الرئيسية مقالات في التسويق

إسهال إعلاني

قرأت بشغف البيان الذي أصدرته إحدى المؤسسات البحثية بشأن نتائج الدراسة الميدانية المتعلقة بتحديد حجم الإعلان في منطقة الخليج والمشرق العربي. وقد أفادت نتائج الدراسة بأن حجم الإعلان في منطقة الخليج والمشرق العربي وصل في العام 2006 إلى 55.6 مليار دولار بزيادة 21 % عن العام 2005، وأن حجم الإنفاق الإعلاني خلال العام 2006 في دول مجلس التعاون الخليجي ارتفع وبلغ 3,1 مليار دولار مقارنة بحجم الإنفاق الإعلاني في عام 2005 والذي بلغ نحو 2.5 مليار دولار أي بمعدل نمو قدره 21 %. كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن الإنفاق الإعلاني في دول المشرق العربي (وتضم مصر وسوريا ولبنان والأردن واليمن ) سجل نموا ملحوظا بنسبة %19 ليصل إلى نحو32.1 مليار دولار. تسليماً بصحة ودقة هذه الأرقام واستنتاجها بناءاً على دراسة علمية بحتة فقد قفزت إلى ذهني العديد من التصورات: أولاً: سوق الإعلان في منطقة الخليج ونموه بشكل مستمر يعكس المنافسة الشديدة بين الشركات والمؤسسات السلعية والخدمية على الوصول لأكبر عدد من العملاء ومن ثم تحقيق أكبر معدلات أرباح. ثانياً: شراهة الاستهلاك في بلادنا، فنحن الآن نعد أكثر شعوب الأرض استهلاكاً للضروريات والكماليات بدون ضوابط أو حدود. ثالثاً: يبدو أن هناك انفلات واضح في العديد من الشركات فيما يتعلق بميزانيات الترويج والإعلان، اعتقاداً منهم بأن التسويق هو الإعلان والإعلان هو التسويق، ومن الممكن أن تعكس هذه الأرقام عدم فاعلية الكثير من البرامج والوسائل والمحتويات الإعلانية، للأسف الشديد تفتقد الكثير من الشركات والمؤسسات في منطقة الخليج والمنطقة العربية بصفة عامة للرؤية الواضحة والعلمية في مجال الإعلان، فهم لا يعرفون بالضبط ما هي الرسالة التي يبعثون بها إلى عملائهم المرتقبين، لا يعرفون بالضبط أين يتواجد عملائهم المرتقبين، لا يعرفون بالضبط ماذا يريد عملائهم المرتقبين، لا يعرفون ماذا يقرا وماذا يشاهد وماذا يسمع عملائهم المرتقبين، والنتيجة بالطبع هي إعلانات عشوائية بملايين الريالات في الصحف والمجلات وعلى شاشات التلفاز وهذه الوسائل الإعلامية بالطبع هي المستفيد الأكبر من نهر الإعلانات المتدفق بدون ضوابط. رابعاً: المتابع لإعلانات المنتجات الأجنبية سوف يلحظ مدى تميزها عن غيرها من الإعلانات، فهم يقدمون أفكاراً إعلانية مبدعة، لا يعتمدون على التكرار بقدر ما يعتمدون على صناعة إعلان يبقى في الذاكرة طويلاً. خامساً: مازالت العديد من الشركات والمؤسسات غير قادرة على استثمار شبكة الانترنت في الإعلان عن منتجاتها بشكل جيد، على اعتبار أن الإعلان الإلكتروني أقل تكلفة مقارنة بالوسائل الإعلانية الأخرى كما أنه يصل إلى قاعدة كبيرة من العملاء بعد انتشار الحاسب الآلي وخدمات الانترنت في كل مكان، ولنقارن بين الإعلان الإلكتروني للشركات الأجنبية ونظيره في الشركات المحلية ونلحظ الفارق. النقطة الأخيرة تتعلق بالثقافة الإعلانية للمستهلك الخليجي والعربي بصفة عامة، هل لدى هذا المستهلك مستوى معين من الثقافة يتيح له التفرقة بين الغث والسمين فيما يعرض عليه من إعلانات في كل مكان؟ أعتقد أن الإجابة ستكون بالنفي، وربما يكون هذا أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا الإسهال الإعلاني

قد يعجبك أيضًا
الشركات أسرار
عزيزي المدير .. فوض صلاحياتك
أعضاء مجلس الإدارة .. أرجوكم استقيلوا!!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة