الرئيسية جديد الموقع مقالات في التعليم

إدارة ضغوط الاختبارات

الضغوط عندما تتضخم وترتفع حدتها على إنسان لا يعرف كيف يديرها عند تعرضه لخطر شديد، فالضغوط تؤثر على النفس وتؤثر على البدن وبالطبع لا يسلم العقل من أذاها. والطالب في الغالب لا يواجه ضغوطاً أو يستشعرها مثلما يواجهها في فترة الاختبارات خاصة في الكليات النظرية. وبالطبع لكل قاعدة استثناء، هناك طلاب يعملون ويجتهدون منذ اليوم الأول في الدراسة وهناك طلاب يدمنون تأجيل عمل اليوم إلى الغد، تمر الأيام على المجتهدين وغير المجتهدين حتى تأتي الأيام الحاسمة التي تضمن لكل مجتهد نصيبه ولكل مهمل عقابه..!

هي أيام الاختبارات وأيام الحصاد وأيام تشكل فترة فارقة وحاسمة في حاضر الطالب ومستقبله. الطالب المجتهد وزع جهده على مدار العام، يحرص على حضور المحاضرات، يغلق جواله، يتابع استاذه ويخرج من المحاضرة بحصيلة رائعة يسترجع تفاصيلها في المساء، هكذا تسير الحياة اليومية للطالب المجتهد، وعندما تأتي فترة الاختبارات يستقبلها بتفاؤل كبير وبارتياح وبأعصاب هادئة هذا لا يمنعه من تكثيف جهده ولكنه جهد يقوده ذهن صافٍ وهادئ غير مضغوط، يأكل ويشرب وينام ويذاكر، يفعل كل ذلك بارتياح وتظهر سمات الراحة والهدوء على وجهه وحركاته في ساعات الاختبار.

أما الطالب المتكاسل المضيع لوقته والذي اختلطت الأولويات لديه أثناء العام الدراسي فقدم غير الهام على الهام أو وقع فريسة لأهواء نفسه، هذا الطالب في فترة الاختبارات حاله غير، تجده قبل الاختبارات يتحرك بعشوائية شديدة باحثاً عن معلومة تعينه أو درجة اضافية تسعفه، وعندما تقترب ساعة حسابه في قاعة الاختبار تزداد عصبيته وعشوائيته في مواجهة كم كبير من المعرفة والمعلومات التي يجب أن تجد طريقها إلى عقله في وقت قصير وإلا سيجد هو طريقه ممهداً الى خانة الـ ( F) وما بعدها غير مأسوف عليه.

في كل الأحوال هناك حاجة لتعليم طلابنا ثقافة ادارة الضغوط، فالطالب المحترف في التعامل مع الضغوط سيصبح يوما ما موظفاً أو مسؤولاً محترفاً أيضاً في ادارة ضغوط أكبر وأثقل. الهدوء الذهني وأخذ القسط الكافي من النوم هو بداية الادارة الفعالة للضغوط في فترة الاختبارات، والخطأ الكبير الذي يقع فيه معظم طلابنا أنهم يحرمون أنفسهم من ساعات نوم كافية فيذهبون لاختباراتهم وهم في أقل مستويات التركيز.

لن يكون كم المذاكرة هو الفارق في أيام الاختبارات خاصة إذا ما اقترنت المذاكرة بقدر كبير من العشوائية والتحرك بلا رؤية أو محددات على صفحات المقرر، الذي يحسم ويفرق هو المذاكرة بذكاء وهي وسيلة كل طالب يسعى للنجاح أو التفوق أو يسعى حتى لانقاذ ما يمكن انقاذه، المذاكرة بذكاء تعني التركيز على موضوعات معينة يبدو من طبيعتها أنها محل تساؤلات أو تشكل أعمدة أساسية في المادة، فتفاصيل كثيرة في المقرر غالباً لن تكون محل تساؤل بينما تفاصيل قليلة هي (الزبدة) التي لا يمل طلابنا في البحث عنها قبل الاختبارات وأثناء الاختبارات. بالطبع مراجعة الاختبارات السابقة للمقرر خاصة إذا كان يدرسها نفس الأستاذ ستكون مفيدة للغاية في تحديد طريقة الأسئلة أو طريقة الأستاذ في تصميمها وربما يكون من حظهم الدراسة على يد استاذ يدمن تكرار نفسه وتكرار اختباراته وهؤلاء للأسف كثيرون.

قبل دخول القاعة بقليل ما أجمل الاستماع لآيات من القرآن الكريم تدخل على النفس الراحة والطمأنينة وما أجمل أيضاً تبادل الضحكات مع الزملاء، فقبل الاختبار بدقائق يجب أن يتوقف الذهن تماماً عن استقبال معلومات في الغالب لن يرحب بها ولن يثبتها بين خلاياه. بعد دخول القاعة سيكون لتنظيم الوقت الدور الحاسم في التعامل مع ضغوط تمتد لساعتين تقريباً. تقسيم الوقت بين الأسئلة وتخصيص دقائق كافية لمراجعة ورقة الاجابة بأكملها والتركيز الكامل والتدقيق في التعامل مع أسئلة صعبة أو مستعصية أمور هامة للغاية في ادارة ساعات الاختبار.

الخروج من قاعة الاختبار مثل الخروج من مباراة رياضية لا يستدعي إلا الراحة والاستجمام حتى ولو لساعات قليلة، وما أخطر الانشغال بمراجعة اختبار بعد انتهائه حيث لا يجني الطالب هنا سوى الاحباط حتى لو اكتشف أنه أخفق فقط في الإجابة الصحيحة على نقطة واحدة في سؤال، فلا تخصص وقتاً بعد الاختبار للبكاء على لبن مسكوب. بالفعل ادارة الضغوط في فترة الاختبارات ستحدد بشكل كبير نتائجها، كل الأماني الطيبة لطلابنا وطالباتنا في هذه الفترة الحرجة. اللهم وفق كل الطلاب والطالبات في اختباراتهم.. اللهم سهل عليهم ما صعب ويسر لهم ما استغلق وألهمهم الصواب في الجواب وكلل جهودهم بالنجاح والتفوق.

قد يعجبك أيضًا
في المصائب فوائدُ لمن يقتنصها..!
دعوة إلى إعادة التنظيم داخل شركاتنا..!!
نافس على المواهب

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة