الرئيسية مقالات في الادارة

الوظيفة بالعلاقة وليس بالكفاءة..!

ليس صعباً عندما تتولى موقع قيادي في هيئة أو مؤسسة ما أن تأتي بأعوانك ومساعديك من أقاربك أو أصحابك أو الموالين لك، لا تحتاج لبذل جهد في البحث عنهم، ستجدهم حولك دائماً، يبعثون إليك برسائل صريحة وضمنية تكشف عن ولائهم ورغبتهم في خدمتك، أنت تبحث عمن تأمنهم على مقعدك ويستكينون تحت جناحك، يدينون بدينك ولا يخالفون شرعك، وهم يبحثون عمن يأمنونه على حاضرهم ومستقبلهم، الكفاءة لا تهم وإن همت فهي تأتي بعد الولاء والطاعة، تسير الأمور كما يراد لها من جانبك وجانبهم، أوضاع مستقرة وآمنة ومنافع متبادلة والمركب تسير… ولكن بمرور الزمن تكتشف أنك أتيت بمن يضربونك في مقتل، فالحدود التي وضعتها أمامهم سلبتهم القدرة على الإبداع والمبادرة، والرغبة المستمرة في إرضائك جعلتهم يتنازلون بمحض إرادتهم عن أفكارهم ورؤيتهم الخاصة، إدراكهم أن الخطأ مقبول طالما لا يمس شخصك وموقعك جعلهم يتهاونون في كل ما يمس غيرك، هم يشعرون بك فقط، يفعلون ما يفعلونه وينظرون إليك من بعيد أو من قريب ليلحظوا انطباعاتك ويستشفوا هل أنت راض عنهم أم ساخط، إحساسهم بالآخرين وإحساسهم بك يتضخم حتى يعميهم عن رؤية حتى أنفسهم. إدراكهم أن الكفاءة لم تكن معيار اختيارهم ستوجههم نحو اختيار مساعديهم بنفس الطريقة ومن ثم لم يعد للكفاءات وجود في أوقات صعبة وهامة تستلزم وجودهم. والنتيجة أنت وهم “محلك سر” بينما العالم حولكم يتغير…يتطور…يتعقد. لم تعد أنت وهم قادرين على الوفاء بمعايير العالم الجديد، لم يعد العالم قادر على تحملكم بعدما تيقن أنكم تدورون حول أنفسكم ومقاعدكم، كل يوم تتضح أخطائهم في حق الآخرين وبأنهم غير قادرين وغير راغبين إلا في خدمتك وخدمة أنفسهم. الأكثر من ذلك أن الولاء لم يعد قادراً على الصمود في مواجهة متغيرات متجددة ومتضخمة في عالمنا الجديد، الولاء أصبح للمادة أكثر منه للأشخاص، والكثيرون من الموالين أصبح لديهم استعداد للتنازل عن مكاسبهم الحالية في سبيل الحصول على مكاسب أكبر، ولديهم استعداد أكثر للتنازل عنك شخصياً في سبيل الولاء لشخص يعطيهم أكثر وأكثر. على العكس من ذلك فان أصحاب الكفاءات ولائهم دائماً لكل ما يسمح لهم بتحقيق الانجازات، هم يدركون أن لديهم كل يوم شيئاً جديداً يقدمونه لأنفسهم وللآخرين، ربما تخشاهم أنت وترى أنهم يمثلون خطراً عليك وربما يطمعون في مكانك، ربما يتفوقون عليك، لن أحاول خداعك، فهذا من حقهم، ولكن من حقك أيضاً أن تفخر بأنك صنعت هؤلاء ومنحتهم الفرصة ليقدموا أفضل ما لديهم، صناعتك لهؤلاء ستكون أعظم انجازات حياتك على الإطلاق لأنك صنعت نهراً من الانجازات يجري ويروي ولا يتوقف. وأخيراً تذكر دائماً أنه عندما مات رجل الأعمال والصناعة الأمريكي المعروف “أندرو كارينجي”، كتبوا على مقبرته “هنا يرقد رجل كان يعرف كيف يستعين بأشخاص أفضل منه”!!

قد يعجبك أيضًا
للمطر 9 فوائد..!!
الأعمدة العشر للتفويض
غريزة القطيع..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة