الرئيسية مقالات عامة مقالات في الادارة مقالات في التسويق

درس تقدّمه وزارة الصحة

“المعاملة الحسنة لا تحتاج إلى إمكانيات” هذا هو الشعار الجديد لوزارة الصحة. الشعار يعكس فلسفة جديدة بدأت تنتهجها وزارة الصحة، هذه الفلسفة تعكس السعي لتحقيق أهداف جديدة تتعلق برفعة مستوى الخدمة المقدّمة للمرضى وذويهم. يبدو أنّ وزارة الصحة بدأت تتعامل مع عملائها بفكر جديد، فكر مرتبط بالواقع ومتوافق معه. بالفعل المعاملة الحسنة لا تحتاج إلى إمكانيات. وما أحوج المريض أو العميل الذي يتعامل مع مؤسسة صحية ما أحوجه إلى معاملة حسنة. ما أحوجه إلى الشعور بالودّ والترحيب، ما أحوجه لمدّ يد المساعدة برفق، ما أحوجه لمن يرشده إلى الطريق، وما أحوجه لمن يساعده على تخفيف آلامه وأحزانه، وما أحوجه لمن يزرع الثقة في نفسه، ويشعر معه أنّه في يد أمينة.

الحقيقة أنّ القائمين على وزارة الصحة أدركوا بحسّ راقٍ أنّ الخدمة الطبية هي أهم خدمة يسعى الإنسان للحصول عليها في أوقات متعددة ولظروف متنوعة. خدمة تتعلق بحياة الإنسان واستمراره في العطاء. بالقطع إنّ الإمكانيات التي تمتلكها المؤسسات الطبية الخاصة تتفوق على إمكانيات المؤسسات الحكومية العاملة في هذا المجال، ولكن هذا لا يبرر مطلقاً التقاعس في تقديم خدمات متميزة لعملاء المؤسسات الحكومية، فالمترددون على المؤسسات الحكومية هم الأغلبية التي تسعى إلى الحصول على خدمة جيدة دون الاضطرار إلى تحمل تكلفة مرتفعة في سبيل الحصول على هذه الخدمة. والعميل الذي يتردد على المؤسسة الصحية الحكومية ليس بحاجة مطلقاً إلى خدمة خمسة نجوم أو حتى ثلاثة نجوم، إنّه يطلب فقط أنْ يتم التعامل معه بصفته إنساناً بحاجة إلى من يرعاه، ويحرص على مساعدته. الحقيقة أنّ الشعار يعكس ثقافة جديدة ينبغي أنْ تسود جميع المؤسسات الحكومية، وليس المؤسسات الصحية فقط، والمعاملة الحسنة هي الحد الأدنى الذي يجب عدم التنازل عنه في المؤسسات الحكومية، هناك مثل يقول:            “لاقيني ولا تغديني”، هذا المثل بالفعل يعكس أهمية المعاملة الطيبة، والمقابلة البشوشة التي ينبغي أنْ تتميز بها المؤسسات الحكومية، الحقيقة أنّ الشكوى من سوء المعاملة ملحوظ في المؤسسات الحكومية على وجه الخصوص، وإنْ كان هذا لا يمثل قاعدة ينبغي تعميمها، فهناك الكثير من المتعاملين مع الجمهور في المؤسسات الحكومية يتصفون بحسن المعاملة والتواصل الجيد مع العملاء، ولكن في ذات الوقت هناك الكثيرون اختفت الابتسامة من على وجوههم، وحلّ محلّها العبوس والغلظة. لعلّ تطبيق الشعار الجديد لوزارة الصحة في كلّ المؤسسات الحكومية يمثل بداية جيدة لإدارة علاقة فعّالة بين هذه المؤسسات وبين عملائها. ولكن يبقى نقطتان ينبغي الإشارة إليهما، الأولى: تتعلق بأنّ المعاملة الحسنة إذا كانت لا تحتاج إلى إمكانيات، فهذا لا يعنى على الإطلاق أنْ تكتفي المؤسسات بتقديم المعاملة الحسنة، ولا تسعى بشكل مستمر إلى تطوير إمكانياتها، فاحتياجات العملاء في تطور مستمر، ومن ثَمّ ينبغي أنْ تطور الإمكانات بشكل مستمر خاصة في المجال الصحي، النقطة الثانية: تتعلق بتطبيق الشعار، فليس المطلوب فقط أنْ تعلّق لافتات تحمل هذا الشعار، بل ينبغي أنْ يكون لدى الموظف والمسئول في المؤسسة الحكومية قناعة ورغبة وقدرة على تطبيقه، ومن ثَمّ من المهم أنْ يتم تقديم برامج تدريب بهدف تعريف الموظفين كيفية التعامل مع أنماط مختلفة من العملاء بطريقة تجعل العميل يشعر بالرضا، وتجعله أيضاً يشعر بأنّ هناك فكراً جديداً يطبق ورؤية جديدة يسعى الجميع إلى النهوض بها.

قد يعجبك أيضًا
الفارق الكبير!!
سباق الإدارة بين العرب واليابانيين
أخي التاجر: رسالة إليك لم يحملها البريد

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة