الرئيسية جديد الموقع مقالات عامة

ودنا نختبر مع أبنائنا..!

والله من جدّ وبصدق ودّنا نختبر مع أبنائنا..! ودّنا نختبر اختبار حقيقي في قاعة دراسة حقيقية ويشتمل على أسئلة حقيقية..!
لماذا..؟! من أجل أن نعرف إذا كنا ناجحين أم فاشلين في تربيتهم، نحن لا نعترف أبداً بفشلنا في تربيتهم، والكلمات التي تجري على ألسنتنا ونستسهلها ونضعها كشماعة لكل اخفاق نعيشه مع أبنائنا يبدأ بعبارة: “هذا جيل مختلف”، نقولها وكأننا نتباهى بها، لا نصفهم بالفشل لأن الفشل سيرتد إلينا فيضربنا في كرامتنا وتصنيفنا كآباء عظام..!
ماذا لو تخيلنا (ولو مجرد تخيل) أننا دخلنا لقاعة اختبار واستلمنا ورقة الأسئلة ووجهت لنا هذه الأسئلة:

هل أنت ناجح في تربية أبنائك؟
هل تجرؤ على الاعتراف بأنك فشلت بتربية أبنائك؟!
ما هي المعايير التي تستند إليها في الحكم على نجاحك في تربية أبنائك؟
هل نحن بحاجة إلى إعادة تربية أنفسنا حتى نصلح لتربية أبنائنا؟
كم من الوقت المفيد الذي تقضيه مع أبنائك؟
هل تعتبر نفسك قدوة حسنة لأبنائك؟

قائمة طويلة من الأسئلة قد ترد في الاختبار وتحتاج الاجابة عليها، ربما نحاول الالتفاف على الأسئلة كما يلتف حولها أبنائنا في اختباراتهم، وربما أيضاً نجيب عليها بصدق فتضربنا صدمة على رؤوسنا فنغيب عن الوعي ثم نفيق بعدها.. أبنائنا يواجهون مخاطر حقيقية، أبنائنا مستهدفون في هويتهم، ونحن للأسف نساعد على إستهدافهم، نعم التكنولوجيا قادت وبجدارة دوراً كبيراً في افساد أبنائنا، لكنها أفسدتنا نحن قبل أن تفسدهم، التكنولوجيا حولتنا نحن وهم إلى كائنات عجيبة موصولة بأجهزة وأسلاك واتصالات وتفقد بالتدريج كثير من خصائصها الانسانية، وماخفي من أمر التكنولوجيا معنا ومعهم كان أعظم، ليست التكنولوجيا وحدها التي هدمت في بيوتنا وأفسدت أبنائنا، بل هذه الطبيعة المادية التي باتت تسيطر عليهم وحولتهم إلى مستهلكين نهمين لا يفكر إلا بالمتعة ولا يبحث إلا عن الكماليات والماديات هي ميزان التقييم والحكم لديه. وللأسف نحن لا نملك إلا نسير ورائهم نلملم ما ألقوه ونقول “هذا جيل مختلف”!!
كم مرة طلب إبنك نقود من أجل فعل خير ما أو عطفاً على محتاج؟ وكم مرة طلبها لشراء ملابس وأجهزة وغيرها؟ وكم مرة تقبل أنت؟ وكم مرة ترفض؟ يجب أن نجيب ونقر بأننا نحن المسؤولون على ما وصلت إليه أوضاع ابنائنا، وأننا لو كنا وقفنا أمام الخطر منذ البداية لتغيرت أشياء كثيرة في حياتنا وحياتهم، لكننا كنا ومازلنا نستسهل الأمور ونختبئ خلف لافتة “هذا جيل مختلف”، نعم هو جيل مختلف لأنه يعيش في عصر مختلف، لكن هذا لا يعني أن يكون جيلاً فاشلاً أو فاسداً أو تسيطر عليه الدنيا جسداً وعقلاً وروحاً، بداية التغيير هو أن ندخل الاختبارات مع أبنائنا ونختبر مثلهم في كل مقررات التربية، وليت خبراء التربية الذين قدموا لنا المقررات يعدوا لنا تلك الاختبارات، الاختبار في كثير من الأحيان يصبح نقطة تحول، ونحن عادة نتحرك عندما نشعر بالخطر، وطالما لم يكن هناك اختبارات نميل للدعة والراحة، لهذا ودنا هذه المرة نختبر مع أبنائنا.

قد يعجبك أيضًا
الصحة النفسيّة في مؤسساتنا العربيّة
سنة أولى أسهم
إدارة الدول وإدارة الشركات.. القواسم المشتركة..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة