الرئيسية مقالات في تطوير الذات

لا تقلق

القلق عبارة عن حالة نفسية تعتري الإنسان وتجعله يشعر بالتوتر والخوف لأسباب معروفة أو غير معروفة. القلق يتضمن شعورا دائما بالارتباك وعدم الراحة بشأن المستقبل، فالإنسان القلق يتوقع دائما أن أشياء سيئة سوف تحدث في المستقبل. لقد أثبت الدراسات أن القلق في صورته المذمومة له أسباب متعددة، منها: سيطرة الجانب المادي على حساب الجانب الروحي في حياة الإنسان مما يؤدي إلى تولد شعور لديه بعدم القناعة ومن ثم عدم الرضا، عدم قدرة الإنسان على تحقيق ما يصبو إليه، ازدياد الحاجات الاستهلاكية المتجددة والمتأججة لدى الإنسان والتي تجعله يطلب المزيد من كل شيء، التشاؤم والنظرة السلبية لأمور الحياة، الصعوبات والمشكلات والأزمات التي تجعل إنسان هذا العصر مثل المحارب الذي يحارب على جميع الجبهات. لقد أشار الباحثون إلى أن معظم هذه الأسباب أو جميعها مرجعها إلى الحضارة التي تعيشها الإنسانية في العصر الحديث، فالحضارة ولدت شعور لدى الإنسان المعاصر بأن المستقبل غير مأمون العواقب وأن التطورات والتغيرات المتلاحقة في شتى جوانب الحياة ربما تأتي بالأسوأ وليس الأفضل. بالطبع فان القلق في صورته المذمومة يعصف بحياة الإنسان ويسلب منها الإحساس بمسببات السعادة. عندما يحمل الانسان القلق فإنه يحمل معه الكثير من المشاعر والأحاسيس التي تجعل حياته جحيما لا يطاق. ويمكن أن تظهر الآثار الوخيمة للقلق في معاناة الإنسان من الأمراض لأن القلق يصاحبه أرق وإرهاق، في عدم قدرته على أداء المهام المطلوبة منه في العمل كما ينبغي لأن القلق يستنزف الطاقة الذهنية للإنسان في التفكير السلبي، في عدم قدرته على التواصل الاجتماعي مع المحيطين به لأنه القلق يجعله سريع الغضب، في عدم قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة لأنه يفتقد التفكير المنظم والموضوعي. إن التخلص من القلق المذموم يتطلب من الإنسان أن يحصن نفسه بقوة الإيمان، وأن يواظب على قراءة القرآن وذكر الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وأن يستمتع بلحظات النجاح دون التفكير فيما هو آتي، وألا يكلف نفسه فوق طاقتها، وأن يحلم فقط بما يستطيع تحقيقه، وأن يعيش الحاضر ولا يخاف المستقبل فالمستقبل بيد الله وحده، وأن يشغل وقت فراغه في كل ما هو نافع ومفيد. عزيزي القارئ أنا أدعوك الآن للقلق، وأنا بدوري سأشاركك القلق، قطعاً ليس هو القلق الذي أعلنا رفضنا ومقاومتنا له فيما سبق، القلق الذي أدعوك وأدعو نفسي إليه هو القلق المحمود والفاعل والمؤثر أو هو ” القلق السعيد ” كما أطلق عليه أحد علماء النفس المعروفين،  إنه حالة سعيدة تعيشها وتخلق لديك شعوراً بعدم الرضا عن نفسك أو عن الأمور كما هي، ولكنك في ذات الوقت تمتلك نظرياً وعملياً الأفكار والتصورات التي تدفعك للتغيير والتحسين حيث تريد. إنه نوع من القلق يصنع الحضارة وليس نتاجاً للحضارة.

قد يعجبك أيضًا
الصوت الذي ينبغي سماعه
سابك ونظام الحوافز
تستطيعون أن تخرجوا المارد من القمقم

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة