الرئيسية مقالات عامة مقالات في الادارة

عندما بكى الطفل..!

عاد الأب متأخراً من عمله كالعادة وقد أصابه الإرهاق والتعب. وجد ابنه الصغير ينتظره عند الباب؛

الابن: هل لي أن أطرح عليك سؤالاً يا أبي؟

الأب: طبعاً تفضل

الابن: كم تكسب من المال في الساعة؟

الأب غاضباً: هذا ليس من شانك، مالذي يجعلك تسأل مثل هذه الأسئلة السخيفة؟

الابن: فقط أريد أن أعرف، أرجوك أخبرني: كم تكسب من المال في الساعة؟

الأب: إذا كنت مصراً، 30 ريال في الساعة”

الابن مفكراً: هلا أقرضتني 10 ريال من فضلك؟

الأب ثائراً: إذا كنت تريد معرفة كم أكسب من المال لكي أعطيك 10 ريالات تنفقها على الدمى السخيفة والحلوى، فاذهب إلى غرفتك ونم. فأنا أعمل طوال اليوم وأقضي أوقاتاً عصيبة في عملي، وليس لدي وقت لتفاهاتك هذه.

لم ينطق الولد بكلمة ..نزلت دمعة من عينه ..وذهب إلى غرفته كي يخلد للنوم.

جلس الأب يحدث نفسه “كيف يستجوبني هذا الطفل الصغير بهذا الأسلوب الابتزازي للحصول على بعض المال؟

بعد حوالي ساعة أخذ الأب يفكر قليلاً فيما حدث وشعر بأنه كان قاسياً  مع طفله، فربما كان الصبي في حاجة للعشرة ريالات، خاصة أن الصبي لا يطلب مالاً إلا نادراً، فماذا أراد الصبي بالمال؟

ذهب الأب مباشرة إلى غرفة ابنه وفتح الباب، ثم قال: هل أنت نائم، فرد الابن “لا يا أبي مازلت مستيقظاً” قال له الأب: “لقد كنت قاسياً معك، كان اليوم طويلاً وشاقاً، تفضل هذه هي العشرة ريالات”، فرح الابن وشكر والده. ولكن فوجئ الأب بالصغير يضع الريالات تحت وسادته حيث يوجد ريالات أخرى، وأخذ الولد كل الريالات التي تحت الوسادة وبدا يعدها، فاستشاط الأب غضباً لأن الصغير طلب المال وهو يملك مالاً غيره، وقال الأب مخاطباً ابنه: ” لماذا طلبت مني مالاً مادمت تملك مالاً”، رد الابن ببراءة: ” لم يكن لدي ما يكفي. الآن أصبح لدي 30 ريالا. أريد أن أشتري ساعة من وقتك يا أبي نقضيها سوياً.

عندما أضع نفسي مكان الأب في هذه القصة أجدني سأفقد السيطرة تماماً على مشاعري وانفعالاتي…سأجذب ابني برفق…سأحتضنه وأنا أذرف الدموع..دموع الندم والاعتذار. وعندما أضع نفسي في موضع الابن أجدني سأتوسل إلى الله عز وجل كي يقبل والدي هذه الصفقة. وعندما أضع نفسي مكان المشاهد، أجدني سأسرع بإحضار كاميرا لتصوير وتوثيق واحد من أعظم المشاهد تأثيراً في النفس الإنسانية. وعندما أعود لموضعي كقارئ أجدني أتساءل باستغراب واستنكار، هل يعجز إعلامنا بقنواته وبرامجه ومبدعيه عن تأليف وتصوير وعرض مشهد يملك هذا التأثير في النفس، ويسلط الضوء على قيمة عظيمة، تشكل أحد الأعمدة الأساسية في بنياننا الاجتماعي والأسري؟!

قد يعجبك أيضًا
جريمة توماس كوك..!
لماذا لا يشتكي العميل..؟!
مؤتمر الجودة ..ومحاضرات “المقاهي”..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة