الرئيسية مقالات في التعليم

أنت خريج.. هذي هديتي لك..!!

لحظات سعيدة يعيشها أبناؤنا وبناتنا الطلاب والطالبات هذه الأيام، حيث ينتهي المشوار التعليمي الطويل بالحصول على شهادة التخرج من الجامعة والاستعداد للدخول في معترك حياة مختلفة وصعبة. في هذه اللحظات لا يفكر الطالب فيما ينتظره بعد التخرج، هو فقط يعيش اللحظة بكل سعادتها.. لحظة قطف ثمار النجاح، لا يقطف وحده الثمرة ولكن تقطفها معه أسرته التي تعبت من أجله ووفرت له كل ما تستطيع توفيره حتى يتمكن من تحقيق هدفه وهدفهم، هذه الثمرة أيضاً يشاركه في قطافها أساتذته الذين يعيشون أيضاً أسعد لحظاتهم وهم يرون أمام أعينهم تعبهم وعملهم وقد تجسد في إنسان جديد غذوا عقله بالمعرفة وأعادوا تشكيله وصناعته ليفيد نفسه وأسرته ومجتمعه. تنتهي السكرة وتأتي الفكرة.. وبعد انتهاء احتفالات التخرج والاستمتاع بإجازة قد تمتد لشهور يبدأ الخريج في طرق أبواب العمل وقد يحصل على مراده سريعاً أو يتأخر ما يطلبه، ولكن يظل يترقبه حتى تأتي لحظة الدخول من بوابة جديدة للحياة هي بوابة العمل والانجاز.

وبعد أن كان الطالب في حياته الجامعية يتمتع بدعم ومساندة أسرته وأساتذته وجامعته، يجد نفسه وقد انفض هؤلاء من حوله وأصبح لا يملك إلا ما يقدمه لنفسه في تلك المرحلة الهامة.  فبعد أن كان مطلوباً منه في المرحلة الجامعية فقط أن يحضر محاضراته ويستذكر دروسه يصبح مطلوباً منه التعامل مع آخرين ينافسونه وربما يعرقلونه وإن كان ذكياً ويملك مهارات التواصل والاتصال سيجد من يدعمونه. لم تعد قدرته على تحصيل المعرفة هي المحدد لنجاحه، ولكن قدرته على اكتساب المهارات والتعلم من الآخرين هي الفيصل في هذا الأمر. نقطة البداية هي امتلاك قناعة مفادها أن التعلم هو طريقه للتطور المهني والتعلم سيحصله من تدريب وتطوير واندماج مع آخرين يكسب ثقتهم ومحبتهم. عليك أن تدرك عزيزي الخريج أن المشكلة التي ستعرقل تقدمك وتطورك في العمل هي كثرة تنقلك من وظيفة إلى وظيفة، فقدان الاستقرار في العمل أكبر مضيع للسنوات الأولى بعد التخرج، حدد طريقاً يتناسب معك ومجال عمل تراه الأنسب لك والتحق بوظيفة ترتبط بهذا المجال حتى ولو لم تجد فيها ما تتمناه، أنت مازلت لا تملك قيمة حقيقية تقدمها للآخرين حتى يلبوا احتياجاتك ويفوا بتوقعاتك، ولكن يوماً ما بالعمل والخبرة ستملك هذه القيمة وستجبر الآخرين على قبول شروطك، الآن أنت لا تشترط ولكن فقط تتعلم. ستكتشف أن ما درسته بعيد بدرجة أو بأخرى عن الواقع، لا تشعر بالإحباط، في الجامعة كنت تشكل فكرك وتحصل العلم الذي يضعك على ناصية طريق معين اخترته، في العمل ستسير على ذات الطريق ولكن بطريقة مختلفة.. طريقة عملية ومهارية، ولأنك تعلمت ونضج فكرك ستكون قادرا بكل تأكيد على التواؤم مع أي نظام عمل تلتحق به. قد تكون موفقاً وتلتحق بشركة كبيرة متميزة لتتعلم أفضل الممارسات في مجال تخصصك، وقد تلتحق بشركة يديرها هواة، اجعلها محطتك للتعلم والتفاعل وجس نبض السوق لتأتي مرحلة ثانية تجد فيها فرصة أفضل. هناك من يتمنى يوما ما أن يمتلك مشروعاً حر ونعم الهدف هو إذا ما خططت له جيداً وسعيت في بداية حياتك العملية للحصول على المعلومات والمعرفة والخبرة التي تمكنك من الدخول لعالم ريادة الأعمال. قدراتك الاتصالية وأسلوب تعاملك مع الآخرين واكتساب ثقتهم هو طريقك لتحقيق انجازات سريعة في العمل، وهذه الأشياء يمكنك تعلمها من كتاب أو برنامج تدريبي وإن كانت الممارسات والخبرات هي معلمك الأول في هذا الشأن. إذا نجحت في وضع أهداف محددة وطموحة ومكتوبة وقابلة للقياس في بداية حياتك العملية فستكون هي الدافع الأكبر للتميز في حياتك المهنية، فالعالم يفسح الطريق لمن يعرف إلى أين هو ذاهب، وأنت بكل تأكيد تحتاج لمن يفسح اليك الطريق خاصة في بداية حياتك العملية. الشهادة التي حصلت عليها ليست كافية إذا كنت ترغب في التخصص في مجال ما استغل فترة قادمة خالية من مسؤوليات الأسرة في الاستزادة من التعليم المتخصص، والجامعات الآن تقدم برامج الدراسات العليا عن بعد وعن قرب، اختر ما يناسبك، هذا سيضيف إليك ميزة تنافسية تميزك في سوق الخريجين بكل تأكيد. اكتساب اللغة الانجليزية ومهارات الحاسب الآلي بالنسبة لك هو خيار استراتيجي،  في عالم الأعمال اليوم من يفتقد للغة أجنبية وينقصه التعامل مع التكنولوجيا يتعاملون معه باعتباره جاهلا حتى ولو كان يحمل أعلى الشهادات. أخيراً احذر التشاؤم ..تفاءل بالخير تجده.. بمشيئة الله ستجده.

قد يعجبك أيضًا
محاكمنا الموقّرة…. بين الواقع والمأمول
في الوقت المحدد
خطط التغيير ….لماذا تفشل في مؤسساتنا؟

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة