الرئيسية مقالات في الادارة

المشكلة والأزمة والكارثة

تظهر المشكلة في حياتنا اليومية عندما يحدث اختلاف بين ما نرغبه وبين ماهو موجود في أرض الواقع، أو أن يسير أمر ما على غير المعتاد أو على غير ما نألفه. على مستوى الدولة تظهر مشكلات كثيرة مثل البطالة، وعلى مستوى المؤسسة تظهر مشكلات كثيرة مثل ظهور منافس قوي في السوق يمتلك إمكانات تؤهله للتفوق على المؤسسة، وعلى المستوى الأسرى هناك مشكلات كثيرة مثل التأخر الدراسي للأبناء. هنا تمثل المشكلة سؤال يبحث عن إجابة، والإجابة تمثل حلاً للمشكلة، وعلى ذلك فالدولة قد تجد نفسها مطالبة بالبحث عن إجابة لسؤال البطالة والمؤسسة تجد نفسها مطالبة بالبحث عن إجابة لسؤال المنافسة، وعائل الأسرة يبحث عن إجابة لسؤال التأخر الدراسي للأبناء. المشكلة يجب التعامل معها بجدية، والتعامل معها بجدية يعني تحديد الأسباب الحقيقية للمشكلة، فالأسباب التي تؤدى إلى حدوث مشكلة البطالة قد تتعلق بوجود قصور في النظام التعليمي، وقد تتعلق بوجود قصور في النظام الذي يخلق فرص عمل للشباب، وقد تتعلق بوجود قصور في اتجاهات الشباب لدى العمل أو أي أسباب أخرى. والأسباب التي تؤدي إلى حدوث مشكلة عدم القدرة على مواجهة المنافسة بالنسبة للمؤسسة قد تتعلق بتقادم منتجات المؤسسة وعدم قدرتها على تلبية احتياجات عملائها، أو قد تتعلق باستخدام المنافس لتكنولوجيا متقدمة مقارنة بالتكنولوجيا المستخدمة في المؤسسة، أو تتعلق بوجود قصور في الموارد المالية للمنشأة أو أي أسباب أخرى. أما مشكلة التأخر الدراسي للأبناء فقد ترجع لأسباب تتعلق بعدم وجود متابعة من الأب والأم، وقد تتعلق بوجود مشكلات نفسية لدى الأبناء، أوقد تتعلق بوجود مشكلات في المدرسة أو أي أسباب أخرى. بعد أن يتم تحديد أسباب المشكلة يتم البحث في بدائل الحلول وتقييم هذه البدائل للوصول إلى البدائل التي تعالج بشكل مباشر وفعال الأسباب الحقيقية للمشكلة. إذا لم يتم التعامل بجدية مع المشكلة لن تبقى كما هي مشكلة بل ستتطور وتتحول إلى أزمة، والأزمة هي موقف يهدد بشكل خطير المصالح والأهداف الأساسية للدولة أو المؤسسة أو الأسرة. على مستوى الدولة تتحول المشكلة إلى أزمة عندما ترتفع معدلات الجريمة بين الشباب وينتشر تعاطي المخدرات أو السرقة، وعلى مستوى المؤسسة تتحول المشكلة إلى أزمة عندما تختفي الأرباح وتظهر الخسائر في السوق الذي شهد مولد منافس جديد، وعلى المستوى الأسري تتحول المشكلة إلى أزمة عندما يرسب الأبناء في امتحانات آخر العام.

التعامل مع الأزمة يتطلب أولا:ً الاعتراف بأن هناك أزمة حقيقية تهدد مصالح الدولة أو المؤسسة أو الأسرة، وأنه يجب التحرك حيث يتم السيطرة على الأضرار من خلال تحليل الموقف والتعامل الفعال مع كل الأطراف المؤثرة في تفاقم الأزمة وتحديد المهام المطلوبة من كل جهة أو فرد. على مستوى الدولة تحديد المهام المطلوبة من قطاعات الدولة المختلفة مثل الأمن والإعلام والصحة التعليم ..الخ، وعلى مستوى المؤسسة تحديد المهام المطلوبة من كل إدارة في المؤسسة، وعلى مستوى الأسرة تحديد المهام المطلوبة من الأب والأم والمدرسة. التنسيق وسهولة تبادل المعلومات مهمة جداً في هذه المرحلة. إن الأزمة دائماً تمثل نقطة تحول نحو الأفضل أو الأسوأ، إذا تم التعامل معها بشكل جيد تخف حدتها إلى أن تذوب تماماً، ومن خلال استخلاص الدروس المستفادة والتعلم من التجربة يبدأ الانطلاق. ولكن عندما لا نعترف بأن هناك أزمة، ومن ثم لا نتعامل معها بشكل صحيح لن تبقى الأزمة كما هي بل ستتحول إلى كارثة. الدولة قد تفقد سيطرتها على الأمور، والمؤسسة قد تخرج من السوق، والأبناء قد يفشلوا في التعليم… المشكلة تحولت إلى أزمة، والأزمة تحولت إلى كارثة، ولا عزاء للجميع.

قد يعجبك أيضًا
كيف تكون الحياة الجامعية جامعة الحياة..؟!
الطريق إلى جزر البندقية
محارب الساموراي يهزم راعى البقر

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة