الرئيسية جديد الموقع مقالات في الادارة

التوظيف بالباراشوت..!

إذا كنت مدير شركة أو على رأس قسم الموارد البشرية أو في رتبة تخولك أن تتخذ قرارات متعلقة بالتوظيف داخل المنظمة وقمت بتوظيف أحد أقاربك أو معارفك أو أصدقائك أو أي شخص عن طريق الواسطة ففكّر مرة واثنتين في مدى الضرر الذي ستحدثه هذه الخطوة وفيما سيترتب على ذلك من آثار وسلبيات خصوصا إذا كنت تضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب فيما يُتوقّع منك أن تحافظ على أداء الموظفين عاليا في المنظمة وعلى إنتاجيتهم، وأن تظل في عين العمال جديرًا بالثقة والاحترام..

من الشائع أن يتم توظيف الأشخاص بالواسطة استناد إلى علاقتهم الشخصية بالجهة الموظِّفة لا إلى ما يمتلكونه من مهارات وقدرات، توظيف الآخرين عن طريق الواسطة ما هو إلا خطوة أولى في طريق طويل وشائك من المحسوبية والمحاباة، عندما تتفوّق العلاقات الشخصية على المؤهلات والخبرات، ويحدث ذلك بشكل متكرر في الشركات العائلية عادة أكثر من غيرها من خلال توظيف أو تدوير الأقارب في المناصب العليا، ما يؤدي إلى آثار سلبية على الموظفين والمنظمة على حدّ سواء فتنخفض الروح المعنوية للموظفين، نتيجة شعورهم بالظلم والتحيّز فهم يراقبون عن كثب ويعتقدون أن الموظف عن طريق الواسطة يحظى بدعم أصحاب السلطة في الإدارة أكثر من غيره في الرواتب والترقيات والحوافز والمهمات والتغاضي عن أخطاءه ومنحه الامتيازات خصوصا إذا كان أداءه المهنيّ منخفضا وأقل منهم، وقد يستخدم ذلك الموظّف المنصب المكلّف به فقط في خدمة مصالحه الشخصية أكثر من اهتمامه بمصلحة المنظمة، مما يؤدي إلى صراع داخل الشركة عندما يبدأ الموظفون بالترصد للبحث عن أخطاء الموظّف من أجل كشفها وإظهار عدم كفاءته، كما أن التوظيف بالواسطة يعزز مشاعر العداء ويخلق حالة من الإحباط والاستياء وعدم المبالاة لدى الموظفين فتنخفض إنتاجية الشركة، ومن الممكن ألا ترقى خبرة ذلك الموظف للمنصب المكلف به ما يعرقل سير المنظمة فيتماطل في أداء واجبته ويصبح عبئا على الشركة وعلى زملاءه، ومما لا شك فيه أن توظيفه عن طريق الواسطة مع افتقاره للكفاءة سيؤدي إلى حرمان شخص آخر أكثر كفاءة من المنصب الذي يستحقه فعليا، وستحوم الشكوك حول مصداقية ونزاهة المنظّمة ككل.
إن التوظيف بالواسطة سلوك غير مهنيّ لا يضر بالشركة وأصحابها والموظفين فحسب بل ويضر بالمجتمع أيضا ويساهم في تقويض الصالح العام، عندما ينتشر هذا السلوك في باقي المنظمات مما يحرم فئة أخرى في المجتمع من حقها في التوظيف فيترتب على ذلك البطالة والعديد من الآفات الاجتماعية الأخرى.
إن قائد المنظمة لا ينبغي أن يغفل عن مخاطر المحسوبية على شركته، ولابد أن يربأ بنفسه عن التوظيف بالواسطة وأن يكون مُنصفا جديرًا بالثقة والاحترام، وأن يتميّز بالنزاهة من خلال اعتماد معايير الجودة في مسألة التوظيف والموارد البشرية ككل، من خلال تثقيف وتوعية المسؤولين عن التوظيف حول مخاطر التوظيف بالواسطة والمحسوبية، وتسهيل عملية التواصل مع الموظفين ليعرفوا أن لديهم وسيلة مفتوحة للتبليغ عن أمور مشابهة لذلك.
ينبغي على كل شخص يمتلك سلطة التعيين أن يسعى للمحافظة على بيئة عمل صحية وإيجابية، ولا بد من وضع سياسات صارمة في مسابقات ومقابلات العمل لمنع انهيار الشركة بسبب هذه السلوكيات، مع التأكّد أن الوظيفة الشاغرة يشغلها الشخص المناسب الذي تتناسب مؤهلاته مع مواصفات الوظيفة المطلوبة من أجل قوة عاملة أكثر عدلا ومن أجل تكافؤ الفرص لجميع أفراد المجتمع، وإن حدث أن تقلّد أحد الأقارب أو المعارف منصبا في إدارة بعد تعيينه بإنصاف ينبغي التعامل معه بصرامة وعدل استنادا للجدارة والكفاءة لا إلى سياسة المحاباة أو المعاملة التفضيلية.

قد يعجبك أيضًا
المؤسسة المبدعة
أرجوك اسمعني..!
في مؤسساتنا…أضاحي!!
2 تعليقان
  • فاطمة
    28/02/2017 الساعة 11:47 م
    رد

    السلام عليكم دكتور
    أنا خريجة من الجامعة وموظفة سابقًا لثلاث سنوات في جهةفعندي خبرة وحاليًا متطوعة في الجامعة بدوام كامل ومهام موظفة لمدة 5 شهور وانقالت لي صريح: تبين عقد؟ شوفي لك واسطة بقسم الرجال

    • صالح الرشيد
      09/03/2017 الساعة 1:34 ص
      رد

      الواسطة مع كل أسى داء لا تكاد تسلم منه أي منظمة..

اترك رداً على فاطمة إلغاء الرد

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة