الرئيسية مقالات في الادارة مقالات في تطوير الذات

التوازن..الحلقة المفقودة في حياتنا اليومية

أعلن الرجل لمن حوله أن هدفه فى العام القادم هو أن يكسب مليون ريال. قام هذا الرجل بابتكار منتج جديد فى مجال الرياضة البدنية، بذل مجهودات كبيرة فى سبيل تسويق هذا المنتج، وكان يستعين بأولاده فى سبيل تحقيق هدفه، هذا الوضع أثار غضب الأم فالأولاد بدأوا يهملون دراستهم بسبب انشغالهم مع أبيهم فى تسويق المنتج الذي سيحقق المليون ريال. بالفعل تحقق الهدف الذي ظن صاحبه أنه سيغير حياته إلى الأفضل، ولكن فشل أولاده فى الدراسة وأدمن اثنان منهما المخدرات، وخرج الثالث ولم يعد،  ومن ثم وصلت الخلافات بينه وبين زوجته إلى ذروتها وانتهت بالانفصال والطلاق، تحقق الهدف وانهارت الأسرة. فشل الرجل فى تحقيق التوازن، فشل فى إدراك أن هدف واحد فقط لا يكفي لتحقيق السعادة، لأن الهدف الواحد يشبع فى الغالب احتياج واحد، أما الأهداف المتعددة فتلبى احتياجات متعددة. لعلنا نعرف أن الكثير من مشاهير الفن والرياضة ورجال الأعمال والمجتمع ربما يعانون من الكثير من القلق، وربما لا يشعرون بالسعادة التى تصوروا أنها ستتحقق لهم عندما يحققون النجاح في مجال عملهم، ولكنهم سرعان ما يكتشفون أنهم حققوا النجاح ولم يحققوا السعادة. وهذا ينطبق أيضاً على كل الذين فقدوا القدرة على تحقيق التوازن فى حياتهم. في أحد البرامج الإذاعية والذي يستضيف هؤلاء الذين يبحثون عن السعادة فى غير ساحتها وبعيدا عن وجهتها الحقيقية، يبدى مقدم البرنامج شعوره بأن ضيفه تسوده مسحة من الحزن على الرغم من أن وظيفته هي إدخال البسمة وإجبار الآخرين على الضحك، أجابه الضيف بأن هذا صحيح إنه يشعر بالحزن ولا يعرف سبباً له، وعلى الرغم من تحقيق النجاح فى عمله إلا أنه دائماً يشعر بأن هناك شيء خفي يجلب له الحزن ويبعد عنه الشعور بالسعادة. شيء عجيب أن يقاتل الإنسان من أجل تحقيق هدف معين وعندما ينجح فى تحقيقه يشعر وكأنه لم يحقق ما يرغبه بل وربما يستمر شعوره بالتعاسة. الأمر بالتأكيد لا يتعلق بأن الطموح يقتضى من الإنسان أن يشعر بعدم الرضا، ولكن الأمر يتعلق بعدم حصول الإنسان على السعادة التى كان يبغيها من خلال تحقيق هدف معين أو إنجاز كبير.  إن الأمر يتعلق بالبحث عن إجابة لسؤال يفشل الكثيرون فى الإجابة عنه ماهي الأشياء التي ينبغي أن أفعلها لأشعر بالسعادة الحقيقية أو السعادة النقية الخالية من الشوائب التى تعكر صفوها؟ الإنسان بالفعل جسد وروح وعقل وعالم من حوله، تحقيق أهداف الجسد ربما تسعد الجسد ولكنها تهبط بالروح وتفسد العقل. وربما يحقق الإنسان أهدافاً روحانية فقط ولكنه يفشل فى تنمية فكره وتفاعله مع الآخرين. وربما ينجح فى تنمية فكره فقط ولكن يهمل رعاية جسده وتزكية روحه والتواصل مع الآخرين من حوله. وربما يركز جهوده فى التواصل مع من حوله ومن ثم يهمل تنمية فكره وروحه وجسده. أما الإنسان الذي يمسك العصا من المنتصف فيعطى روحه حقها ويعطى جسده حقه ويعطى عقله حقه ويعطى الآخرين حقوقهم، هذا الإنسان لن يترك فرصة للشقاء أن يقتحم عالمه، فعالمه سيظل دائماً محصنا ومتوازنا طالما أنه يمسك العصا من المنتصف.

قد يعجبك أيضًا
رحلة طالب جامعي..!!
العادات السيئة للموظفين .. كيف تغيرها ؟
إلى أستاذي الفاضل.. مع التحية

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة