الرئيسية مقالات عامة مقالات في الادارة

الطرق على الأبواب الخلفية..!

“كشفت دراسة للجنة القانونية للاستثمار بغرفة تجارة الرياض أن ثلثي رجال الأعمال يتجاوزون الأنظمة بالوساطة أو وسائل أخرى من بينها الرشوة لعدم مرونتها أو توافقها مع متطلباتهم” . هذا الخبر طالعتنا به جريدة عكاظ يوم الاثنين الموافق 21/7/1425 ، الخبر يثير الأسى والحسرة، لأن التحايل والرشوة أصبحتا هما الطريق الممهد لقضاء المصالح وإتمام الصفقات في دنيا الأعمال. إذا كانت النظم والإجراءات المطبقة في المؤسسات العامة تجبر رجال الأعمال على السير في الطرق الخلفية فهي كارثة بكل المقاييس، وإذا كانت هذه هي أخلاقيات معظم رجال الأعمال في بلدنا فتلك كارثة أكبر..! ينبغي أن ندرك أن التقدم والتطور هو منظومة متكاملة، تلك المنظومة تحوى أجزاء مختلفة ولكنها متفقة في الهدف المرغوب، حتى تسير المنظومة بشكل صحيح ينبغي على كل جزء أن يمارس دوره بشكل صحيح، النهوض بالنشاط التجاري والاستثماري في الدولة له الكثير من المتطلبات أهمها وأشملها هو خلق المناخ الذي يدفع هذا النشاط نحو الأمام، والمؤشر الأساسي لمدى جودة هذا المناخ يتمثل في تسهيل إجراءات الاستثمار وعقد الصفقات التجارية، إنني على يقين تام بأننا لو قمنا بمراجعة هذه الإجراءات للتعرف على مدى جدواها وتوافقها مع توجهات الدولة نحو تشجيع حركة الاستثمار، سنجد الكثير من الإجراءات تسير في الاتجاه المعاكس ولا تتوافق مع هذه التوجهات، وعلى يقين تام أيضاً أنه إذا قمنا بإجراء دراسة ميدانية للتعرف على المعوقات التي تواجه رجال الأعمال في تعاملهم مع المؤسسات العامة سنكتشف أن هناك الكثير من المبررات التي توجه رجال الأعمال نحو الطرق على الأبواب الخلفية. هذا عن الكارثة أما الكارثة الأكبر فتتمثل في تخلى رجال الأعمال عن المرجعية الدينية. في دنيا الأعمال والتجارة هناك فتنة المال، والإنسان عندما يفتتن بالمال كل ما يشغل باله هو كيفية الاستحواذ على أكبر قدر من المال، هذا الإنسان لايقف أحد في طريقه، وهو ماضي دائماً في تحقيق غايته ولن يسمح للآخرين بعرقلته. إنها قضية أخلاقية بالدرجة الأولى، وتنمية الوازع الديني لدى هذا الإنسان هو أفضل الحلول، أتصور أن رجال الأعمال في بلدنا بحاجة مستمرة إلى تذكيرهم بأن التجارة لا تعنى أن كل شيء قابل للبيع والشراء، هناك قيم وثوابت في ديننا الحنيف لاتقبل المزايدة والتحايل، هناك قوانين ربانية غير قابلة للاختراق ، هناك دستور إلهي غير قابل للتعديل. من وجهة نظري أن مراكز الدعوة والإرشاد يجب تطور من أسلوب عملها، فتتوجه بنشاطها إلى كل فئة على حدة، وتبدأ  بتنظيم محاضرات دينية موجهة إلى رجال الأعمال والتجار تحتوى هذه المحاضرات على أطروحات دينية تتناول نواحي مختلفة ترتبط بالعمل التجاري، من المفيد أيضاً أن تكون هناك لافتات معلقة في كل المؤسسات أمام أعين الموظفين ومرتادي هذه المؤسسات تلك اللافتات تذكر بالقيم التي يحث عليها والدين والتجاوزات التي ينهى عليها الدين، أتصور أن عقد دروس دينية في المؤسسات بين حين وآخر تسهم في تنمية الوازع الديني لدى الموظفين.  إذا كنا تمكنا من إجراء دراسة توضح نسبة رجال الأعمال الذين تجاوزوا الأنظمة فجدير بنا الآن أن ندرس كيفية تصحيح الأوضاع. علينا أن ندرس كيفية تشجيع رجال الأعمال في بلدنا على الدخول من الأبواب الشرعية وعدم محاولة الطرق على الأبواب الخلفية.

قد يعجبك أيضًا
أيها المستشارون الإداريّون..فاقد الشيء لا يعطيه..!
تقرير يصعب تجاهله..!
وُلد ليبيع..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة