الرئيسية مقالات عامة مقالات في الادارة

طريق محلي مغلق..!!

ربما يتفق معي الكثيرون في أن أسوأ ما يمكن أن تواجهه وأنت تقود سيارتك نحو وجهة معينة داخل المدينة أن تفاجئك تلك اللافتة الكئيبة ذات الخطوط الحمراء ”طريق محلي مغلق”، تشعر بالضيق الشديد والإحباط وكأن باباً من أبواب الحياة قد سد في وجهك وليس مجرد طريق له بديل أو بدائل تصل بك إلى وجهتك، فالأمر قد يتعلق بتعودك السير في هذا الطريق حتى إنك تحرك عجلة القيادة بتلقائية دون تفكير وأنت تتجه لهذا الطريق .. بالتالي ما أصعب التخلص من العادة أو تغييرها.. أو ربما يختصر لك هذا الطريق الوقت لتصل إلى وجهتك في الوقت المناسب.. وربما يتولد الشعور بالضيق والإحباط لأنك قطعت مسافات واجتزت طرقا حتى تصل إلى هذا الطريق، ومن ثم عليك أن تعيد الكرة من جديد لتصل إلى مبتغاك. في جميع الأحوال تسير الأمور في اتجاه آخر بعيداً عن تخطيطك وحساباتك.

في هذا المقام لست بصدد توجيه انتقادات للبلدية والأمانة بشأن الإصلاحات التي لا تنتهي والطرق المغلقة لفترات طويلة، فهناك احتمالان لا ثالث لهما، الأول أن تحقق تلك الإصلاحيات طفرة في النواحي التخطيطية والجمالية للمدن وتخفف من حدة الزحام والكثافة المرورية المتزايدة يوماً أو بعد يوم وتسهل الحركة والانتقال داخل المدن وخارجها، وحينها سنرفع لهم القبعة ونقول لهم: ”شكراً.. أغلقتم أمامنا طرقا لتفتحوا لنا طرقا أقصر وأسرع وأسهل”. والاحتمال الثاني والذي أرجو ألا يتحقق وهو أن نكتشف بعد سنة أو سنتين أو ثلاث أن الإصلاحات التي تمت في حاجة إلى تعديل وأن تخطيط الطرق لم يكن صحيحاً وأنه يجب أن تغلق طرق وتفتح طرق أخرى، وفي تلك الحالة لن يكون أمامنا سوى أن نتبرم ونزمجر وندعو على من خطط ونفذ ثم نسلك طريقاً آخر إجبارا لا اختياراً..!! المهم أنني وغيري سنشعر بالسعادة الطاغية عندما نرى لافتة ”طريق محلي مغلق” على رأس الطرق التالية:

طريق الوساطة والعلاقات المؤدي إلى الوظائف في المؤسسات الرسمية والشركات شبه الحكومية.

طريق الوساطة والعلاقات المؤدي إلى الحصول على بعثات خارجية للدراسة.

طريق توظيف العمالة الأجنبية بالالتفاف حول نظم وقوانين السعودة.

طريق إبعاد أهل الثقة والولاء لتولي مناصب مرموقة في وزارات وهيئات ومؤسسات حكومية.

طريق إساءة استعمال السلطة الحكومية للوصول لمصالح شخصية.

طريق الثراء وتعظيم الحسابات الشخصية من الاختلاس والرشا والتجارة الوظيفية.

طريق محاربة الكفاءات ودفعهم لترك العمل بأي صورة من أجل توظيف الأشخاص غير المؤهلين أو ليصفو الجو للأهداف غير النزيهة.

طريق النفاق الوظيفي والتزلف والتملق للمسؤول حتى على حساب مصلحة الوطن والمواطن.

طريق التسيب والإهمال واللامبالاة في العمل.

قد يعجبك أيضًا
مشاهد في وفاة مليكنا..!
شرطتنا في صالة الجيم..!!
الأعمدة العشر للتفويض

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة