الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

حبيب المدير..!!

نحن بشر، نحب ونكره، نألف وننفر، وحتى إذا لم نحب أو نكره فالمصالح كفيلة بأن تجمعنا أو تفرقنا. يتجسد هذا المعنى في بيئة العمل، كل الموظفين يحبون ويكرهون، وهناك دائماً علاقات غير رسمية تنشأ في بيئة العمل فتجمع بين أفراد أو تفرقهم. فالحب والكره عاطفة يمكن أن تنشأ في أي مكان وروج تعيش في كل مجتمع..!
المدير مثل غيره يحب أو يكره، لن يبخسه أحد هذا الحق، هو انسان أولاً وأخيراً، لكنه الانسان الأكثر تأثيراً في المكان، وهو أيضاً الانسان الذي ستنعكس علاقاته وتفاعلاته على كل جوانب العمل، مسؤولية جسيمة يتحملها المدير تجبره على ضبط علاقته وادارتها بحكمة ووعي وموضوعية، أما أن يترك المدير مشاعره وعلاقاته بلا رابط فهذا يعني عملاً بلا رابط ومؤسسة بلا رابط، الرابط الوحيد هنا هو أهواء المدير وعواطفه..!

معظم مؤسساتنا تعاني وتكابد وتدفع الثمن غالياً من علاقة حب وقرب تربط بين المدير وشخص ما في المكان، شخص تسلل إلى قلب المدير أو عقله أ الاثنين معاً، يحدث هذا بفعل سمات شخصية متشابهة أو أهداف مشتركة أو مصالح متبادلة أو نقص في طرف يكتمل مع الطرف الآخر أو حالة انسجام عام مطموسة التفاصيل، هنا يظهر في مؤسساتنا مسمى وظيفي جديد هو “حبيب المدير..!”، ولأن المدير يحبه لسبب أو لآخر فسيسمح له بمشاركته المقعد الذي يجلس عليه، والقرارات التي تصدر من مكتب المدير ستحمل توقيعين، الأول ظاهر هو توقيع المدير، وتوقيع حبيبه هو التوقيع الثاني الخفي، اثنان يديران المؤسسة، وفي الغالب يكون الثاني أكثر تاثيراً من الأول، يقولون أن الحب يصنع المعجزات، في هذه الحالة يصنع كوارث..! وعندما تصل هذه الحالة إلى اقصى درجات التطرف تتحول إلى ما يشبه حالة التنويم المغناطيسي. المدير عندما يفقد ثقته في نفسه يسلم مقاليد الأمر إلى حبيب ومقرب، وحتى إذا كان المدير يثق في نفسه فهو يثق أيضاً فيمن يحبه فيرمي على كاهله مسؤوليات ومهام هي من صميم اختصاصه كمدير، هذا الوضع ليس له علاقة بتفويض الاختصاصات، التفويض له أصوله وقواعده ولا يرتبط بأهواء وعواطف أو رغبة جامحة في إلقاء المسؤوليات على الغير، والحبيب يستثمر الفرصة فيحقق المكاسب وبأقل تكلفة ممكنة، ولن يسمح الحبيب للاخرين بالاقتراب من المدير، والويل كل الويل لمن تحدثه نفسه بالبحث عن حب المدير أو رضاه، حبيب المدير يشكل كتلة من الأنانية المفرطة، ومن الأنانية ما قتل..! المدير لا يدرك أنه في موقع المسؤولية وإذا وقعت الواقعة سيوضع هو في قفص الاتهام بينما سينجو حبيبه لأن الأوراق الرسمية لا تعترف بوجوده رغم أنه هو محرك الأحداث وفاعل الأفاعيل..!
ماذا عن الموظفين؟ الموظفون ليسو أغبياء، لديهم أجهزة استشعار تلتقط كل ما يدور في المؤسسة، أول ما تلتقطه هو حالة مدير تماهى في حبيبه، يتقرب الموظفون من حبيب المدير وينشدون رضاه أو يتجنبونه ويتقون شره. في الحاتين الخسائر جسيمة. كل المقربين من حبيب المدير سيكونون مقربين أيضاً من المدير أما المغضوب عليهم من حبيب المدير عليهم أن يتحملوا تبعات غضب المدير. المدير أصبح يحمل قلب حبيبه بل وعينيه وعقله. يتحول حبيب المدير إلى مركز معلومات المدير فيمرر له ما يشاء من معلومات ويمنع عنه ما يشاء، المؤسسة بأكملها ستسير وفقاً لفكر وأهداف وطموحات حبيب المدير، امكانيات المؤسسة وقدراتها في هذه الحالة يتم اختزالها في شخص واحد، والعقول المفكرة في المكان يزيحها عقل واحد، لا مكان للكفاءات ولا عزاء لأصحاب المواهب وعليهم جميعاً أن يبحثوا عن مؤسسات أخرى يتولى أمرها مدير أو قائد على مسافة واحدة من الجميع قادر على ضبط عواطفه وانفعالاته، ويفرض شخصيته على الجميع ويتحمل مسؤولياته بشجاعة وحنكة، كان الله في عون كل مؤسسة تشقى بعلاقة حب وقرب بين مدير غير مسؤول وحبيب لا يحب سوى نفسه..!

قد يعجبك أيضًا
العميل وإشارة المرور
تجار المدارس الأهلية!!
إدارة الأزمات..!
4 تعليقات
  • أمل
    01/10/2017 الساعة 11:26 ص
    رد

    اسميها عاصفة الاخفاق!
    ربما في اوساط الإدارات الرجالية قليلة نوعا ما .. اما لدينا في الإدارات النسائية وبحكم عاطفة المرأه تراها بشكل واضح ، بل ان الموظفات يتوددون لحبيبة المديرة أكثر منها للوصول للترقيات او الجمعات الإدارية او المشاركة في الفعاليات الخارجية
    وتصاريح الإجازات وحتى الهبات الصغيرة التي تأتي للمؤسسة تكون من نصيبهن..
    وقس عليها كل قرار ا اداري يهم حبيبات حبيبة المديرة يكون لصالحهن فيقتل الابداع وتطمس الشللية كل امانة وتفانٍ واتقان.. فلماذا نعمل والميزات لغيرنا ممن لا تعمل !!

    والحل الوحيد حوكمة المكان وابلاغ اصحاب القرار بهذا الاخفاق مع ادلة وشواهد تدين الشللية المقيتة ..
    فعلا دكتور.. جيت على الجرح

    شكرا لمقالك الصحبح المؤلم

    • صالح الرشيد
      04/10/2017 الساعة 6:30 م
      رد

      اضافة جميلة .. شكرا لك

  • محمود فتحي
    09/03/2017 الساعة 12:09 م
    رد

    هذه الظاهرة تئن منها المجتمعات الإدارية العربية، وتشخيصكم وعرضكم لها إثراء لكل من يبحث عن التغيير الحقيقي
    دمتم موفقين وساعين إلى الخير والمعرفة

    • صالح الرشيد
      09/03/2017 الساعة 9:51 م
      رد

      كل الامتنان..

اترك رداً على صالح الرشيد إلغاء الرد

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة