الرئيسية جديد الموقع مقالات عامة مقالات في الادارة

الوظيفة أو العمل الحر..؟!

المقارنة بين الوظيفة والعمل الحر سهلة وواضحة، كل ما يعيب الوظيفة هو ذاته الذي يميز العمل الحر، الاستقلالية هي أكبر وأهم مزايا العمل الحر، والاستقلالية جذابة ومغرية لكل من لا تتوافق شخصيته وقيمه مع الوظيفة والروتين والاستبداد. إذا كنت من هواة تلقي الأوامر أو تنتظر دائماً التوجيه من الآخرين أو تستسلم للمستبدين فلن تجذبك الاستقلالية إليها، في حياتك تصرفات كثيرة ستخبرك بأنك انسان مستقل أو تابع، إذا اخترت العمل الحر فأنت مسؤول عن نفسك مسؤولية كاملة وإذا كنت من هؤلاء الناس المغرمين بالقاء مسؤولياتهم على الآخرين فعليك أن تستعيذ من شيطان رجيم يوسوس إليك بالعمل الحر.

في الوظيفة أنت مرؤوس بينما في العمل الحر أنت رئيس نفسك وأنت الذي تقودها إلى الأمام او تعود بها إلى الخلف، إذا كان البعض يظن أن الوظيفة استقرار وهو ظن مشكوك في صحته خاصة في عصرنا الحالي فان العمل الحر هو أكثر استقراراً، لن يأتي يوما توجه فيه انذار إلى نفسك بالطرد أو تجد نفسك مضطراً على التوقيع على استقالتك، في العمل الحر أنت مستمر مادام عملك مستمراً وعملك مستمر مادمت مجتهداً ومبدعاً، نظرة واحدة إلى الموظفين من حولك تطالع فيها قلقهم وخشيتهم من فقدان وظائفهم ستجعلك تعيد الكثير من حساباتك. مكاسبك المالية في العمل الحر ليس أمامها حدود، في الوظيفة مرتبك معروف ومحدود لأنك ببساطة تعمل لدى غيرك وغيرك يقدر قيمتك كما يشاء وفي كل الأحوال سيأخذ منك أضعاف أضعاف ما يعطيه لك.
في العمل الحر كل يوم تكتسب خبرات جديدة في الادارة وفي التعامل مع الناس وفي مواجهة معطيات السوق، منحنى الخبرة وأنت حر يرتفع كل يوم بينما هو ثابت إلى حد كبير وأنت موظف تابع أو غير مستقل، المعضلة الكبرى التي تواجه كثير من الموظفين هو عملهم في بيئة عمل تضن عليهم بالخبرات، ونموذج المدير البخيل بخبراته هو النموذج السائد في معظم المؤسسات، والخبرة هي راس مال الانسان بصفة عامة حيث تزداد فرص النجاح وترتفع قيمة الانسان كلما زادت خبراته، وكثيرون دفعوا غالياً ثمن بقائهم في وظائف قتلها الشح.
في العمل الحر الأفكار أيضاً حرة طليقة، أفكارك وابداعاتك لن تتوقف، وأنت وحدك الذي تحدد امكانية تطبيقها على الأرض، في الوظيفة ستظل أفكارك حبيسة هذا إذا كنت تمتلك أفكاراً بالأساس، واذا كنت مبدعاً عليك أن تحتفظ بهذا السر في نفسك ولا تبوح به فقد يكون ابداعك هو سبب اقالتك، في الوظيفة تموت أفكارك وتموت أنت معها، علاقاتك في العمل الحر متشعبة وواسعة، والذين يمارسون العمل الحر يعرفون أن شبكة العلاقات هي أحد مفاتيحه السحرية، تواصلك وقدرتك على استكشاف فرص الشراكة والتعاون مع الآخرين هو الجسر الذي تقوم عليه علاقاتك، في الوظيفة علاقاتك محدودة للغاية وأحياناً لا تتعدى حود مكتبك أو حدود الادارة التي تعمل بها.
تريد أن تعرف الفارق بين شخصية موظف حر وموظف أسير اجلس مع هذا ومع ذاك وستكتشف الفارق الكبير، في العمل الحر العالم يفتح أبوابه أمامك ومشروعك قد يتخطى حدود المحلية في سنوات قليلة، بل وفي عصر الانترنت قد يشهد العالم ميلاد مشروعك، في الوظيفة أنت موظف محلي بلباس محلي وبنكهة محلية وبمردود محلي….العمل الحر حياة والوظيفة موت، لذا فالاختيار محسوم..!

قد يعجبك أيضًا
«واحد » برنامج تدريبي «وصلحه..!!»
طالبات العلم..وطلاب توسيع الصدر!!
عندما يجلس المدير المحترف على مقعد حكومي
4 تعليقات
  • عبدالله سعيد
    27/09/2019 الساعة 2:04 م
    رد

    كلامك مفيد جدا وأشكرك عليه… ولكن السؤال الأهم؟!!!!

    هل أنت تعمل في الوظيفة أم العمل الحر؟

    • صالح الرشيد
      19/10/2019 الساعة 3:33 م
      رد

      شكرا على التعليق.. لا يلزم من المبرد الذي يشحذ السكين أن يقطع.. كثر خيره عندما يحد السكين بشكل جيد..!

  • حسام حسون
    24/01/2018 الساعة 11:29 م
    رد

    الله يعطيك العافية وسلمت أناملك على الكلام الراقي المحفز .

    • صالح الرشيد
      25/01/2018 الساعة 9:41 م
      رد

      سلمت روحك أخي العزيز.. تشرفت بمرورك..

اترك رداً على عبدالله سعيد إلغاء الرد

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة