الرئيسية مقالات في الادارة

من يصنع المدير؟

الإدارة هل هي علم أو فن؟ والمدير هل يصنع أم يولد؟ تلك التساؤلات أثارت  اهتمام الباحثين والمهتمين بشئون الإدارة في فترة من الفترات. دارت الكثير من الحوارات والمناقشات حتى تم التثبت من الإدارة علم وفن، فن لأن الكثير من الحضارات وأعظمها على الإطلاق الحضارة الإسلامية قد شهدت تطبيق تجارب ونماذج في النشاط الإدارى في عهد الدولة الإسلامية الأولى على الرغم من أنّ المطبقيّن لم يحصلوا على شهادات في الإدارة أو في غير الإدارة. والإدارة علم أيضاً لأنّ النظريات الحديثة في الإدارة قد أثبتت نجاحها في الكثير من المؤسسات والدول في عصرنا الحالي، وأيضاً فإنّ اتّباع الأسلوب العلمي في التعامل مع المشكلات والظواهر الإداريّة أثبت جدواه في العديد من الأماكن والأوقات. أيضاً توصّل الباحثون والمهتمون بشئون الإدارة إلى أنّ المدير يولد ويصنع في ذات الوقت. يولد لأنّ هناك سمات شخصية تميّز الإنسان عن الآخرين وتضعه في موضع القيادة، سمات توارثها من آبائه وأجداده، ويصنع؛ لأنّ السمات الشخصيّة وحدها لا تكفى إذا لم تدعم بمهارات وقدرات وعلوم الإدارة. طالما أنّ الإدارة علم وفن، وأنّ المدير يولد ويصنع، إذاً هناك عوامل في صناعة المدير يصعب السيطرة عليها، وعوامل يسهل السيطرة عليها، ما يصعب السيطرة عليه يتعلق بالموهبة الشخصيّة التي تثرى إمكانات المدير، وترتفع بقدرته على احتراف الإدارة، وما يسهل السيطرة عليه يتعلق بالجرعات العلمية الواجب ضخها في فئة من الناس يتوقع أنْ تحمل لواء الإدارة في العديد من المجالات.

من خلال هذا التصور نستطيع أنْ نستنتج أنّ هناك عدة جهات ينبغي أنْ تتحمل مسؤوليّة صناعة المدير. الأسرة تصنع المدير عندما يتم تربية الأولاد على قيم التفاعل مع الآخرين، والحرّيّة في التعبير عن وجهة النظر، والتوسع في نقاش القضايا التى تهمهم، الثقة في النفس وتجنب الخوف والتردد. المدرسة تصنع المدير عندما تعلم تلاميذها كيفيّة الاعتماد على النفس في أداء الواجبات والمهام، وتعلمهم كيفية التعبير عن آرائهم بطريقة تؤثر في الآخرين، وتعلمهم قيادة الأنشطة والتفاعلات داخل المدرسة. الجامعة تصنع المدير عندما تعلم طلابها معنى القيادة وكيفية التحلي بسماتها، وعندما تعلمهم كيف تتخذ القرارات، وعندما تعلمهم كيفيّة التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والرقابة. والمؤسسة تصنع المدير عندما تنشر مفهوم التفويض بين مديريها وموظفيها، وعندما تأخذ بمبدأ المشاركة في اتخاذ القرار، وعندما تمكّن موظّفيها من أداء المهام المنوطة بهم، وعندما تمنحهم الثقة في تحمل المسؤولية. المجتمع يصنع المدير عندما يصنع مناخاً يقوم على التحاور بين أفراده، وعندما يشجع أفراده على أخذ زمام المبادرة والبحث عن حلول ذاتيّة لمشكلاتهم، وأولاً وأخيراً الإنسان يصنع نفسه مديراً عندما يرى في نفسه سمات المدير، وعندما يسعى بشكل مستمر إلى تطوير مهاراته وقدراته بما يفي بمتطلبات مقعد الإدارة.

قد يعجبك أيضًا
إلى زميلي في العمل العزيز
والدي العزيز.. أرجوك أطفئ سيجارتك قبل أن تنطفئ سعادتي!
سيدة الأعمال بين الماضي والحاضر

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة