الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

ادارة قصيرة النظر..!

إذا كان هناك العديد من الخصائص والسمات التي يجب أن تتوافر في ادارة أي مؤسسة فان النظرة بعيدة المدى يجب أن تاتي دائماً على قائمة هذه الخصائص والسمات. إذا مرضت الادارة بمرض قصر النظر ومحدودية الرؤية فهي تقود المؤسسة إلى الهلاك. المشكلة أن المكاسب السريعة وتحقق الأهداف المتواضعة يخدع الإدارة ويصور لها أنها تسير على الطريق الصحيح بينما هي تهرول نحو مربع النهاية.

الإدارة قصيرة النظر ادارة تفتقد الحكمة وتقنع بالقليل بينما بإمكانها أن تحقق الكثير. أيضاً الإدارة قصيرة النظر عادة ما تبحث عن مصالحها الذاتية وتقدمها على مصالح المؤسسة ومصالح العاملين فيها. في معظم الأحيان الإدارة قصيرة النظر ادارة فاقدة للإنتماء والولاء ومستقبل المؤسسة لا وجود له في خططها وتصوراتها. يتضح قصر نظر الادارة في ممارسات متعددة، غياب رؤية واضحة وموثقة هو أوضح مظاهر ادارة مريضة بقصر النظر، الادارة بلا رؤية هي إدارة بلا هدف والإدارة بلا هدف عمرها قصير للغاية، تنشغل الادارة قصيرة النظر بالعمل اليومي وتسقط في وحل التفاصيل الصغيرة والأهداف المتواضعة فتمر على المؤسسة شهور وسنوات وهي قابعة مكانها لاتتحرك قيد أنملة، يرتفع صوت الضجيج في المكان وتظن الادارة قصيرة النظر أنها تسير على الطريق الصحيح ولكن الواقع يقول أنه ضجيج بلا طحين. الرؤية العظيمة تصنع أهدافاً عظيمة يسبقها مهام عظيمة. الادارة المحترفة لا تقع في هذا الفخ حيث يتحرك الجميع في المكان بناءاً على رؤية ذات شان ويسير الجميع أفراداً وجماعات نحو أهداف كبيرة، إذا سألت موظف يعمل في ظل ادارة قصيرة النظر عن أهدافه في العمل سيجيبك باجابة تفصيلية مملة “أقوم بعمل ماهو مطلوب مني فأسجل وأكتب وأصنف وأرسل وأستقبل….الخ ” وبالطبع هو محق فالادارة التي تقوده تحاسبه فقط عن اليوم ولا يوجد للغد مكان في حساباتها. إذا وجهت نفس السؤال لموظف محترف يعمل مع ادارة محترفة تمتلك الرؤية وتتحلى ببعد النظر سيجيبك اجابة يسطع المستقبل بين ثناياها وسيذكر الغد كما يذكر اليوم “اعمل كذا لنصل إلى كذا وكذا”. لهذا تتقدم مؤسسات وتخطوا خطوات كبيرة بينما تظل مؤسسات أخرى محلك سر. مظهر آخر من مظاهر قصر نظر الادارة يتجلى في رؤيتها لإمكانات موظفيها، الادارة قصيرة النظر لا تبذل جهداً في دراسة وتحليل امكانات الموظف وتكتفي بتقييمه من خلال الظاهر في أدائه وسلوكه، هنا تفشل الادارة في استثمار قدرات وامكانات موظفيها وهذا هو أعظم وأخطر ما يمكن أن تخسره الادارة والمؤسسة على حد سواء، لذلك قد يغادر الموظفون ذوو الامكانات المؤسسة قبل أن تكتشفهم الادارة وربما قبل أن يكتشفوا هم أنفسهم، وقد تاتي ادارة جديدة تمتلك نظرة نافذة وممتدة فتكتشف كنوز في المؤسسة دفنتها ادارة سابقة قصيرة النظر. الادارة قصيرة النظر تعجز عن رؤية المتغيرات المحيطة فتشبه المركب الذي يسير في عرض البحر بينما ينشغل قادته بأشياء تحدث على ظهر المركب، لتكون نهايتهم ونهاية المركب في أحضان أمواج عاتية لم تكن في الحسبان أو الاعتبار. تعجز الادارة قصيرة النظر عن رؤية المتغيرات حولها فتفقد قدرتها تماماً على اقتناص فرص سانحة للتطوير والتميز، والفرص عادة لا تولد في لحظات قصيرة ولكنها تتكون بالتدريج فتنمو وتنضج ليفوز بها من يتابعها ويترصدها ويخسرها من انشغل عنها بتوافه الأمور. منذ زمن بعيد تنبه علماء الادارة لانتشار مرض قصر النظر فابدعوا مفهوم التخطيط الاستراتيجي ليصبح مكوناً رئيسياً في العمل الاداري، قصار النظر تجاهلوا هذا المفهوم أو جهلوه بينما أصحاب النظرة النافذة وضعوه في بؤرة اهتمامهم، وكانت النتيجة واضحة، كيانات تتقدم وتتطور وكيانات تتضائل وتصغر.

قد يعجبك أيضًا
الكنز المفقود..!
حديث العطيشان من منظور إداري
التوازن..الحلقة المفقودة في حياتنا اليومية

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة