الرئيسية مقالات عامة

عدنا.. والعود ليس بأحمد..!

غادرنا رمضان شهر الرحمة والبركات وغادرت معه أجواء الطمأنينة والسكينة والهدوء، وأعقبه عيد مبارك وأيام سعيدة. سباق رهيب على مدار العام يستنزف طاقاتنا ومشاعرنا، ولا يخلو من مخاطر وتحديات وأفراح واحباطات، وبمجرد أن يهل علينا شهر رمضان الكريم حتى تأتينا فرصة عظيمة لنلتقط أنفاسنا، ونخرج بعيداً عن حلبة السباق ونترك وراءنا صراع المادة لنستقبل ونتجه إلى ساحة الروح، مشاعر جميلة تعترينا في هذا الشهر الكريم فنكون رحماء ببعضنا البعض عطوفين على بعضنا البعض متسامحين مع بعضنا البعض، كثير من مشكلاتنا وخصوماتنا تجد طريقها للحل في هذا الشهر الكريم وكثير من علاقاتنا تتوثق وتتلاحم في هذا الشهر الكريم. ولكن لأن اللحظات الجميلة تمر بسرعة البرق وخفة الغزال فقد مر شهر رمضان كما لو كان يوماً واحداً وربما ساعة واحدة.. وخفف علينا العيد وهداياه مشاعر الحزن عقب مغادرة شهر الرحمات، ذهب العيد أيضاً وذهبت كل أيام الصفاء والراحة لنعود سريعاً إلى حلبة السباق.. من المفترض أن نعود إلى الحلبة ونحن أكثر هدوءاً وأكثر قدرة على العطاء وأكثر قدرة على التوافق ولكن في الحقيقة أن هذا لا يحدث في معظم الأحيان، وإن كان هناك هدوء يخيم علينا بعد العيد فإنه هدوء يسبق العاصفة.. في كل الأحوال عدنا من جديد للعمل الشاق،

عدنا لساعات عمل أطول وضغوط عمل أكبر، عدنا لرؤساء في العمل كشروا عن أنيابهم وأعدوا العدة لاستنزاف طاقات مرؤوسيهم من جديد بعد فترة من الهدوء والراحة وعدد ساعات عمل أقل شعروا (الرؤساء) وكأنها تقطع من جلودهم. عدنا لعملاء لا يرحمون ولا يكفون عن مطالبهم ولا يلتمسوا لنا الأعذار فيرغبون في الحصول على كل شيء وفي أسرع وقت ممكن وبأي طريقة كانت، عدنا لعملاء يرغبون في تعويض ما فاتهم في شهر رمضان وكأن رمضان أخذ منهم ولم يعطهم. عدنا لزملاء في العمل غالباً ما زالوا هم كما هم لم تتغير عاداتهم وسلوكياتهم وربما تمكن الكسل منهم تحت تأثير الاستسلام لما لذ وطاب من طعام وشراب طوال ساعات الليل في الشهر المبارك، عدنا إليهم وعادوا الينا من جديد لنتعبهم ويتعبونا ونمارس ما تعودنا عليه في تصدير المسؤولية والأخطاء والتقصير لبعضنا البعض، عدنا لنمارس هوايتنا المفضلة في المناقشات والجدال بصوت مرتفع بعد أن كان الهمس هو أسلوبنا في الحديث والتحاور طوال شهر رمضان وربما يكون هذا من أجمل ما يجود به علينا الشهر الكريم فنحن نعشق الصوت المرتفع بل ونعتبره في كثير من الأحيان وسيلتنا لفرض آرائنا وهزيمة خصومنا. عدنا مرة أخرى لمنافسين شحذوا طاقاتهم مرة أخرى ووضعوا خططهم المشروعة وغير المشروعة للانقضاض علينا، منافسين ربما قضوا شهر رمضان بأكمله في التفكير والتدبير والبحث عن أقصر الطرق للقضاء علينا أو على منافسين آخرين وبالطبع حانت لحظة الفعل والتنفيذ الان. أيضاً عدنا مرة أخرى لأبناء يرغبون في الغالي والثمين وكل ما يمكنهم من التخايل والتفاخر أمام أقرانهم مع بداية عام دراسي جديد وعدنا معهم لمدارس ومعاهد تبدع في (حلب) عملائها تحت بند التطوير والتغيير والأعباء الرسمية.. الخ، وعدنا أيضاً لزوجات أكثر نشاطاً وأكثر حماساً وأكثر ذكاءً يبحثن عن مبررات جديدة لمزيد من الطلبات ومزيد من ضح الريالات في حسابات البنوك حتى لو كانت هذه الريالات هي القشة التي ستقصم ظهر البعير.

قد يعجبك أيضًا
الصحة النفسيّة في مؤسساتنا العربيّة
هكذا تعاملوا مع المنافسة…وهكذا نتعامل نحن!!
وُلد ليبيع..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة