الرئيسية مقالات في الادارة

رائد الأعمال.. وظيفة الأحلام..!!

كلنا يعرف بكل تأكيد قصة مؤسس موقع (فيس بوك)، ذلك الفتى الذي سيطرت عليه فكرة البحث عن وسيلة إلكترونية لدعم التفاعل الاجتماعي بين الطلاب في جامعة هارفارد، ونعرف كيف واجه الفتى الصغير صعوبات مع جامعته بعد توصله لفكرة موقع التواصل الاجتماعي، وكيف تعرض مستقبله للخطر، وفي النهاية حقق الفتى حلمه ونحن الآن نستفيد من فكرته ولا نبارح صفحات الفيس بوك. يطلقون على مارك زوكربرج مؤسس الفيس بوك مصطلح (رائد أعمال)، ويجمعه هذا التوصيف مع آخرين بيل جيتس (مايكروسوفت)، ستيف جوبرز (آبل)، جيري يانج (ياهو)، مايكل ديل (ديل)، وغيرهم كثيرون. هم جميعاً رواد أعمال، وهم جميعاً ساهموا في صناعة ونشر مفهوم ريادة الأعمال في العالم بأسره، فريادة الأعمال في تعريفها المبسط هي تأسيس عمل حر، هذا العمل يعتمد على فكرة جديدة ويواجه قدراً من المخاطرة، ولكن أصحاب هذا العمل يمتلكون القدرة على الإبداع، ويمتلكون القدرة على مواجهة المخاطر، تحركهم دوافع قوية للانجاز، هم أيضاً قناصة يقتنصون الفرص، وهم مبادرون بالطبع لا ينتظرون التوجيهات للتحرك والتقدم، وأيضاً هم يملكون رؤية أو بوصلة تحدد اتجاهاتهم، هذه السمات، صنعت فئة غيرت عالمنا بأكمله.

من يقرأ قصص هؤلاء الرواد يكتشف كم الصعوبات والمعوقات التي واجهتهم والتي زادتهم صلابة ورغبة في تحقيق أحلامهم، كان بإمكان هؤلاء الحصول على وظائف ذات دخل مرتفع تتناسب مع معارفهم ومهاراتهم، كان بإمكانهم تجنب الضغوط الناشئة عن تأسيس عمل حر أو مجرد التفكير في تأسيس هذا العمل، وكان بإمكانهم أن يتركوا أنفسهم فريسة لأنظمة عمل روتينية تقتل فيهم كل ما يمكن أن يميزهم عن غيرهم، تركوا الممكن وبحثوا عن الصعب وربما المستحيل الذي تحول على أيديهم إلى واقع مشهود. سمة أساسية للمشروع الحر أنه لا يظل على حاله ولكن ينمو ويكبر بشكل مستمر، وهذا ما يميز مشروعات ريادة الأعمال عن المشروعات الصغيرة، فالمشروعات الصغيرة تظل في الغالب كما هي ولا يملك أصحابها طموحاً أكبر من مشروع يوفر لهم دخلاً ملائماً ويمكنهم من اكتساب متطلبات الحياة الكريمة، بينما لا حدود تقف أمام رائد الأعمال ومشروعه يبدأ بفكرة غير مطروقة يهبط بها ومعها من الخيال إلى أرض الواقع لتتحول إلى بذرة ثم تنمو وتتغذى لتتحول إلى شجرة يانعة تكثر فروعها لتظلل مساحات تغطي العالم بأسره. مع كل هذه الاغراءات إلا أن هذا المفهوم مازال غائباً في مجتمعنا، ومازلنا نرى معظم شبابنا يبحثون ليل نهار عن وظيفة حكومية تمكنهم من العمل ثماني ساعات يضيع منها على أقل تقدير ساعتان في الدردشة وتبادل القفشات والسخريات وهو المطلوب والمرغوب بالطبع، حتى وظائف القطاع الخاص لا يرغبون فيها ويهربون من ضغوطها التي لا تطاق من وجهة نظرهم. بالفعل هي ثقافة ترسخت بفعل نظرة المجتمع لموظف الحكومة حتى أن الرجل منا يسعد كثيراً عندما يتقدم موظف حكومي لطلب الزواج من ابنته، ليس هذا فقط بل ان منا من يبحث عن الزواج من موظفة حكومية التي يرتفع الطلب عليها في سوق الزواج. كل هذا يحدث في مجتمع يتميز السوق فيه بفرص متنامية واحتياجات لا تنتهي، سوق يتميز بأعلى معدلات الاستهلاك العالمية وهو ما يعني أن فرص المشروعات التي تشبع هذه الاحتياجات هي فرص واعدة فقط لمن يرصدها ويستثمرها. الأمر الآخر يتعلق بتجارب فاشلة تسوق نفسها وتفرض تأثيرها على الكثيرين، فهناك كثيرون لديهم الرغبة في التوجه نحو العمل الحر ولكنهم يفتقدون المعرفة المطلوبة في هذا المجال ويتحركون بعشوائية دون تخطيط والنتيجة هي الفشل بكل تأكيد. سيحدثونك عن الصعوبات وعدم دعم المجتمع وعدم توفير الدعم المادي المطلوب وهي بالتأكيد حجج واهية لأن تأمل تجارب رواد الأعمال حتى في مجتمعنا، وهم موجودون بكل تأكيد، تشير بشكل واضح أن الصعوبات هي قاعدة أساسية ضمن قواعد اللعبة. أيضاً أتصور أننا نعيش أزمة إبداع وهذا ما يتضح لنا من تفشي ظاهرة التقليد الأعمى للآخرين، عندما ينجح مشروع ما أو تثبت فكرة جدارتها يتجه الجميع نحوها، بينما لو تأملنا وبحثنا وفكرنا فسنجد أفكارا يعلو صوتها لمن يرهف لها السمع. مع كل أسف، شبابنا يبحثون عن وظائف متعددة ربما تكون مكتفية بشاغليها ويتركون وظيفة خالية على الدوام.. وظيفة الأحلام… وظيفة رائد الأعمال.

قد يعجبك أيضًا
ما بعد التقاعد..!
والدي العزيز… أحبك….أحترمك….أفتقدك..!
مؤسساتنا العربية بين الإبداع والتقليد..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة