
التسويق المباشر..يغزو العالم!
من المستفيد ومن المنتصر في معركة شركات الاتصال؟!
عدنا.. والعود ليس بأحمد..!
تعليق واحد

اترك رداً على بائع الطمام – بدر الخنبشي إلغاء الرد

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة