الرئيسية مقالات في الادارة

سباق الإدارة بين العرب واليابانيين

تقول القصة الساخرة أن هناك سباقاً جري بين فريق تجديف عربي وفريق تجديف ياباني، تكون كل فريق من ثمانية أشخاص. فاز اليابانيون في السباق بفارق ميل واحد. استشاط العرب غضباً، وقرروا أن يتعرفوا على أسباب الهزيمة ويتفادوها ومن ثم يحققوا الانتصار في السباق التالي، بعد الدراسة والتحليل اكتشفوا أن اليابانيون كان لديهم سبعة أشخاص يقوموا بمهمة التجديف بجانب كابتن الفريق. بينما الفريق العربي كان لديه شخص واحد يقوم بمهمة التجديف بجانب سبعة كباتن. قررت الإدارة العربية أن تستعين بشركة استشارات تقوم بإعادة هيكلة الفريق من جديد. توصلت شركة الاستشارات إلى الحل الملائم الذي سيحدث تغييراً جذرياً في أداء فريق التجديف العربي، الحل هو تعيين أربعة كباتن يقودهم مدير بالإضافة إلى تعيين مدير عام للفريق مع تحفيز الشخص الذي يقوم بمهمة التجديف وتوفير الظروف التي تساعده على التجديف بسرعة اكبر. في السباق التالي فاز اليابانيون بفارق ثلاثة أميال فما كان قام من الفريق العربي إلا أن قام باستبدال الشخص المسئول عن التجديف فوراً بسبب أدائه غير المرضي وتم تقديم مكافأة تشجيعية للإدارة نظراً لمستواها العالي الذي قدمته خلال مرحلة السباق. هذه القصة وإن كانت تبدو أنها من وحي الخيال إلا أنها ترتبط كثيرا بأرض الواقع. معاني كثيرة ووقفات كبيرة يمكن أن نقفها مع هذه القصة. الوقفة الأولى: انتصر الفريق الياباني من قبل أن يبدأ السباق عندما خطط ونظم جهوده بشكل جيد، بينما بحث العرب في أسباب الهزيمة بعد حدوثها. وهذا هو منهجنا في الحياة نثور ونغضب ونملأ الدنيا ضجيجاً عندما تحدث الكارثة أو تقع الهزيمة. الوقفة الثانية أننا غالباً ما نعجز عن تقديم حلول فعالة لمشكلاتنا، نفكر بمنطق ضيق وعقيم لا يتناسب ومعطيات الواقع. الوقفة الثالثة، نحن جميعاً نبحث عن القيادة والرئاسة في مواقع عملنا أو حتى في حياتنا الاجتماعية، نريد أن نقود ونوجه ولا نعمل، هي غريزة نبتت في بيئة عربية تثمن كثيراً الأوضاع الرئاسية، فالرئاسة بالنسبة لنا تعني التحكم والسيطرة والرفاهية والمكاسب المادية والمعنوية…الخ. الوقفة الرابعة تتعلق بالمهضومين حقوقهم، أصحاب المجاديف الذين يقعون تحت سيطرة أصحاب المعالي المديرين والرؤساء، عليهم أن يعملوا مهما كانت الظروف، عليهم أن يواصلوا التجديف حتى نقطة النهاية دون شكوى أو ضجر. الوقفة الخامسة تشير إلى المناصب الفضولية التي لا تضيف أية قيمة للمكان ولكنها تخلق ليشغلها أشخاص يجب أن يجدوا لهم مكاناً مميزاً على ظهر المركب. الوقفة السادسة تتعلق بنظرتنا للآخر فقد تم تقييم اليابانيين على أساس المظهر الواضح أمامنا ( كابتن وسبعة مجدفين) فنحن نعشق المظهر حتى النخاع، اعتقدنا أن هذا هو السبب الأساسي للهزيمة ولم نكلف نفسنا عناء الوصول إلى التفاصيل التي توضح كيف يعمل الفريق الياباني وكيف يدير أموره وكيف يتعامل أفراده مع بعضهم البعض، لو كنا صعدنا على ظهر المركب الياباني لكنا عرفنا أنهم يسرعون الخطى بفعل قوى محركة عظيمة الشأن، قوة العمل الجماعي، قوة الولاء والانتماء للفريق، قوة القيادة التي تقود وترشد وتطور وتحل مشكلات وتبدع وتشارك، قوة شعور الشعور بالأمان الوظيفي والاجتماعي، قوة الرؤية الواضحة والمحددة للجميع، قوة القرار الذي يتخذ من القاعدة، وأخيرا القوة الأعظم وهي قوة حب الانتصار للانتصار وليس لمجرد إلحاق الهزيمة بالآخرين.

قد يعجبك أيضًا
التسويق الوردي
الحفاظ على الموظفين .. صناعة تفتقدها مؤسساتنا
كيف نحتفي بالعيد داخل المؤسسة؟!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة