الرئيسية مقالات في الادارة

صيدلية المؤسسة..!

تمرض المؤسسات مثلما يمرض الناس، قد تتعرض لوعكات صحية عابرة او تصاب بامراض مزمنة او تهاجمها ازمات صحية مفاجئة قد تودي بحياتها. في كل الأحوال لا تسلم المؤسسة من مواجهة المرض باختلاف حدته وتاثيره. عزيزي القارئ هي فرصة لنتجول معاً في صيدلية المؤسسة ونتعرف على ما تعرضه وما تداوي به. وعلينا دائماً ان نفرق بين العرض والمرض فالمرض هو السبب الجذري والرئيسي للمتابع بينما العرض هو ناتج المرض او مؤشر لحدوثه.  هذا دواء يوصف لعلاج مرض يفتك بالمؤسسة ولكن على مهل وبالتدريج وباعراض غير ملحوظة ولا تستدعي الاهتمام خاصة في بداياتها، هو مرض عدم استقرار العمالة او فقدان المؤسسة لقدرتها الادارية في الحفاظ على منسوبي المؤسسة وحمايتهم من التسرب يظهر هذا المرض في ارتفاع معدل دوران العمل والذي يعني ارتفاع عدد تاركي العمل في المؤسسة فالمؤسسة تستقبل كثيرون كل صباح وتودع ايضاً كثيرين ولأن سوق العمل يتسم بارتفاع المعروض عن المطلوب فالمؤسسات واصحابها من هواة الادارة يعتقدون انهم اصحاب الموقف الأقوى وانهم دائماً قبلة الخطاب ووجهة الباحثين عن العمل ومن ثم فمن يذهب يعوضه عشرات آخرون ينتظرون الفرصة ولكن الحقيقة ان مؤسسة تفقد استقرارها هي مؤسسة لا تملك القدرة على الارتفاع ببنيانها لضعف اعمدتها وفي النهاية ستنهار الأعمدة وتنهار معها المؤسسة. الدواء هنا يشتمل على مواد فعالة تنمي قدرة الادارة في المؤسسة على حسن اختيار منسوبيها وتمكنها من تقديم حوافز مادية ومعنوية تشجعهم على البقاء والاستقرار بل وتقدم مزايا خاصة للمواهب واصحاب القدرات الخاصة ليظلوا في المؤسسة مدى الحياة. الدواء الثاني خافض للضغوط واذا كان الضغط كما يطلقون عليه القاتل الصامت لانسان يتجاهله فهو بالفعل يملك القدرة على هدم كيان مؤسسة باكملها تقلل من تاثيره ونتائجه. عندما ترتفع ضغوط العمل عن معدلاتها الطبيعية تحدث الأخطاء البسيطة والجسيمة، تزداد النزاعات وتنتشر العداوات، يفقد العاملين قدرتهم على التحرك النشط ومن ثم تنخفض انتاجيتهم وتصل الى ادنى معدلاتها، يحتوي الدواء على مكونات فعالة لعلاج ضغوط العمل في المؤسسة منها مكون الوقت وادارته ومكون تنظيم العمل وبناء الوظيفة ومكون الترفيه عن العاملين. احد الأمراض الخطيرة التي تصيب ادارة المؤسسة تحديداً يتعلق بضعف البصر ( سيجماتزم) حيث تعجز الادارة عن رؤية ما هو بعيد المدى وترى فقط مايقع تحت اقدامها وهنا تفقد المؤسسة بأكملها القدرة على التطور والنمو وتظل حبيسة دائرة لا تبارحها وتنقرض رويداً رويدا. يشتمل الدواء على جرعات مركزة تنمي القدرة على التفكير الاستراتيجي وجرعات اخرى عبارة عن  ادوات تستخدمها الادارة لدراسة وتحليل البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة. دواء آخر على رفوف الصيدلية لعلاج مرض استزاف الموارد المالية للمؤسسة وفقدان القدرة على ادارة الانفاق المالي بشكل مخطط وفعال، هذا المرض يصف حال مؤسسسة قد ترتفع ايراداتها ولكن الماساة تحدث بارتفاع نفقاتها أيضاً والنتيجة صفرية بكل تاكيد فما تقبضه المؤسسة بيمينها تنفقه بشمالها. الدواء مخصص لعلاج امراض الرقابة المالية ويشتمل على مواد فعالة تمكن الادارة من ضبط نفقات المؤسسة باستخدام اساليب يدوية وتكنولوجية وقانونية مع جرعات تثقيفية وتوعوية للعاملين بالمؤسسة. مرض تسويقي بامتياز له دواء فعال في صيدلية المؤسسة هو مرض ضعف التسويق الداخلي بالمؤسسة حيث تتصل الادارات والأقسام ببعضها رسمياً بينما تنفصل فعلياً وتصبح مثل الجذر المنعزلة فلا تنسيق ولا ترابط ولا انسجام بينها ويطول هذا المرض الموظفين ذاتهم عندما يفقد الموظف الدافع والقدرة على خدمة زميله ويفقد الاثنان قدرتهما على خدمة عميلهما الذي يفر منهما فرار المجذوم من الأسد، الدواء تركيبته معقدة وشاملة ويفرض تعاطيه على الجميع ادارات ومؤسسات وفي وقت واحد وبكيفية واحدة ويشتمل على مواد فعالة تحدد القياسات وتوحد الرؤى والأهداف وتنسق بين الجميع ادارات وموظفين. مرض عضال تعاني منه معظم المؤسسات هو مرض العقم الاداري والمؤسسي حيث تفقد المؤسسة وادارتها ومنسوبيها القدرة على تقديم الجديد ويدوروا جميعاً في فلك منتجات وخدمات واساليب عمل نمطية ومتكررة، الدواء لاهميته وتعدد مكوناته يحتل رفاً كاملاً في صيدلية المؤسسة، هو من أدوية الهرمونات ووظيفته رفع هرمونات الابداع في المؤسسة. ايضاً في الصيدلية القسم الذي يشهد اقبال مستمر وكبير على منتجاته هو قسم المسكنات  حيث الأدوية التي  تسكن وتخدر وقطعاً لا تداوي. دمتم جميعاً بصحة وعافية ووقانا الله واياكم شر المسكنات.

قد يعجبك أيضًا
القواعد السبع للمتاجرة بالأسهم على طريقة وارن بافيت..!
التوازن..الحلقة المفقودة في حياتنا اليومية
الأستاذ والطالب.. نبرئ من ونتهم من؟ (2)

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة