الرئيسية مقالات في الادارة

مديري العزيز.. كم أنت رائع.. شكرا لك!!

لا أحد يستطيع أن يقلل من قيمة وتأثير التحفيز على أداء المرؤوسين، ومن لا يؤمن بأهمية التحفيز لا يصلح لتولي مناصب إدارية وقيادية. العديد من المشاكل التي تواجه المؤسسات يرتبط بفقدان ثقافة التحفيز وإمساك الادارة يدها عن العطاء المادي والمعنوي لموظفيها. والأكثر من ذلك هناك مديرون لديهم قناعات بأن الثناء على الموظف بمثابة تمهيد الطريق للموظف كي يستنزف مديره ومؤسسته.
الحديث هنا لا يتعلق بتحفيز الموظف، فهذا الأمر استحوذ ومازال يستحوذ على اهتمامات الكثير من الباحثين والمختصين والممارسين. الحديث هنا يتعلق بتبادل الأدوار حيث يحفز الموظف مديره ويثني عليه ويشعل طاقته بكلمات ووقفات ومشاركات في الانجاز. المدير المتميز قطعاً وليس المدير الفاشل هو الجدير بتحفيز موظفيه له، المدير هو إنسان له مشاعره الخاصة وليس كما نتصور أن مقعد الإدارة سلب منه إنسانيته وحوله إلى آلة دورها فقط تصدر القرارات والتعليمات. يخطئ من يظن أن المدير عليه أن يحفز ويثني على الآخرين ولا ينتظر من الآخرين الثناء. المشكلة هنا أن تهمة النفاق في انتظار كل موظف تسول له نفسه مدح مديره والثناء عليه أمام الأشهاد، وللأسف فمعظمنا متوثب في كل لحظة لتوجيه هذه التهمة ولصق هذه السبة على جبين كل موظف يمتدح مديره، وذلك بسبب انعدام الثقة وافتراض الأسوأ أو من تأثير نار الحسد التي تأكل بعض القلوب. مشكلة أخرى تعترض طريق تحفيز الموظف لمديره تتعلق بأنانية الموظف الذي ينتظر دائماً عطاء مديره له بالأموال وبالكلمات، بينما يبخل هو عن مديره -أقصد هنا الكلمات فلا مجال هنا لعطاء مادي- بل يتعامل الموظف مع ما يقدمه مديره دائماً باعتباره ديناً عليه الوفاء به، ولأن شخصية المدير المتميز عادة ما تكون قوية، فقد يعتقد الموظف أن هذا المدير ليس بحاجة لمن يحفزه. من المحزن جدا أننا لا نحسن التعبير عن حبنا وامتناننا لمدرائنا إلا في ساحات المقابر أو في حفلات التقاعد والتوديع..!!

من لا يشكر الناس لا يشكر الله وشكر المدير والثناء عليه واجب عندما يجيد مثلما أن نقده واجب عندما يقصر. لماذا على الموظف أن يثني على مديره المتميز ويحفزه دون حساب لاتهامات الآخرين؟ لأن المدير المتميز بالفعل ستجده لا يبخل ببذل طاقاته في سبيل رفعة المؤسسة، يدفع هو وتدفع أسرته ثمن تميزه، يتحمل ضغوط مؤسسة بأكملها في وقت قد يعجز فيه الموظف عن تحمل ضغوط وظيفته ومسؤولياته الفردية، يتحمل أحياناً كثيرة وبصدر رحب أخطاء مرؤوسيه وتقصيرهم، يعيش دائماً على أعصابه ويصاحبه التوتر والقلق من الفشل أينما حل وذهب. المدير المتميز يخطط وينظم ويوجه ويراقب ويطور ويوازن ويفاوض ويصلح ويقبل ويرفض….إلخ، وفي كل هذا عليه أن ينجح فهو يدرك أنه سيتحمل هو وحده تبعات الفشل ومن الممكن تماماً أن يغادر المؤسسة ويتركها لمن كانوا سببا في فشله!!. أيضاً المدير يسعد بكلمة ثناء من القلب تجعله يشعر بأنه على الطريق الصحيح، ولأن العين تقع دائماً على المساوئ فمن المتوقع أن يتعرض المدير من آن لآخر لاتهامات بالتقصير وهو بشر بكل تأكيد يصيب ويخطئ، وهنا يأتي الثناء ليخفف من ألمه ويحصنه من الدخول في دائرة الإحباط، فما أصعب أن يجتهد المدير ويقدم أفضل ما لديه ومع تقصير وارد أو خطأ غير مقصود يقع فريسة في شباك محترفي تصيد الأخطاء. بالفعل ليس كل مدير بحاجة لمن يحفزه، فهناك مديرون يعملون بطريقة التحفيز الذاتي، وهؤلاء لديهم خبرة حياة أثبتت لهم أن رضا الناس غاية لا تدرك، ومن ثم فمثل هؤلاء المديرين ينظرون دائماً إلى الأمام ولا يعطون بالاً لأي نقد أعمى لا يرى إلا السواد ولا يسعد إلا به. نحن بحاجة لتحفيز مدرائنا ورؤسائنا ومسئولينا المتميزين، نشد على أيديهم ونؤازرهم وندعمهم ونبعث لهم دائماً برسالة أننا نقدر جهدهم وتميزهم ونقف معهم في السراء والضراء.
شكراً عزيزي المدير.. نقدر جهدك المتميز، نفخر بأننا نعمل معك، نتعلم منك، نقدر التحديات التي تواجهها والضغوط التي تعمل في ظلها، نعدك بأن نقدم أفضل ما لدينا لأنك تقدم أفضل ما لديك.
شكرا مديري العزيز لكل شيء جميل تعلمته منك ومنحتني بكرمك إياه، شكرا من القلب لمن فتح أمامي طريق الأمل وسبيل النجاح، شكرا لمن غرس في بذور العطاء والنجاح، شكرا لأني تعلمت منك أن للنجاح قيمة ومعنى، وتعلمت منك كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل،  ومعك آمنت أنه لا مستحيل في سبيل الإبداع والتميز.. لذا اسمح لي أن أرسل لك وساما من النور بعدد كل نجوم السماء، وأن أنثر بين يديك كل أكاليل الزهور الجورية.
كلمات بسيطة ولكن لها مفعول السحر بكل تأكيد، وحتى تتحول الكلمات إلى أفعال فأنا هنا وبنية يعلمها الخالق أتوجه بكل الشكر والتقدير وبأثر رجعي لكل مدير متميز عملت معه في السابق، وأتوجه بالكلمات ذاتها لمدير أشرف بالعمل معه الآن معالي د. عبدالله الربيش مدير جامعة الدمام.

قد يعجبك أيضًا
السعودة أم العولمة…إلى أين المسير؟
المسار الآمن..!
عزيزي المدير .. فوض صلاحياتك

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة