الرئيسية مقالات في التسويق

عزيزي العميل: سجّل صوتك…!

في كلّ مكان وزمان هناك أشياء تحدث في مواسم الانتخابات، ولا تحدث في غيرها. هذه الأشياء ذات طابع خاص، أهمها أنّنا نسمع ونرى الكثير من الناس يعبّرون عن مطالبهم واحتياجاتهم ومقترحاتهم، ونسمع آخرين يعبّرون عن خططهم ورؤاهم المستقبليّة. هناك تفاعل ملموس يتمّ بين من يسعى إلى الحصول على تأييد ودعم الناخبين وبين الناخبين الذين يبحثون عمن يستطيع أنْ يقدّم حلولاً لمشاكلهم وهمومهم. وفى الانتخابات يشعر الناخب بأهمية صوته، ومن ثمّ فهو يطلب ثمناً لهذا الصوت، هذا الثمن يتمثل في تعهّد المرشّح بتنفيذ مطالبه. وعندما تنتهي الانتخابات ربما يشعر الناخب أنّ صوته لم يعد محل اهتمام، وربما ينشغل المرشّح عن سماع صوت الناخب. هذه الأفكار تداعت إلى ذهني ونحن نعيش أجواء إعلاميّة واجتماعيّة حول تجربة أول انتخابات بلديّة تمر بالمملكة.

الحقيقة أنّ هذه الأجواء ذكّرتني بصوت من المفترض أنْ يظل دائماً محلّ اهتمام وتقدير، صوت من المفترض أنْ يعلو دائماً.. صوت من المفترض أنْ يفرض نفسه، ويجبر كلّ المؤسسات على الإنصات إليه.. إنّه صوت العميل. وإذا كان في عالم الانتخابات هناك حق للناخب يجب أنْ يتمسك به، ويدافع عنه ويعبّر من خلاله عن تأييده لشخص معيّن أو سياسات معيّنة، فإنّ العميل في عالم الأعمال يملك نفس الحق. يجب أنْ يدرك العميل أنّ صوته يعنى الكثير والكثير في عالم الأعمال، يجب أنْ يدرك أنّ صوته يساهم بشكل مباشر في نجاح المؤسسات أو فشلها،في بقائها أو اندثارها، تقدّمها أو تأخّرها. فهذا الصوت يعبّر عن مفاهيم متعددة، إنّه يعبّر عن المشكلات التي تواجه العميل في تعامله مع المؤسسة أو في استهلاكه لمنتجاتها أو خدماتها، الحقيقة أنّ العميل عندما يرفع صوته بالشكوى فكأنّه يقدم للمؤسسة هديّة ثمينة، هذه الهديّة تتمثل في أنّه يمنح لها الفرصة كي تعيد ترتيب أوضاعها وتصحيح أخطائها من جديد، ومن ثم يتيح لها الفرصة كي تقدّم له ما يتطلع إليه ويتوقعه. وعندما يرفع العميل صوته باقتراح جديد يتعلق بالمنتجات، أو الخدمات التي يحصل عليها، أو تتعلق بطريقة حصوله على مخرجات المؤسسة، فكأنّه بذلك يساهم بشكل مباشر في تطوّر الشركة، بل وربما يمنحها فرصة ذهبيّة لاكتساب مزايا تنافسيّة جديدة، تلك المزايا لا تعود على المؤسسة فقط بل تعود على العميل في المقام الأول لأنّها تمنحه منتجاً جديداً، أو خدمة جديدة، أو طريقة جديدة في التعامل. أيضاً عندما يرتفع صوت العميل بالتعبير عن تقييمه لمنتج، أو خدمة، أو طريقة أداء موظّف، فإنّه بذلك يمنح المؤسسة أفضل معايير التقييم على الإطلاق، معيار يتميز بالموضوعيّة والفاعليّة في ذات الوقت، وعندما لا يبخل العميل على المؤسسة بتقييمه لمخرجاتها وأدائها قطعاً لن تبخل عليه المؤسسة بتقديم ما يتوافق مع تقييمه لها. أيضاً هناك صوت العميل الذي يعبر عن رضاه وتفضيله وولائه لمنتجات المؤسسة وخدماتها، فطالما أنّ المؤسسة تمنحه ما يشبع رغباته ويفي بتوقعاته، فعليه أنْ يردّ الجميل ويزكى المؤسسة لدى أصدقائه وزملائه وأقاربه.

عزيزي العميل عندما تتنازل عن حق التصويت أو عدم التصويت للمؤسسات التي تتعامل معها فإنّك بحق تتنازل عن فرص التقدّم لك ولهم. وعندما تهمل حقك في التعبير عن صوتك فكأنّك تبخس حقك في الحصول على الأفضل، وكأنّك أيضاً تبخس حق المؤسسات في التعرف على مردود ما تقدّمه لعملائها ومجتمعها، بل وتبخس حق مجتمعك في النمو والتطور.

عزيزي العميل فضلاً امنح لنفسك، ولمؤسستك، ولمجتمعك الحق في الانطلاق من جديد…وسجّل صوتك.

قد يعجبك أيضًا
الصحافة…الأداة المعطلة
كيف نحتفي بالعيد داخل المؤسسة؟!
خدعوك فقالوا..! (2)

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة