الرئيسية مقالات عامة

فضلاً…علموهم كيف يتعاملوا مع البشر!!!

ذهب أحد المقيمين لعمل “البصمة”، فوجئ بالموظف يطلب منه احضار كفيل لأخذ موعد لاحق، يعرف المقيم من زميله في العمل أنه قام بعمل البصمة دون كفيل، كما أنه لم يرى أية تعليمات قبل وصوله للمكان تفيد بحتمية وجود الكفيل، دخل المقيم في نقاش مع الموظف قائلاً له ” ليه بتعقدوها كدة ” فما كان من الموظف الا أن سحب الاقامة من المقيم بطريقة تفتقد حدود اللياقة قائلاً له ” أنا باوريك كيف نعقدها ” وطلب من المقيم أنه يستلم اقامته من الضابط وأعطى لزميله الاقامة وطلب منه أن يبلغ الضابط بتسليمها للمقيم بعد أسبوع، ونفس الموقف تكرر مع مقيم آخر تناقش مع الموظف بشأن احضار الكفيل فهو يعمل في التعليم ولا يدري كيف يحضر كفيله، في نفس المشهد سعوديون يتجادلون مع الموظف بشأن موعد أخذ البصمة، وبالطبع لم يجرؤ الموظف على سحب هوية أحد منهم، وفي نفس المكان نشهد رجل الأمن وهو يدفع بيده ويضرب عمال آسيويين دون ذنب اقترفوه سوى أنهم وقفوا في الصف دون أن يعرفوا الاجراءات والأوراق المطلوبة لعمل البصمة.  هذه المشاهد تتكرر بتفاصيل مختلفة في جهات رسمية متعددة، خلفية هذا المشاهد توضح أننا بصدد ثقافة في الجهات الرسمية تفتقد لحدود اللياقة في التعامل مع الآخرين وتحديداً مع المقيمين، واذا كان من حق المواطن أن يتمتع بحقوق المواطنة، فمن حق المقيم أن تتم معاملته بتقدير واحترام، لأنه بشر بالأساس، ولأنه يتحمل من متاعب الغربة عن وطنه وأهله الكثير والكثير، ولأنه يعطي كما يأخذ، ولأنه ( باستثناء قلة) يحترم سياسات الدولة وأنظمتها. على الرغم من أن الأجهزة والمؤسسات الرسمية تشهد تطوراً ملحوظاً في امكانياتها المادية والتكنولوجية، وعلى الرغم من أن قطاع الخدمات الرسمية يشهد الآن تطبيق أحدث الأنظمة والاجراءات التي تسهم في رفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، الا أن هناك قصور شديد وملحوظ يعتري أداء العنصر البشري في تلك المؤسسات فيما يتعلق بكيفية التفاعل والتعامل مع المراجعين، والشكوى هنا ربما تكون عامة لدى المواطنين والمقيمين وان اختلفت حدتها وطبيعتها بين الفئتين، فالمواطنون يرغبون في الحصول على خدمة سريعة وسهلة وبسيطة، والمقيمون يريدونها مغلفة بالاحترام والمعاملة الحسنة، وبين هذا وذاك مساحة تتشكل من خلالها سمعة دولة بأكملها. القضية تتعلق بحتمية تشكيل ثقافة جديدة في التعامل مع الآخر ترتكز على قيم الاحترام المتبادل والرغبة في المساعدة والتواضع والمساواة، هذه الثقافة تترسخ وتثبت بوجود آلية للثواب والعقاب يخضع لها الموظف الرسمي في كافة تعاملاته مع المراجعين، يجب التدقيق في اختيار الموظفين المتعاملين مع الجمهور فهناك موظف مكانه الطبيعي مكتب خلفي يتعامل فيه مع أوراق وجماد بعيداً عن البشر، وهناك موظف مجرد تواجده في الواجهة يصنع حالة من التفاؤل والسعادة، ربما يكون التدريب مفيداً في هذا المجال وان كنت أتشكك في ذلك، فكثير من الموظفين الرسميين مروا بتجارب تدريب وتطوير تتعلق بالتعامل مع المراجعين ولكنها لم تترك أثر واضح لديهم أو لدى المراجعين. ان الأمر يستحق الاهتمام في بلد يعكس صورة الاسلام ويؤمن بأن ” الدين المعاملة “.

قد يعجبك أيضًا
والدي العزيز… سليمان الرشيد..!
والدي العزيز.. أرجوك أطفئ سيجارتك قبل أن تنطفئ سعادتي!
أعضاء مجلس الإدارة .. أرجوكم استقيلوا!!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة