الرئيسية مقالات في التعليم

إلى أستاذي الفاضل.. مع التحية

أستاذي الفاضل، كل عام وأنت بخير، كل عام وأنت أكثر قدرة على اثراء شخصيتي وفكري ومعرفتي، كل عام وأنا أكثر قدرة على اسعادك بسلوكي والتزامي وايجابيتي، كل عام وأنت وأنا أكثر قدرة على العمل والابداع واضافة قيمة حقيقية لمحراب العلم الذي يجمعنا سوياً. أستاذي الفاضل أثق في أنك تسعى لتقديم أفضل ما لديك ولذا اسمح لي أن أساعدك في تحقيق هدفك المتجدد، وأقدم بين يديك ما يضيف قيمة لما تقدمه لنا نحن طلابك. مع بداية عام دراسي جديد سأعبر بكل صراحة وشفافية عن توقعاتي وأثق أنك ستقدر هذا تماماً بل وستسعد به.. أتوقع دائماً أن تتعامل معي باعتباري ابناً أو أخاً لك وهذا لا يعني أن أنتظر منك تساهلاً أو تدليلاً ولكن يعني شعوري بأنني دائماً في مقدمة اهتماماتك تعمل من أجلي وتبدع من أجلي ولا تتواني في نصحي وتوجيهي حتى ولو وجدتني أحياناً أتجاهل نصائحك وتوجيهاتك، ولأنك أخ أو أب لن تيأس من إصلاحي وتقويمي بالترغيب تارة والترهيب تارة وسأتقبل كل ذلك منك بصدر رحب فالإنسان عندما يدرك أن الآخر يحبه ويدعمه فسيحاول ويحاول حتى يرضيه، سأسعد للغاية عندما تتناقش معي وتعرف متاعبي وتقدرها وتساعدني في حلها، سأسعد للغاية عندما تعطيني فرصة للحديث عن نفسي وأهدافي وطموحاتي.. وإذا كنت أريد منك أن تستمع لي وتعرفني جيداً فأنا أيضاً أريد أن أستمع إليك وأعرفك جيداً، ماذا تحب؟ ماذا تكره؟ ما الصعوبات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟ ما قيمك وما مبادئك؟ متى تسعد بطلابك ومتى يحبطونك؟ دعنا نتحدث ودعنا نعرف بعضنا البعض فالناس كثيراً ما يختلفون ويفترقون لأنهم لم يمنحوا لأنفسهم الفرصة ليعرفوا بعضهم البعض. أستاذي الفاضل أنت تعرف أن للإنسان طاقة وأن النفس تمل وأن العقل أحياناً يعجز عن الاستقبال أو يتعمد عدم الاستقبال، أثق في أنك تدرك ذلك جيداً فيوما ما كنت طالباً وبالتأكيد مررت كثيراً بهذا الشعور المرهق، أتوقع أنك ستبذل أقصى ما في وسعك لتجديد طريقتك في التعليم ربما تحكي لنا قصصاً ربما تطرح علينا ألغازاً ربما تضحكنا بمزحة أو تسعدنا برحلة ربما تمنحنا الفرصة للتفكير والبحث بعيداً عن قيود الدراسة، أشياء كثيرة تستطيع أن تفعلها وستفعلها بالتأكيد حتى نتفادى سوياً الوقوع في براثن الملل. أستاذي الفاضل أتوقع أن تعطي لكل ذي حق حقه، فالعدل هو أساس الحياة الطيبة وعندما يغيب العدل نفقد ثقتنا في بعضا البعض بل ونفقد ثقتنا في أنفسنا، أنت قاض مثلما أنت معلم تحكم بين الطلاب بالحق وبالتأكيد لديك ميزان دقيق وموضوعي للتقييم، أخبرنا كيف يعمل ميزانك وأخبرنا بطريقتك في التقييم أستسمحك وأرجوك ألا تترك مساحة حتى ولو كانت ضئيلة للتأثير على طريقتك الموضوعية في الوزن والتقييم، أعرف أنك انسان في المقام الأول وأخشى دائماً عليك قبل أن أخشى على نفسي من تأثير حلو الكلام أو جاذبية الهيئة أو علو المكانة والنسب على نظرتك وتقييمك لي ولزملائي، دعني أصارحك أنني إذا شعرت بظلم وحق قد سلب وذهب لآخر لا يستحقه ستكون بداية انفصالي عنك حتى ولو كان بيني وبينك في القاعة مسافة قدم واحد. أستاذي الفاضل العالم يتغير من حولنا وأساليب العمل تتطور ولا أخفيك أنني وزملائي أحياناً كثيرة يزعجنا هذا التساؤل.. هل ما نتعلمه في قاعة الدراسة سيكون مجدياً عندما ننتقل من محراب العلم إلى ساحة العمل؟ كثيرون سبقونا وأحبطونا عندما أخبرونا أنهم وجدوا واقعاً آخر غير الذي درسوه في المراجع وخبروه في قاعات الدراسة، فضلاً يا أستاذي الفاضل لا ترهقني وترهق نفسك بتعليمي أشياء بعيدة عن الواقع، علمني أشياء أفخر يوماً ما بأنني تعلمتها منك. خالص الشكر والتقدير أستاذي الفاضل وأنا في انتظار ردك بشوق ولهفة.
تلميذك المحب

قد يعجبك أيضًا
كيف تهدم المؤسسة في سبع خطوات..!
عاقبوا أنفسهم بالانتحار..!
الصحافة…الأداة المعطلة

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة