الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

لماذا يسيطر الهنود على إدارة الشركات العملاقة في العالم؟

في العالم العربي يتولى مديرون تنفيذيون هنود قيادة 25 شركة عائلية، هذه الشركات تحقق ايرادات تزيد عن 27.5 مليار دولار أمريكي، والامارات العربية المتحدة هي أكثر الدول استعانة بخبرات ادارية هندية، وعلى المستوى الدولي 30% من أكبر 500 شركة في العالم تحت قيادة قادة هنود، شركة مايكروسوفت يقودها مدير تنفيذي هندي، شركة بيبسي تقودها مديرة تنفيذية هندية، شركة ماستر كارد يقودها مدير تنفيذي هندي، وشركة جوجل العملاقة يجلس على مقعد المدير التنفيذي رجل هندي.

وادي السيلكون تسيطر عليه العقول الهندية والتقنية في عالمنا تظل دائماً تحت سيطرتهم. لذلك تعد الهند هي أكبر الدول المصدرة للمديرين التنفيذين في العالم.
هذا الأمر شغل الباحثين فدرسوا أسباب سيطرة الهنود على كبرى الشركات في العالم، توصلوا إلى أن التعليم التنافسي في الهند هو السبب الأول في صناعة القيادات الهندية، في الهند منافسة كبيرة على مقاعد الدراسة في الجامعة، هذه المنافسة خلقت روح التحدي لدى الشباب الهندي وجعلتهم أكثر حرصاً على التفوق الدراسي، السبب الثاني أن الهندي مقاتل بطبعه ويتحدى الظروف الصعبة التي يعيشها، المديرون التنفيذيون الهنود عندما نقرأ عنهم نعرف أنهم نشأوا في بيئات فقيرة ومستوى معيشة منخفض، هذا خلق لديهم دافعاً كبيراً لتغيير واقعهم.
السبب الثالث هو الابداع، الهنود مبدعون والابداع وليد رغبة جامحة في مواجهة المشكلات والتحديات، الابداع دائماً يولد من رحم التحديات، الرفاهية لا تمهد طريقاً للأبداع. السبب الرابع هو اللغة الانجليزية، الهنود يجيدون اللغة الانجليزية لأنها اللغة الرسمية الأولى في الهند، كان لهذا العامل تأثيراً واضحاً في تمكن الهنود من التواصل مع العالم حولهم، واجادتهم للغة الانجليزية فتح لهم أبواب الشركات في العالم كله.
السبب الخامس هو الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أعداد كبيرة من الهنود ذهبت إلى الولايات المتحدة للدراسة والعمل والولايات المتحدة تستوعب الكفاءات وأصحاب الطموح وتعرف كيف تستفيد منهم وهذا ماحدث بالفعل، انسجمت ثقافة الهندي وطموحاته مع عالم مفتوح تتساوى فيه الفرص ويظل البقاء فيه للأصلح. يضاف إلى كل ذلك التواضع الشديد الذي يميز الشخصية الهندية، فالشخصية الهندية لا تعرف الغطرسة ولا تضيع فرصة متاحة للتعلم واكتساب الخبرات،
كما أن المتعاملين مع الهنود في مناصب قيادية يعرفون مدى انضباطهم وتمتعهم بروح مهنية وثابة لا تعرف سقفاً للطموح، وأنهم يتحاشون الدخول في صراعات مع العاملين معهم. حياتهم الصعبة التي عاشوها والطريق الوعر الذي سلكوه علمهم احترام ارادة الآخر ورغبته في التطور، لذلك فمن يعملون معهم يتطورون معهم ويُحصلوا فرصهم المستحقة.
قصص كفاح ونجاح المديرين الهنود تستحق التوقف عندها ودراستها والاستفادة منها، وأعتقد أننا لم نستثمر وجود الهنود في بلدنا ولم نقدم لأصحاب الكفاءات منهم ما يحفزهم على البقاء والتأثير، التنوع ليس شراً ينبغي الحذر منه بل هو خير عظيم إذا ما أحسن قيادته.

قد يعجبك أيضًا
وُلد ليبيع..!
إدارة خالتي قماشة…!
حوار مع منتجات دانماركيّة

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة