رمضان لا ينزل بسكينته وهدوئه فقط على بيوتنا لكن الهدوء والسكينة من الممكن أن يمتدا إلى أعمالنا ومواقع عملنا. وإذا كنا في بيوتنا نستقبل فرصة عظيمة لتصفية خلافاتنا وترقيق قلوبنا ووضع نقطة كبيرة والبداية من أول السطر فنفس الأمر يسري على مؤسساتنا. ماقبل رمضان وما بعده مشاحنات العمل وصراعاته لا تتوقف، تزداد حدتها في الظروف الصعبة وربما تتحول أحياناً المؤسسة إلى جحيم لا يطاق، مؤسسات كثيرة دفعت ومازالت تدفع فاتورة ارتفاع حدة الصراعات بداخلها الظاهر منها والخفي.
خاصة للغاية، ومن حسن حظ المسوقين أن شهرا من المتصور أن تخمد فيه الشهوات وتسود فيه الروحانيات يحدث فيه العكس، الناس تأكل وتشرب في هذا الشهر أكثر مما تأكل وتشرب في أي شهر آخر، تشير الاحصائيات إلى أن نسبة الاستهلاك لدى الأسر السعودية خلال شهر رمضان تصل إلى 150 % من إستهلاكهم خلال الشهور الأخرى، مئات الآلاف من أطنان الأغذية والمشروبات تجد طريقها إلى بطون الناس في رمضان. نعم يزيد الاستهلاك في رمضان لكن معه تزيد حدة المنافسة وترتفع حرارتها إلى أعلى درجاتها، منافسة نتمناها شريفة ونزيهة ورابحة للجميع، منافسة على المكانة والمال والبركة.
في عام 1971 م أسس رجل الأعمال الأمريكي (فريديرك سميث) شركة (فيدرل أكسبريسFederal Express ) أو شركة فيديكس كما نعرفها حتى اليوم، كانت هي الشركة الأولى في مجال النقل السريع للبريد والطرود باستخدام الطائرات . قدمت الشركة خدمات متميزة في هذا المجال وأصبحت الشركة الرائدة أو القائدة في السوق، ولكن للسوق قوانينه، وأحد أهم وأخطر هذه القوانين هو قانون الجاذبية، السوق الجديد الذي يرتفع فيه الطلب على منتج ما يجذب المنافسين بسرعة فائقة، يحومون حوله مثل الذئاب حتى يسبروا أغواره ويقفوا على نواصي معرفته ويمسكوا بمفاتيحه ثم ينقضوا عليه ليفسدوا فرحة القائد أو الرائد ويضعوه في مأزق خطير،