الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

كيف تهدم المؤسسة في سبع خطوات..!

دائماً البناء صعب ومرهق ويستغرق سنوات طويلة بينما الهدم سهل ومريح وقد لا يستغرق أكثر من عدة أسابيع أو عدة شهور..!. البناء عمل وجهد بينما الهدم تخريب وبأقل جهد، مؤسسات كثيرة في عالمنا استغرق بناؤها سنوات طويلة وجاء آخرون يهدمونها بدم بارد، ومؤسسات تركها القائمون عليها كالبيوت الخربة ليأتي بعدهم متخصصون في البناء ويحولوها إلى قصور فاخرة، الصراع بين أصحاب البناء والمغرمون بالهدم لا يتوقف، (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، صراع شرس ومستمر بين فاسدين ومصلحين، حتى وإن انتصر أهل الفساد والهدم فهو انتصار مؤقت لن يستمر طويلاً.
إذا كنت في موقع المسؤولية وقررت أن تبني أو أنك لا تعرف سوى البناء فكل ما عليك أن تسير وبخطوات واثقة في عكس الاتجاه الذي تسير فيه خطوات الهدم، وإذا كان بالضد تعرف الأشياء فيمكننا أن نعرف قيمة البناء وأعمدته عندما نعرف أدوات الهدم وأثرها..!

الخطوة الأولى في هدم أي مؤسسة هي وضع المصالح الشخصية في المرتبة الأولى، التوجهات والقرارات الهامة في المؤسسة تخدم المصالح الشخصية بينما المصلحة العامة ومصلحة المؤسسة تاتي في المرتبة الثانية أو الثالثة أو يتم استبعادها تماماً.
الخطوة الثانية هي استبعاد عملاء المؤسسة من دائرة التركيز ومن ثم استبعاد اية جهود أو مخططات للتواصل المستمر معهم والتاكد من تلبية احتياجاتهم أو حل مشكلاتهم أو الاستجابة السريعة لأية تغيرات تطرأ عليهم أو على تعاملاتهم في السوق، في هذا الوضع يكون اصحاب المصالح بالمنظمة منتجين ومستهلكين في نفس الوقت.
الخطوة الثالثة حذف كلمة تحفيز من القاموس، وتغييب كل أوجه التحفيز المادي أو المعنوي في المؤسسة. على العاملين بالمؤسسة أن يعملوا وينتجوا ويكتفوا بما يقدم لهم من عوائد، التحفيز هنا فقط من حق أصحاب المصالح وعلى الجميع أن يعمل في خدمتهم ويخدم مصالحهم.
الخطوة الرابعة هي عدم الانصات إلى آراء ومقترحات العاملين في المؤسسة إلا اذا كانت تلك الآراء والمقترحات تخدم المصالح الخاصة..!
هدم أصحاب الكفاءات هي الخطوة الخامسة وهي خطوة قد تتجه نحو اليمين حيث يتم توجييهم أو اغرائهم للمساعدة في تحقيق المصالح الشخصية أو خطوة إلى اليسار باجبارهم على الاحتفاظ بكفائتهم في حقائبهم أو في عقولهم، تفريغ المؤسسة من الكفاءات هو أهم وأكبر أدوات الهدم وأسرعها وأعمقها تأثيراً.
الخطوة السادسة هي تغذية الصراعات في المؤسسة واشعالها باتباع سياسات غير سوية واتباع الهوى في توزيع العاملين على المواقع الوظيفية، والاخلال المتعمد بأنظمة الرواتب والمكافآت بحيث تنصف البعض أو تعطيه أكثر مما يستحق وتهضم حقوق البعض الآخر، بخلاف الوشاية بين الناس واثارة ما في دواخل نفوسهم واعطائهم الحرية في تصفية حساباتهم الشخصية بأنفسهم ودون تدخل.
أما الخطوة السابعة فتتمثل في هدم المقدرات المالية للمؤسسة، المال كالعادة يمكن استخدامه في البناء ويمكن توظيفه في الهدم، هذه الخطوة قد تأخذ شكل فتح نفق مظلم يربط بين خزينة الموارد المالية وبين أجندة المصالح الشخصية أو تأخذ شكل الدخول في استثمارات أو أوجه انفاق بشكل متسرع أو غير مدروس. قد يتمكن رعاة الهدم من الهروب في اللحظة المناسبة وقطعاً ستصحبهم ذنوبهم أينما حلوا؛ وقد يتأخرون في الهروب رجاءاً أو طمعاً فتكون نهايتهم تحت الأنقاض.

قد يعجبك أيضًا
إسأل وارين بافيت ولا تسأل طبيب..!
ما بعد التقاعد..!
المسؤولية الاجتماعية .. الوجه المشرق لمنظمات الأعمال

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة