الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

الموارد البشرية ومستقبلها..!

عندما يصدر تقرير من شركة KPMG ويتناول مستقبل الموارد البشرية فمن الطبيعي التعامل معه بقدر كبير من الأهمية والاهتمام، لن نختزل التقرير الشامل في مقال وإلا فنحن نظلم التقرير ونظلم المقال، سأتطفل على التقرير وعليك عزيزي القاريء بالتقاط نقاط أثارت انتباهي مع محاولة متواضعة للإضافة.

–     يخبرنا التقرير أن 70% من الموظفين في المملكة يعملون في القطاع الخاص، القطاع الخاص يستوعب العدد الأكبر من العمالة، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد في المستقبل لذا فان تشجيع ودعم القطاع الخاص وتطوير قنوات التواصل المستمر مع قيادات هذا القطاع يشكل ضرورة قصوى، القطاع الخاص يواجه متاعب ويحتاج مزيد من الدعم أتصور أن هذه حقيقية كما أن القطاع الخاص عليه واجبات لا يجب التنصل منها، عدم تفهم كل طرف (الأجهزة الرسمية والقطاع الخاص) لاحتياجات وتوقعات الطرف الآخر سيلحق الضرر بالطرفين ومن ثم المجتمع بأكمله.

–     معدل الأمية في المملكة كان 60% في عام 1973، إنخفض إلى أقل من 5.6 % في عام 2018، لدينا مستوى أكبر من الوعي، التعليم يتطور بشكل ملحوظ، وتطوره أمر منطقي وقد بلغت مخصصاته 193 مليار ريال في عام 2019، مجتمع ينتشر فيه التعليم بهذه الطريقة يعني مجتمع قابل للتطور وقادر على تحقيق انجازات غير مسبوقة وعلى كافة المستويات، تظل جودة التعليم قضية أساسية وقابلة للنقاش المستمر، أخشى أن يكون لدينا تعليم لكن بلا جودة..!

–     الموارد البشرية ترتبط بالتحول الرقمي كما ذكر التقرير، كثير من الأنشطة المتعلقة بادارة الموارد البشرية تربط بالتكنولوجبا، تنقصنا المهارات، مؤسسات التعليم والتدريب ومابينهما من روابط ستحدد قدرتنا على موجهة هذا التحدي الخطير، وبعدها تأتي الادارة الاحترافية لتقنية المعلومات، نحن بحاجة إلى مضاعفة انفاقنا على صناعة خبرات وقيادات متخصصة في التقنية، خبرات وقيادات وطنية وغير مستوردة.

–     تحدي الثقافة المساندة: مازلتنا ثقافتنا في هذا المجال محدودة، التقرير يشير إلى أن الثقافة السائدة في مؤسساتنا في هذا الاتجاه تركز على أداء المهام أكثر مما تركز على الابتكار، وأزيدهم – إن سمحوا لي – من الشعر بيتاً فأزعم أننا نستخدم التكنولوجيا في التسلية وادارة حياتنا الشخصية أكثر مما نستخدمها في العمل وادارة حياتنا المهنية. يبدو أن الانتاجية هي التحدي الأكبر الذي يواجه مواردنا البشرية، انتاجيتنا منخفضة وعلينا أن نبحث في أسباب انخفاضها.

–     المشاركة تحدي آخر، مشاركة العنصر البشري في تصميم أنظمة العمل وآلية اتخاذ القرار في مؤسساتنا أمر في غاية الأهمية خاصة في المرحلة الحالية، تنخفض الانتاجية بانخفاض مشاركة الموظف وهي نقطة في غاية الأهمية وقد أشار إليها التقرير، الادارة التي تعلم كل شئ وتتقن كل شئ لم يعد لها وجود أو مبرر في عالم معقد ومتطور، أكثر الخطط التي فشلت في مؤسساتنا سبب فشلها انخفاض درجة المشاركة في تصميمها. 

–     ادارة المواهب في مؤسساتنا تحدي ثالث علينا أن نتعامل معه باحترافية لأن المواهب ستظل هي المعنية باضافة قيمة حقيقية وابداعية وتمكين مجتمعنا ومؤسساتنا من الخروج من براثن التقليد الذي دفعنا ومازلنا ندفع ثمنه على كافة المستويات.

أما أطرف ماجاء في التقرير من وجهة نظري فيتعلق بالذكاء الاصطناعي والاشارة إلى قدرته على خلق وظائف جديدة، بينما هناك من يرى أنه سيؤدي إلى تخفيض الوظائف، الروبوت والأجهزة الآلية نعم ستدعم الموظف وتضيف يداً ثالثة إلى يديه لكن هناك تخوف بأن تزيحه جانباً وتحل محله، التقرير يشير بشكل ضمني إلى أنه تخوف في غير محله، لأن الإجهزة والآلات ستؤدي مهام روتينية محددة أو مهام لا تتطلب مهارات متطورة ويظل العنصر البشري يمتلك ما تعجز الالة عن امتلاكه، في النهاية  كلمات جذبت انتباهي واعتبرها كلمات السر التي تفتح لنا أبواب مستقبل الموارد البشرية: التكنولوجيا، الانتاجية، المهارات، المشاركة، ادارة المواهب. عمل عظيم ينتظرنا جميعاً في إدارة أعظم أصولنا وهو المواطن السعودي.  

قد يعجبك أيضًا
مستهلك لا ينام ..!
اليوم الوطني خارج الصندوق..!
لماذا يسيطر الهنود على إدارة الشركات العملاقة في العالم؟

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة