الرئيسية مقالات في الادارة

«واحد » برنامج تدريبي «وصلحه..!!»

رفع السكرتير في أحد مراكز التدريب سماعة الهاتف، على الطرف الآخر موظف يعمل في جهة رسمية يرغب في معرفة البرامج التدريبية التي يقدمها المركز، قام السكرتير بتحويل الموظف للمسؤول المختص، المسؤول يستفسر عن عنوان البرنامج التدريبي الذي يرغب الموظف في الالتحاق به، وضح أن الموظف لا يرغب في برنامج تدريبي معين، فأي برنامج في مجال الماليات يؤدي الغرض من وجهة نظره، الغرض غير المعلن الذي يرمي إليه الموظف هو الاستفادة من المنح التدريبية التي تقدمها المؤسسة في السفر والسياحة وتغيير أجواء العمل، اعتذر المسؤول عن عدم قدرته على تلبية رغبة الموظف بسبب عدم جدولة برامج تدريبية في المجال المطلوبة شعر الموظف بخيبة الأمل، لكنه لم ييأس وبدأ بالاتصال على مراكز تدريب أخرى تساعده في الحصول على فرصة استمتاع واستجمام..!!

نعم تحول التدريب في كثير من المؤسسات وبصفة خاصة الرسمية منها إلى رحلات ترفيهية يتخلص فيها الموظفون من أعباء العمل ويجددون نشاطهم ويتفاعلون مع أشخاص جدد ويحصلون على شهادة تدريب ويلتقطون صورا فوتوغرافية للذكرى الجميلة. والذي ساعد على ذلك: غياب عملية تقييم الأنشطة التدريبية ونتائجها وتأثيراتها في أداء الموظفين وأداء المؤسسات؛ ميزانيات ضخمة ترصد بلا ضوابط؛ وتحديد عشوائي للاحتياجات التدريبية؛ واختيار غير موضوعي للمتدربين؛ وتركيز على زيادة عدد المتدربين وعدد البرامج التدريبية ليذكر ذلك في إنجازات المؤسسة أو إدارة التدريب.

حاد التدريب في مؤسساتنا عن طريقه المنشود في بناء مهارات وسلوكيات عمل ملائمة وإحداث تغيير فعلي في أداء ومخرجات المتدرب ينعكس على أداء ومخرجات المؤسسة بأكملها ويزيد من قدرتها على إشباع احتياجات جمهورها المستهدف، ليسير في طريق العناية بأمزجة الموظف والمدير ومنحهم الفرصة للترفيه و”سعة الصدر” والسعي الجاد لاستنزاف الميزانية المرصودة للتدريب قبل نهاية العام ليتم الاستعداد لتلقي الميزانيات الجديدة. التدريب عملية مخططة لها أسسها ونقطة البداية دائماً تتعلق بالتحديد الدقيق للاحتياجات التدريبية والتأكد من أن المشكلات وأوجه القصور في الأداء مرتبطة بقصور في التدريب وإلا فهناك الكثير من المشكلات التي تعانيها المؤسسات ليست ذات علاقة بالتدريب، قد يكون لها علاقة بالأنظمة والإجراءات وقصور الإمكانات ولكن التدريب منها براء، ومع تحديد الاحتياجات التدريبية يتم تحديد المتدربين وخصائصهم ومبررات تدريبهم والنتائج المتوقعة من تدريبهم، ليتم بعد ذلك تفعيل التفاصيل المتعلقة بالبرامج التدريبية ومكوناتها وكيفية تنفيذها… إلخ. وتظل متابعة المتدرب ومدى انتظامه في البرنامج التدريبي ومدى استفادته منه ومدى التغيير الذي حدث في أدائه ومخرجاته، أحد أهم أسس نجاح العملية التدريبية.

ليس عيباً أن يكون أحد أهداف التدريب منح المتدرب الفرصة للتغيير أو الترفيه أو مكافأته بالتدريب، ولكن يأتي هذا الهدف في آخر قائمة الأهداف الحيوية للتدريب. الموضوع يستلزم وقفة جادة من جميع الجهات المسؤولة عن عملية التدريب لأن استنزاف موارد المؤسسات الرسمية هو استنزاف لموارد المجتمع.

قد يعجبك أيضًا
خدمة العملاء في الشركات السعوديّة… مشكلات وحلول
هكذا تعاملوا مع المنافسة…وهكذا نتعامل نحن!!
ملتقى قسم النظم.. كلاكيت مرة أخرى..!

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الادارةالمديرالموارد البشريةالنجاحترويج و اعلانتسويقريادة أعمالعمل المرأة