الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

الإدارة في وقت الأزمة..!

دوام الحال من المحال، وحال الدنيا في تغير مستمر، المشكلة أننا دائماً لا نعطي بالاً أو نعمل حساباً لتغير ظروفنا وأحوالنا، ونتعامل مع واقعنا وكأنه يقف مكبلاً في مساحة محدودة وثابتة. وعندما يأتي التغيير نجد أنفسنا في موقف قد يوجهنا نحو التصرف بارتجالية وعشوائية. الشاغل الكبير الآن على الساحة في المملكة ودول الخليج يتعلق بترشيد التكاليف وذلك لمواجهة أزمة انخفاض اسعار البترول. وضح أن هناك توجيهات محددة للمؤسسات الحكومية في المملكة ودول الخليج بترشيد انفاقها حتى أن هناك من قال

بأن “عصر الرفاهية انتهى في دول الخليج”. المطروح الآن بقوة هو ترشيد الأنفاق، ومن المفترض أن الترشيد يطول الأفراد كما يطول المؤسسات، وإذا كان الأفراد يواجهون صعوبة كبيرة في تغيير أنماط إنفاقهم فان المؤسسات تواجه صعوبات أكبر. بداية دعونا نعود ونكرر أننا ننفق أكثر بكثير مما ننتج، ولو كنا ننتج بنفس القدر الذي ننفقه أو يقترب منه لتغيرت أشياء كثيرة في واقعنا ولتخلصنا من أسر قطاع واحد يسيطر على اقتصادياتنا ويجبرها على الارتباط به ارتفاعاً وانخفاضاً. المشكلة الكبرى التي تواجهنا أننا مجتمع استهلاكي ينفق على شراء ما هو أكثر من احتياجاته ومن ثم فهو لا يتنازل بسهولة عن طريقته في الحياة حتى ولو كان هذا سببا في مزيد من المعاناة والمتاعب. نحن بحاجة ماسة إلى بناء ونشر ثقافة مدعمة للرشد والترشيد في الانفاق، ونحن بحاجة لخطط تسويقية محترفة تسوق لمفهوم الترشيد وتسوق بطريقة مضادة لثقافة البذخ بلا رابط، وهناك الكثير مما يمكن فعله في هذا الشأن حتى ولو استغرق هذا سنوات طويلة فالأمر يتعلق بتغيير ثقافة وليس تغيير ملابس وسيارات. أما فيما يخص المؤسسات المعنية بترشيد الانفاق فنحن نواجه مشكلة غياب الإدارة المحترفة أو المخلصة في كثير من مؤسساتنا وخاصة الحكومية منها، والتساؤل المطروح بشفافية هو: هل تذهب مواردنا المالية في مؤسساتنا إلى وجهتها الصحيحة؟ عشرات المليارات سنوياً تذهب لهذه المؤسسات، والمفترض أن نواتجها تفوق بكثير انفاقها ولكن هذا لا يحدث، والواقع يؤكد أننا نعاني من أداء متواضع ومتدني في كثير من المؤسسات، والأداء المتواضع نتاج فساد مالي في بعض المؤسسات وكفاءة متواضعة أو غائبة في مؤسسات أخرى، والنتيجة أنها تملك الكثير وتحقق القليل، هناك مؤسسات في دول كثيرة تحقق أكثر بكثير مما تحققه مؤسساتنا وبموازنات أقل. وأيضاً سبق الاشارة في مقالات سابقة أننا ندفع ثمن تغليب الشكليات على المضمون. في ظل المستجدات الآن سيكشف لنا الكثير من المساوىء في مؤسساتنا، وسيكشف عن أداء متدني واضح تسبب في هدر موارد كبيرة نحن في أمس الحاجة لها الآن، وسيكشف لنا أيضاً ثغرات كثيرة نفذ منها الفاسدون إلى مآربهم. وعلى أية حال فإن من فشل في في وقت الرخاء سيفشل بكل تاكيد في وقت الشدة. نحن في أمس الحاجة في مؤسساتنا الآن لإدارة محترفة تجيد التعامل مع الظروف الراهنة، الأمر ليس بهذه البساطة كما نتصور، ترشيد النفقات يتطلب رؤية واضحة وشاملة من الإدارة ودراسة تداعياته في محاور متعددة، وفقدان الرؤية يعني ازدياد الأمر سوءاً، أيضاً هنا تبرز الأولويات وتبرز أهمية البحث عن بدائل وأهمية البحث عن حلول ابداعية في مؤسساتنا. لو أتعب المسؤولون في مؤسساتنا أنفسهم في البحث والتحليل وأخلصوا جهودهم للمصلحة العامة سيصلون لحلول ربما تشكل نقطة تحول في واقعنا وواقع مؤسساتنا، فلكل مشكلة حل ولكل حاجز طريقة في اجتيازه، ومن رحم الأزمات تتولد الفرص، وربما نكتشف في هذه الظروف كفاءات تستحق أن نمنح لها الفرصة، فمعادن الرجال تتضح في وقت الشدائد، أما هؤلاء الذين هم جزء من المشكلة فلن يكونوا جزءاً من الحل وربما تكون هناك فرصة سانحة للتخلص منهم وفي أسرع وقت ممكن.

قد يعجبك أيضًا
سنة أولى أسهم
الطريق إلى قلوب أهل الشرقية (1)
جامعاتنا ليست حلم المتفوقين..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة