الرئيسية مقالات في التسويق

الحبّ من النظرة الأولى

في عالم الرومانسية الحالمة، وفي عالم البحث عما يسري العين ويبهج النفس، يتحدثون دائماً عن الصلة بين العين والقلب، هؤلاء الرومانسيون يرون أنّ العاطفة تبدأ في التشكل عندما ترى العين ما يسعدها، عندئذ ينبض القلب ويوجّه العقل جهوده نحو اكتشاف كوامن هذا المرئي. أدرك المسوّقون للمنتجات والخدمات المختلفة أنّ هذه العلاقة تستحق الوقوف عندها وتأملها بل واستثمارها. إنّ الأمر يتعلق بالشكل الخارجي لمنتج معين أو خدمة معينة أو مبني معين، وإذا كانت الزوجات في مجتمعنا مازلن يبحثن عن أقصر الطرق للوصول إلى قلوب أزواجهن، فالمسوّقون المحترفون في عصرنا الحالي أدركوا أنّ أقصر طريق لقلب وعقل الزوج، والزوجة، والشاب، والطفل، هو العين التي تقع على ما يسرها ويعجبها. بالفعل أصبح التغليف يحتل مساحة كبيرة في اهتمامات المسوّقين، لم يعد ينظر إلى وظيفة التغليف باعتبارها حماية للمنتج، بل أصبح التغليف المميز هو عنصر حيوي في ترويج المنتجات، أصبح التغليف يتحدث رسمياً باسم المنتج، ويعطي دلالة على أنّ هذا المنتج يستحق الاهتمام والاستخدام، مع كثرة وتنوع المنتجات على الرفوف في السوبر ماركت أصبح من المهم البحث عن شكل فريد يسرق العين من منتجات المنافسين، وأصبح من المهم البحث في الحصول على أولوية لدى المستهلك في تفضيل استخدام منتج يبدو من النظرة الأولى أنّه مميز. وفي عالم الخدمات أصبح السيطرة على قلب وعقل العميل مطمعاً كبيراً بالنسبة للكثير من المؤسسات الخدمية التي لديها رؤية وفكر استراتيجي، هذه المؤسسات أدركت أنّ الخدمة على غير ما يتصوره البعض يمكن تغليفها، ويمكن عرضها في شكل أنيق وجذاب، أدركت هذه المؤسسات أنّها إذا لم تستطع الاستحواذ على حبّ عملائها المرتقبين من النظرة الأولى فعليها أنْ تنتظر الكثير من الوقت حتى يشعر هؤلاء العملاء بوجودها. المطاعم، والبنوك، وشركات الاتصالات، والفنادق، والمستشفيات، هذه المؤسسات وغيرها من المؤسسات الخدمية أدركت أنّ المظهر يجب أنْ يعكس الجوهر، وأنّ المؤسسة إذا كانت تزعم أنّها تقدّم خدمات متميزة وفريدة فعليها أنْ تهتم بإبراز شكل خارجي يوحى بهذا المعنى، إنّه الانطباع الأول الذي ينبغي أنْ يدوم، والنظرة الأولى التي ينبغي أنْ يتبعها تعامل وتفاعل. اهتمام المؤسسات بالشكل الخارجي ربما يسهم كثيراً في نشر اللمسات الجمالية في المجتمع، ربما يخلق نوعاً من العاطفة المشتركة بين الناس، وربما يجعل أنظار الناس تتحول بعيداً عن مشاهد غير مرغوبة، وربما يصنع من أي مدينة لوحة جميلة تميزها عن غيرها من المدن، بل وربما يخلق لديّ شعوراً بالتفاؤل وهدوء النفس. الحبّ من النظرة الأولي شيء رائع بالفعل لاسيّما عندما يدعمه مضمون ومحتوًى يبرر هذا الحبّ ويعمقه، فالكثير من الناس مازالوا يرون أنّ المظاهر تخدع في أغلب الأحيان، ولهذا يجب أنْ تسعى أي مؤسسة تبحث عن حبّ عملائها المرتقبين من النظرة الأولي إلى تقديم ما يشعرهم بأنّهم لم يتعرضوا لخداع بصري زائف، يجب أنْ تشعرهم أنّهم كانوا على حق عندما وقعوا في الحبّ من النظرة الأولى.

قد يعجبك أيضًا
«واحد » برنامج تدريبي «وصلحه..!!»
نوووووووم العافية..!
الفرق بين صناعة القرار واتخاذ القرار

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة