الرئيسية جديد الموقع مقالات عامة

عاصفة الحزم..!

اعلان المملكة بدء عملية عاصفة الحزم في اليمن كان مفاجئاً للكثيرين، ولكن في عالم السياسة فإن القرارات الخطيرة  يستغرق اعدادها في المطبخ السياسي وقتاً ليس بالقصير وتتشكل القرارات خاصة العسكرية منها بعد دراسة متأنية وحسابات معقدة لأن القرارات الخاطئة يرتفع ثمنها وتتعاظم نتائجها على المدى القصير والمدى الطويل. في الفترة الأخيرة وضح أن الأوضاع في اليمن تاخذ أبعاداً جديدة ووضح للجميع أن الحوثيين يسعون لما هو أكبر من مجرد المطالبة بحق أو رفع ظلم ولأن السياسة لا تعترف إلا بلغة المصالح ولا متسع فيها لقيم وأخلاقيات ومبادئ فان عدو الأمس قد يصبح صديق اليوم وبالفعل حدث تحول جذري في توجهات علي عبدالله صالح وأتباعه وربما كان هناك خطأ في عدم تقدير أو توقع هذا التحول خاصة مع رئيس متسلط رفض رفع الراية البيضاء لتحقيق مصالح شعبه وقرر الانتقام على طريقته الخاصة وكانت طريقته هي دعم الوحثيين في مواجهة الشعب اليمني، وبعد أن كان صالح هو العدو الأول للحوثيين أصبح الداعم الأول لهم على أرض اليمن ووظف امكانياته ورجاله وعساكره لخدمة الحوثيين. ومع ذلك فإن المملكة تعاملت مع الأمر بهدوء شديد حتى عبر الكثيرون عن دهشتهم من طول الإنتظار، سلكت المملكة المسلك السلمي ودعت الجميع لمائدة المفاوضات وأولهم الحوثيين ولكنهم رفضوا المبادرة ولم يقدروا المملكة حق قدرها والخطأ الجسيم يقع عندما لاتعطي لخصمك التقدير الذي يستحقه، ظن الحوثيون أنهم قادرون على الذهاب بعيداً وأن المملكة والمتضررين معها لن يتحركوا قبل أن يحقق الحوثيين أهدافهم على الأرض ويسيطروا على اليمن تماماً ليجبروا المملكة على التعامل معهم باعتبارهم أصحاب السلطة وملاك الموقف على الأرض. وضحت نوايا الحوثيين ووضح أن أمرهم لا يتعلق بعدالة غائبة يبحثون عنها ويضحون من أجلها ولكن الأمر يتعلق بأطماع دفينة جاء الوقت المناسب لتفعيلها وربما ساعدتهم أوضاع معينة في تنامي تلك الأطماع ووصولها إلى حيز التنفيذ خاصة مع دعم مادي ومعنوي يحصلون عليه من أطراف تستخدمهم كأدوات لتحقيق أحلامها القديمة والجديدة. وصلت غطرسة الحوثيين إلى استفزاز المملكة بتحركات عسكرية وحشود قريبة من الحدود السعودية، طمعهم أعماهم وأغشىأابصارهم وناموا وهم يحلمون بانتصاراتهم العظيمة القادمة بعد انتصارات صغيرة ومتواضعة تحققت لهم بفعل فاعل خائن وجبان. استيقظوا على أصوات الطائرات السعودية والخليجية وهي تدك حصونهم وتحصد أرواح جنودهم المعتدين، نجحت القيادة في المملكة في تشكيل تحالف تجمعه مصالح موحدة ومواقف واضحة مع الحوثيين وداعميهم، ونجحت القيادة أيضاً في اختيار الوقت المناسب للتحرك حيث يستعد الحوثيين لدخول عدن وما أدراك ما عدن العاصمة الاقتصادية والمنفذ المتحكم على البحر الأحمر ومن يسيطر على عدن يسيطر على اليمن بأكملها. الحوثيون بغوا بالفعل باليمن وعاثوا في الأرض الفساد وبغيهم لم ينل أهل اليمن ولكن أوشك على أن ينال المملكة ويوجه سهمه لممتلكاتها ومصالحها وعدم تحركها يعني التفريط والخسران المبين وماكان هذا أبداً من شيم قادتها على مدار تاريخها ومواقف تاريخية متعددة شهدت على ذلك. الغباء السياسي أوقع الحوثيين في مأزق كبير وسيلحق بهم خسائر مادية ومعنوية وسياسية جسيمة المشكلة أن هذا الغباء أوقع المنطقة بأكملها في مأزق أيضاً، فعلينا أن نعترف بأن ما هو قادم قد يكون أصعب وأخطر بكثير ويستلزم حنكة سياسية وعسكرية أيضاً فهؤلاء ومن معهم لن يسلموا بسهولة وسيتعاونون على الإثم والعدوان، لن يقبلوا بإن تتحول أحلامهم غير المشروعة إلى سراب في أيام معدودات وستتلاقي مصالحهم مع مصالح من يريدون الشر لوطننا، القيادة لاتحارب وحدها وجندونا ليسو فقط المعنيين بدحر العدو وتأمين الوطن ومصالحه، كل مواطن جندي في موقعه يذود عن وطنه، فقوة الجبهة الداخلية هي الداعم الأول لجنودنا وقادتنا في ميدان المعركة. لم نكن نتمنى أن نصل إلى هذه الحالة ولكنها حالة فرضت علينا وعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا جميعاً في التعامل معها، نسأل الله التوفيق والسداد وأن يلهمنا القوة والرشد والحكمة في تلك الفترة الحرحة.

قد يعجبك أيضًا
احذر استراتيجية النسر الخاسر
طلابي الأعزاء أحبكم فى الله
الإيميلات المحظورة في ألمانيا!!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة