الرئيسية

حُب من أول “حَبة”..!

في يوم من أيام عام 1997 وفي مدينة الرياض جلست سيدة مسنة بجانب شقيقتها تحكي لها عن ابنها الذي يشغل فراغه ببيع الفصفص في الميادين العامة وأماكن التجمعات باستخدام سيارة تتيح له التنقل ببضاعته من مكان لآخر. الفكرة أعجبت أختها ولم ترى مانع في أن يسلك ابنها ذات المسلك ليتعلم تحمل المسؤولية ويشغل وقت فراغه بعد الدراسة، ب

الفعل جلست مع ابنها عندما عاد من مدرسته الثانوية وقصة عليه قصة ابن أختها وطلبت منه أن يفعل مثله، لم يكن بحاجة لإقناعه فبذور النجاح تجري في عروقه ويبدو أن لحظة البداية قد حانت، قرر الأبن وفي دقائق معدودات أن يبيع الفصفص فاستخدم سيارة داتسون وعلق عليها لوحة مكتوب عليها (فصفص) وكل يوم يذهب بائع الفصفص ليبيع حبوبه ويبيع معها سعادته بعمله وحماسه وابتساماته وطيب تعامله فاشترى منه عملائه كل شئ، كل يوم يزيد عدد العملاء وكل يوم عليه أن يحمل مزيدا من كميات الفصفص ليلبي احتياجات عملائه الذين ارتبطوا بالبائع وبفصفصه. الأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، وكانت أم بائع الفصفص مدرسة بالفعل مدرسة تخرج منها بائع الفصفص وأخوه الذي صار شريكه لاحقاً. طلبت الأم من شقيق بائع الفصفص مشاركة أخيه في التجارة والعمل معاً لتحويل النشاط من مجرد سيارة متنقلة إلى كيان مؤسسة متكامل، لم تكتف بذلك بل أعطتهم 75 ألف ريال مساعدة في تأسيس المشروع، افتتح الاخوان أول فرع لممارسة النشاط بمدينة الرياض كانت البداية بسيطة ولكن الطموح كان عظيماً. إذا كنت تعمل بطريقة تقليدية فتظل في موقعك لن تبارحه ولكن إذا فكرت بابداع وحولت أفكارك إلى واقع مشهود فستخطو خطوات عظيمة بأقل جهد وفي أقل وقت، أبدع الأخوان في مشروعهما الجديد وانتقلا من الفصفص إلى المكسرات بأنواعها المختلفة ومن المكسرات إلى بيع القهوة بنكهاتها المتعددة، ابتكرا فكرة تحميص المكسرات أمام الزبائن فابهرا الزبائن وأجبروهم على المرور بشكل دائم على فروعهم الجديدة. تطور العمل وتطورت الأفكار، زادت عدد الفروع وزاد الاعتماد على تكنولوجيا حديثة في عمل المكسرات وعندما تشاهد فيلمهم الدعائي سترى في مشهد منه وهم يعايرون المكسرات وكانهم يعايرون ذهباً أو ماساً. ولأن التسويق هو الذي يقود الشركات والمؤسسات فقط لمن يمنحه الفرصة فقد اقتنعا الاخوان بإن التسويق هو الذي سيقود نشاطهم إلى افاق رحبة تتجاوز المحلية بكل تأكيد، درسا بطريقة علمية احتياجات العملاء ورغباتهم وعرفا تفضيلاتهم ونمط حياتهم مع المكسرات، أدركا أن التعبئة والتغليف سيضيفا قيمة كبيرة لمنتجاتهم فطورا عبوات وأغلفة خاصة بهم وببضاعتهم فصارت مميزة وفاخرة وصار لمنتجاتهم شكلاً جذاباً وقيماً، تمكنا الأخوان من وضع الفصفص والمكسرات في موقع لائق ومتميز على موائد الضيافة في كثير من البيوت، وفعلت الكلمة المنطوقة word of mouth فعلتها معهم ومكنتهم من الإنتشار الكبير والسريع فقد أدمن العملاء مكسراتهم وقهوتهم وتحول العملاء إلى مسوقين لمنتجاتهم، يشهد على ذلك أكثر من 30 فرع تنتشر في مناطق المملكة مع توسع منتظر في أسواق الخليج. هذه هي ملخص قصة (باجة) أشهر علامة تجارية حالياً في بيع المكسرات والفصفص وبالتأكيد مازال في جعبتهم الكثير فالنجاح يولد نجاح. قصة (باجة) ليست القصة الوحيدة للنجاح فقصص النجاح كثيرة في مجتمعنا والطموح والتواضع والسعي الجاد هي القواسم المشتركة في كل القصص. وهنا وبحكم أنني صرت زبونا لباجة ووقعت فيحبه من أول (حبه) يشرفني باسم إدارة كلية إدارة الأعمال بجامعة الدمام بدعوة رئيس مجلس ادارة شركة (باجة) ليشرفنا بزيارة نستمتع فيها ويستمتع طلابنا وطالباتنا بتفاصيل أكثر وأكثر عن رحلة نجاح وتميز تستحق كل التقدير وكل التأمل، وستكون مكسرات باجة وقهوتها حاضرة بكل تأكيد وعلى حسابنا (أقصد على حساب الكلية).

قد يعجبك أيضًا
نجيب الزامل..يارب إنك تموت..!!
البحث في صناديق القمامة..!
العميل وإشارة المرور

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة