الرئيسية مقالات في التعليم

كيف تكون الحياة الجامعية جامعة الحياة..؟!

المرحلة الجامعية، من أهم وأجمل المراحل التي يعيشها الإنسان، ومن المفترض أن تكون أكثر المراحل تأثيرا في بناء فكر الإنسان وشخصيته، ولكن السؤال هو هل الطالب (أو الطالبة) يعيش هذه المرحلة كما ينبغي أن يعيشها؟ هل بالفعل يحقق من خلالها أعظم استفادة ممكنة؟ كيف يستطيع الطالب أن يثرى حياته الجامعية؟ الواقع يقول أنه بحكم نقص الخبرة وعدم الإدراك الكامل لأهمية هذه المرحلة وبحكم أن الإنسان غالباً لا يشعر بقيمة الشيء إلا بعد أن يفقده فإن هذه المرحلة الهامة تمر دون أن يحقق منها الإنسان أعظم المكاسب.

عندما نتحدث عن حياة الجامعة، نجد أنفسنا أمام مفهوم ضيق محدود بحدود الوظائف التقليدية للجامعة، ولكن عندما نتحدث عن جامعة الحياة، فإننا نتحدث عن مفهوم أكثر اتساعاً وشمولاً يتعدى الحدود التقليدية للجامعة. حيث يسعى الطالب إلى تعظيم استفادته من حياته الجامعية بما يمكنه من تعظيم الاستفادة من حياته بصفة عامة. بمعنى آخر استثمار الطالب لجميع الفرص التي تتاح له داخل الجامعة في تحقيق النجاح خارج الجامعة.

وحتى يتمكن الطالب من تحقيق ذلك المفهوم، يحتاج أن يضع باعتباره المعاني التالية:

أولاً: ينبغي أن تكون لدى طالب قناعة بأن الفترة التي يقضيها في الجامعة هي الفترة التي يبدأ فيها مستقبله بالتشكل، ومن ثم يجب التعاطي مع هذه الفترة باعتبارها فترة تأسيس مستقبل ناجح. ثانياً: ينبغي أن يضع الطالب تصنيفاً لحياته الجامعية، هذا التصنيف يشتمل على عدة محاور، المحور الأول يتعلق بالتحصيل العلمي، المحور الثاني يتعلق بعلاقته مع أساتذته، المحور الثالث يتعلق بعلاقته مع زملائه، المحور الرابع يتعلق بعلاقته مع الأنشطة الطلابية التي يتم ممارستها داخل الجامعة، المحور الرابع يتعلق بعلاقته مع المجتمع المحيط به. ثالثاً: يحدد الطالب الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في كل محور من المحاور السابقة، فمحور التحصيل العلمي، ينبغي على الطالب أن يكون هدفه هو العلم للعلم وليس العلم لتحصيل الشهادة، والعلم للعلم يعنى أن يحرص الطالب على الإطلاع على أحدث المستجدات في مجال تخصصه، ولا يكتفي بالكتاب الجامعي المقرر عليه. هناك من يرى أنه لا وقت لذلك- على الرغم من أن المرحلة الجامعية بها مساحة من الوقت غير متاحة في أي مرحلة أخرى- فليقرأ في الأجازات وليقرأ في المكتبة بين المحاضرات، وليقرأ قبل النوم، وبالطبع فإن هذا الهدف غير وارد إذا لم يكن الطالب شغوفاً بالعلم الذي تخصص في دراسته. في المحور المتعلق بعلاقة الطالب مع أساتذته، على الطالب أن يضع في اعتباره أن أستاذه عبارة عن مجمع للخبرات والتراكمات العلمية والثقافية والاجتماعية، من الخطأ تماماً أن يربط الطالب بين شخصية أستاذه وبين المقرر الذي يقوم بتدريسه، من الخطأ أن يقصر الطالب علاقته بأستاذه على المقرر والامتحان وأعمال السنة، إذن ينبغي أن يكون الهدف هنا هو الاستفادة من خبرة وعلم وثقافة الأستاذ بأكبر قدر ممكن، وهذا يتأتى من خلال مناقشته في العديد من الأمور التي يرغب الطالب في استيضاحها، سواء كانت هذه الأمور تتعلق بالعلم أو تتعلق بقضايا مجتمعية معينة أو تتعلق بمستقبل الطالب المهني. وفى المحور المتعلق بعلاقة الطالب بزملائه، فليكن هدفه هو بناء علاقة وطيدة مع زملاء هو يتوسم فيهم خيراً، وليأخذ منهم أفضل مافيهم ليثرى شخصيته، سوف يتعلم من تنمية علاقاته بزملائه كيف يصبح شخصاً مؤثراً في حياته الاجتماعية. المحور الرابع يتعلق بعلاقته بالأنشطة الطلابية التي يمارسها الطلاب داخل الجامعة، ينبغي أن يشارك الطالب بفاعلية في هذه الأنشطة، وينبغي أن يكون هدفه هو تنمية مواهبه وقدراته وتعلم سمات القيادة وتحمل المسؤولية. المحور الرابع يتعلق بعلاقته مع المجتمع المحيط به، ينبغي أن يكون هدفه هو تقديم صورة جيدة للطالب الجامعي في المجتمع الذي يعيش فيه، ينبغي أن يكون الطالب نفسه مصدر إثراء للآخرين في هذه المرحلة، على سبيل المثال يمكن أن يزود المحيطين به بمعلومات تنمى ثقافتهم في المجال الذي يدرسه، مثل الطالب الذي يدرس الاقتصاد أو التسويق، ويحرص على توعية أفراد أسرته ببعض المفاهيم الاقتصادية والتسويقية. وقبل كل هذه المحاور تأتى علاقة الطالب بربه في هذه المرحلة لتكون الأساس الذي ينطلق منه الطالب نحو إثراء حياته الجامعية.

المقصد هنا أن نسعى إلى تغيير رؤيتنا بشأن الحياة الجامعية، ونشكل رؤية جديدة تثرى حياتنا الجامعية، حيث نتعامل من خلالها مع حياة الجامعة باعتبارها جامعة للحياة.

قد يعجبك أيضًا
«واحد » برنامج تدريبي «وصلحه..!!»
مراكز التفكير Think Tanks ضرورة قصوى..!
عاصفة الحزم..!
2 تعليقان
  • 05/03/2019 الساعة 4:23 م
    رد

    معجب جدا

    • صالح الرشيد
      08/03/2019 الساعة 10:09 ص
      رد

      أهلا بك.. ✨

اترك رداً على سهيل شيخ إلغاء الرد

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة